الثلاثاء 30/أبريل/2024

مركز الأطراف الصناعية بغزة.. إنجازاتٌ رغم صلف الحصار

مركز الأطراف الصناعية بغزة.. إنجازاتٌ رغم صلف الحصار

بين أيدي العاملين في مركز الأطراف الصناعية الوحيد بغزة سيقان وأقدام صناعية قيد الإعداد يترقبها عشرات الجرحى الذين أصابهم رصاص الاحتلال المتفجّر.

يعدّ المركز التابع لبلدية غزة المركز الوحيد الذي يقدم هذا النوع من الخدمة لمرضى بتر الأطراف وجرحى فلسطينيين أصابهم رصاص ونيران الاحتلال بغزة.

ويحتاج مركز الأطراف الصناعية بغزة إلى كمية وافرة من المواد الخام اللازمة لصناعة الأطراف، وتيار كهربي متواصل، وعدد ساعات إضافية تلاءم زيادة الحاجة للمرضى.


null

أنشأ رشاد الشوا رئيس بلدية غزة السابق مركز الأطراف الصناعية والشلل عام 1974، وكانت تتبع للهيئة الخيرية وعام 1999 أصبح المركز تحت مظلة البلدية.

في عام 1999-2007 قدّم المركز خدمات للجرحى ومصابي الشلل، وتطورت خدماته بعد ابتعاث كوادر للتدريب في الخارج، وتطوير بنيته التحتية وإقامة مبنى من 3 طوابق.

مركز وحيد

في مركز الأطراف الوحيد بغزة يحاول مرضى البتر وجرحى قطاع غزة التكيّف مع همومهم وجراحهم التي فقدوا معها جزءًا من قدرتهم على الحركة الطبيعية.

ويقول محمد دويمة مدير مركز الأطراف والشلل إن المستفيدين من المركز (3500) شخص سنويًّا بغزة على صعيد الأطراف والتقويم والأدوات المساعدة.


محمد دويمة

ويضيف لمراسلنا: “بعد كل حرب وجولة تصعيد مع الاحتلال تزداد الحالات، ومع انطلاق مسيرة العودة بلغ عدد المستفيدين 139، أنجز المركز منها 85 بشكل كامل وبقية الحالات خارج غزة أو قيد العمل”.

وتتنوع إصابات مسيرة العودة في حالات البتر فمعظمها يرواح الأطراف ما فوق أو تحت الركبة أصابها الرصاص المتفجّر ولجأ الأطباء لبترها بعد فشل إنقاذها.

تبدأ رحلة العلاج بعد 3 أشهر من الجرح ومرحلة العلاج الطبيعي حسب توصية طبيب المركز المختصّ، وبعد انتهاء فترة التأهيل يصمم المختصون مقاس للطرف تحتاج صناعته (10-15) يوما، يتلوها جولة جديدة من العلاج الطبيعي.

ويشير دويمة أن المختصين يبدؤون بعد ذلك تدريب المصاب على تركيب واستخدام الطرف، لكن عدد الجرحى منذ بدء مسيرة العودة كبير، وهناك نقص في المواد اللازمة لصناعة الأطراف.

ويكلف الطرف الصناعي للساق فوق الركبة 2500 $، ويكلف 1500 $ لطرف تحت الركبة يغطيها المركز بشكل كامل، ويتعاون معهم في التكلفة واستيراد المواد الخام اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ورشة العمل

في حجرة الفرن الحراري يشرح نبيل فرح رئيس قسم الأطراف الصناعية بغزة آلية صناعة الأطراف بعد أخذ المقاس وصهر المادة في قالب قبل إدخالها للفرن الحراري.


نبيل فرج

ويتابع لمراسلنا: “هنا درجة الحرارة 180-200 درجة ندخل في الفرن قطع بلاستيك مصممة حسب المقاس وخلال 45-60 دقيقة نحصل على قالب مناسب ثم نسحب ضغط الهواء منها بجهاز معين.

ويؤكد فرح أن مادة البلاستيك يحصل المركز منها بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث يعيق الاحتلال كثيراً وصول المادة متذرعاً بأنها من المواد الممنوعة عن غزة المحاصرة.

في الطابق السفلي بمبنى المركز تبدو أخصائية الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية هبة بشير منشغلة بتقويم طرف صناعي من مادة الجبس لساق أحد جرحى مسيرة العودة.

وترى بشير أن تجربتها مختلفة مع هذا النوع من العمل، لأن عملها إنساني يساعد المريض للاعتماد على نفسه بعد أن فقد جزءًا مهما من قدرته على التكيف مع واقعه.

وتضيف: “يبدأ يومي بإعداد الأطراف هنا في هذه الورشة بعد استكمال إرشادات الطبيب، أبدأ تعديل الطرف ثم صبّه في قوالب، ونعمل بروفا، ونعيد التعديل المطلوب ثم نجربه مرّة أخرى على المريض، وننتقل لمرحلة العلاج الطبيعي ثم تدريب المريض على استخدامه”.

أما محمود البورنو أخصائي الأطراف الصناعية فيحاول تثبيت بعض التجهيزات لطرف صناعي أوشك على الانتهاك مستخدماً مثقابا ومشدّات طبية.

يقول البورنو (28 عاما) لمراسلنا إنه يتولى مرحلة تجميع الطرف الصناعي التي تساعد المريض على إحكام سيطرته خلال ارتداء الطرف، مشيراً أن مهنته إنسانية بالدرجة الأولى.

ويبيّن حازم سكيك رئيس قسم الأجهزة التعويضية أن هناك حاجة متزايدة للأطراف الصناعية، وأن المرضى يصلون بحاجة نفسية سيئة، لكن تركيب الطرف يساعد المريض في الاعتماد على نفسه بعد تركيب الطرف الصناعي.

ويوضح سكيك إنه يتعامل مع فئة خاصّة تحتاج رعاية نفسية وعضوية، وأن شراكة مركزه مع الصليب الأحمر تعمل على توفير مواد صناعة الأطراف التي يمنع الاحتلال وصولها بين حين وآخر

قاعة التدريب

في الطابق الثاني من المبنى يتولى مدرّبو المركز تمرين الجرحى على استخدام الأطراف الصناعية باستخدام وسائل طبية وتدريبات خاصّة.

ويتوزع الجرحى والمرضى فوق أجهزة طبية خاصّة تحت إشراف المختصين لمحاولة استخدام الأطراف في عمليات المشي والحركة أو لعب كرة القدم.

يقول خالد اشتيوي أخصائي العلاج الطبيعي إن مهمته تأهيل المرضى والجرحى لاستخدام الأطراف الصناعية لكن العام الماضي ازداد العمل صعوبة.


خالد اشتيوي

ويضيف لمراسلنا: “أقوم بـتأهيلهم وتقوية العضلات لاستقبال الطرف، ثم ننتقل لتدريبهم على استخدام الطرف خلال 4-8 أسابيع مركزنا يحاول توفير كل ما يستطيع لهم”.

أما علاء العايدي (42 عامًا) فيؤكد أنه أصيب برصاص الاحتلال على حدود مخيم البريج، وأن الجرح أدى لتسمم قدمه فاضطر الأطباء لبتر ساقه.

ويتابع: “منذ أسابيع أتردد على المركز بعد أن لبست الطرف وأتدرب على استخدامه بشكل متواصل، اليوم التمرين هو على إمساك كرة القدم وحركة الطرف الصناعي”.

ويجمع المرضى الذين رفض بعضهم إجراء مقابلة صحفية أن تجربتهم مع الأطراف الصناعية تخفف جزءًا من همومهم، فيما يشدد المختصون على حساسية هذه المهنة التي تعدّ من المهن الإنسانية المهمة بين المريض والأخصائي.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...