الثلاثاء 21/مايو/2024

آلاء بشير.. فتاة القرآن تتقيأ دمًا بسجون السلطة

آلاء بشير.. فتاة القرآن تتقيأ دمًا بسجون السلطة

بأمعائها الخاوية تخوض المعتقلة السياسية آلاء بشير معركتها منفردة لانتزاع الحرية من سجون السلطة، وسط غياب المواقف المساندة من المؤسسات النسوية والحقوقية.

حالة صحية متدهورة لفتاة القرآن آلاء بشير، كشفت عنها زيارة المحامي مهند كراجة بعد 8 أيام من إضرابها عن الطعام، الذي يستمر وسط عنجهية أمن السلطة التي تضرب كل القيم والأخلاق باستمرار اعتقال فتاة دون تهم حقيقية.

تتقيأ دمًا!
بعد مطالبات متعددة تمكن كراجة من زيارة آلاء -الخميس- ليكتشف أنها مضربة عن الطعام منذ ثمانية أيام، وتتقيأ دما، وتعاني من عدم وضوح في الرؤية، وجسدها منهك للغاية، مع آلام في الكلى.

واعتقلت أجهزة السلطة الأمنية آلاء بشير، من قلقيلية شمال الضفة الغربية، في 9 مايو/ أيار الماضي، وأعيد اعتقالها في 13 يونيو/حزيران الماضي، بعد يومين من الإفراج عنها بالرغم من أن الإفراج جاء بقرار قضائي، وبعد كفالة مالية وسط تدهور كبير بحالتها الصحية حيث أثار إعادة اعتقالها بعد استصدار قرار بالإفراج عنها سلوكا غريبا غير مبرر.

وأشار محامي آلاء مهند كراجة لمراسلنا إلى أن آلاء تقترب كل يوم من الموت أكثر في سياق الحالة التي شوهدت عليها، وهو أمر مقلق للغاية، وإن الطبيب أخبره أنها يمكن أن تفقد الكلى.

ولم تكن زيارة آلاء سهلة، فبعد استصدار المحامي كراجة قرارًا من النيابة العامة بقلقيلية لزيارتها في المستشفى في قلقيلية بعد نقلها إليه توجه للمستشفى فلم يجدها، وأخبر أنها نقلت لسجن في جنين ليبدأ مشوار تطبيق القرار من جديد وصولا للزيارة الأخيرة.

وتواصل بشير الإضراب المفتوح عن الطعام؛ احتجاجًا على إعادة اعتقالها من جهاز “الأمن الوقائي” في قلقيلية (شمال الضفة الغربية المحتلة).

وقال المحامي ظافر الصعايدة، من فريق الدفاع عن آلاء: إنها تعاني من تشنجات وهزلان إضافة إلى ضعف في النظر وإعياء عام.

محاولات كسر الإضراب
وأشارت والدة البشير، في تصريح مقتضب، إلى أن ابنتها معتقلة لدى جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية للمرة الثانية بتهمة “إثارة النعرات الطائفية والمذهبية”.


وذكرت أن آلاء البشير تتعرض لمحاولات مستمرة لكسر معنوياتها وثنيها عن الإضراب وتهديدها باستمرار اعتقالها إذا ما قررت وقف الإضراب.

واعتقل “الأمن الوقائي” الفتاة آلاء (23 عامًا)، في المرة الأولى بتاريخ 9 آيار/ مايو الماضي، من داخل مسجد عثمان بن عفان بقرية جينصافوط في قلقيلية، أثناء تحضيرها لدروس تحفيظ القرآن خلال شهر رمضان، بعد مداهمته من 25 عنصر أمن بزي مدني ورسمي دون إبراز إذن قضائي.

صمت مؤسساتي مفضوح:
بدورها استنكرت الناشطة ميس أبو غوش صمت المؤسسات الحقوقية والنسوية وغيرها من المؤسسات عن حالة آلاء في حين تتحرك بانتقائية للدفاع عن حالات، وتسكت عن أخرى.

وتساءلت عن المعايير التي تعتمدها هذه المؤسسات للتحرك في الدفاع عن قضية ما مرتبطة بالاعتقال السياسي، مشيرة إلى أن قضية آلاء لا تلقى المتابعة والاهتمام مؤسساتيا ومجتمعيا.

وكانت آلاء بشير أشارت عقب الإفراج عنها في 11-6-2019 والذي أعيد اعتقالها بعده بيومين إلى أن المحققين كانوا مستفزين من حالات التعاطف معها من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حيث سألها ضابط التحقيق: “من أين يعرفك كل هؤلاء”، وهو ما كان سببا في رفع معنوياتها.

تهم مفبركة
وتعرضت آلاء لتهم متعددة ومرتبكة، فالتهمة الموجودة في ملفها ويمدد اعتقالها عليها هي “إثارة النعرات”.

و”تهمة إثارة النعرات” هي التهمة الأكثر شيوعا في غالبية حالات الاعتقال السياسي في الضفة الغربية؛ إذ لا تكاد تخلو لائحة اتهام لمعتقل سياسي في الضفة منها إضافة إلى تهم أخرى مثل الانضمام لمجموعات محظورة وتشكيل ميليشيات، رغم إقرار وقناعة الجميع أنها تهم ملفقة لا أساس لها على أرض الواقع.

وأطلق نشطاء أمس هاشتاغ #آلاء_بشير_تموت للتحذير من خطورة حالتها الصحية، دون أي حراك مؤسساتي حقوقي في هذه القضية.

وقال الناشط عمران الشريف: إن المعايير والموازين انقلبت رأسا على عقب في بلادنا؛ حيث إن حافظة القرآن ومنقبة لن تدافع عنها المنظمات التي تعنى بحقوق المرأة ولا حتى حقوق الإنسان فهي تعد خارج خانة الإطارين.

وكان فريق الدفاع عن المعتقلة آلاء أصدر بيانا قبل أيام تعرض لحالتها، ومما جاء فيه: “إن فريق الدفاع ومن هذه المنصة يدعو مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية بضرورة التراجع عن صمتها إزاء استمرار اعتقال آلاء بطريقة غير قانونية وضرورة العودة إلى خطابها ورسالتها الحقوقية، بما في ذلك الابتعاد عن لغة المجاملة وفضح هذه الانتهاكات التي تمارس بحق المعتقلة آلاء، مع التأكيد بأن رسالة حقوق الإنسان رسالة نبيلة، وأن حق الدفاع حق إنساني مقدس لكل إنسان دون تمييز”.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات