توصية متواضعة
كثف الكيان «الإسرائيلي» في الآونة الأخيرة من محاولاته الأمنية داخل قطاع غزة، على أمل تعويض خسائره التي تكبدها بفعل الضربات الاستخباراتية التي وجهتها المقاومة الفلسطينية. ولأن الأنشطة الاستخباراتية لا تشمل المجال الحسي فقط، بل تمتد نحو المجال الافتراضي، رأينا أن نخصص هذا المقال للحديث عن جهود الكيان الاستخباراتية على مواقع شبكات الإعلام الاجتماعي.
ومن أهم أشكال العمل الأمني السيبراني للكيان، ما يطلق عليه اسم «الجمع الاستخباراتي»، الذي هو عملية لمراقبة الأنشطة والسلوكيات على شبكات الإعلام الاجتماعي من أجل الإحاطة بالمعلومات والبيانات الموجودة عليها، ثم جمعها وتحليلها، للوصول إلى فهم ومعرفة عامة. وهذا الشكل لا يشمل الاطلاع على المزاج العام للمجتمع الشبكي المستهدف فقط، بل تحقيق اختراق إلكتروني لجمع أكبر قدر من المعلومات السرية، سواء الخاصة بالأفراد أو المؤسسات الخاصة والحكومية، وذلك من أجل استغلالها في جهود التجنيد والابتزاز والتخريب. وفي العادة، تنشط هيئة (8200) التابعة لشعبة الاستخبارات في هذا المضمار، بحيث تعمل على اختراق تطبيقات مثل Facebook، WhatsApp، بوسائل وحيل متنوعة، منها ما هو محوسب وآخر بشري، كالهندسة الاجتماعية، والحسابات المزيفة، والروبوتات الاجتماعية، وروابط الاختراق، وغيرها الكثير.
ومن هنا، نستطيع التأكيد على حقيقة ثابتة، أنه لا أمان مطلق لهذه التطبيقات، خاصة ما يتعلق بالبيانات والمعلومات التي يتداولها المستخدمون، أو التي يتبادلها نشطاء الأحزاب والحركات، حيث تستطيع الجهات المتخصصة الولوج إليها وجمعها بكل سهولة، ودون أن يدري المستهدف أنه تعرض للاختراق. وفي هذا المضمار، تعاني العديد من الحكومات حول العالم من أنشطة الاختراق المتكرر لحواسيبها وأنظمتها الخاصة، فما بالك بحسابات المستخدمين الفلسطينيين، التي هي أقل تأمينا وحماية. كما لا عجب أن تعلم عزيزي القارئ، تخصيص الكيان لمئات العناصر موزعين على هيئات مختلفة، مهمتهم الولوج إلى أجهزة المستخدمين، وجمع معلوماتها، من أجل توظيفها في عدة مجالات، أخطرها بالنسبة لقطاع غزة، ما يتعلق بالإسقاط والتجنيد الأمني.
ومؤخراً، كثفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في غزة من أنشطتها التوعوية في هذا المجال، حرصا منها على تأمين الجبهة الداخلية للمقاومة، سيما وأنها رصدت للعديد من الحالات التي تمكن الكيان من تجنيدها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية، بعد نجاحه في اختراق حساباتهم، وبالتالي مساومتهم بعد أن وضع يده على معلومات، أقل ما يقال عنها أنها محرجة. وأخيراً، نوصي القارئ بالحرص الشديد، وعدم توظيف التطبيقات الاجتماعية لأغراض شخصية، بل إبقائها في دائرة العموميات، مع عدم تداول أو تبادل أية معلومات من شانها إيذاؤك، أو التأثير سلبيا في جهود الآخرين، سيما ونحن على قناعة تامة أن حالة الوعي التي يتمتع بها أفراد شعبنا أكبر من التوصيات التي نقدمها لهم.
المصدر: صحيفة فلسطين
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: مقاومتنا بالضفة ماضية ومتصاعدة مهما بلغت التضحيات
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن مجزرة الاحتلال في جنين لن تثني عزم شعبنا، ومقاومتنا بالضفة ماضية ومتصاعدة...
المقاومة تتصدى لاقتحام الاحتلال جنين ومخيمها
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام تتصدى قوى المقاومة في مدينة جنين ومخيمها لاقتحام قوات الاحتلال منذ عدة ساعات، وارتقى على إثره 7 شهداء وأصيب عدد آخر...
حنيني: العدوان الصهيوني على جنين لن يصرف شعبنا عن خيار المقاومة
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني، إن المجزرة الصهيونية الجديدة التي ارتكبها الاحتلال في جنين والتي استشهد...
رهائن الانتقام الإسرائيلي .. تقرير يوثق شهادات مرعبة لتعذيب معتقلي غزة
جنيف - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في تقرير جديد أطلقه -اليوم الثلاثاء- شهادات لنحو 100 معتقل فلسطيني مفرج عنهم،...
7 شهداء منهم طبيب ومعلم باقتحام الاحتلال مخيم جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استُشهد سبعة مواطنين بينهم طبيب ومعلم، وأصيب 9 آخرون، بينهم اصابتان بحالة خطيرة، صباح اليوم الثلاثاء، جراء عدوان...
الاحتلال يقتحم بلدات بالضفة وينفذ اعتقالات
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم الاحتلال الإسرائيلي عددا من المدن والبلدات في الضفة الغربية، وشن حملة اعتقالات بين المواطنين. ففي...
منسق أممي: تهجير أكثر من 800 ألف شخص من رفح بظروف إنسانية صعبة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، الاثنين، إن "الوضع في رفح أصبح يائسا وخطيرا...