الشمام.. الفاكهة الصفراء تتربع في أسواق وبيوت الغزيين

على بعد عشرات الأمتار من الشريط الفاصل جنوبي قطاع غزة، ينهمك الشابان محمد وسامي أبو معمر برفقه والدهم في قطف ثمار الشمام من أرضهم الواقعة في منطقة صوفا الواقعة بين خانيونس ورفح.

ويستغل الشابان أبو معمر، ساعات الصباح الباكر في عملية القطف، للابتعاد عن حرارة الشمس اللاهبة في هذه الأوقات، غير آبهين بما قد يواجهونه من خطر تعرضهم للإصابة أو الموت نتيجة قربهم من السياج الفاصل وتعرضهم لإطلاق نار متكرر من الأبراج العسكرية الإسرائيلية المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة.

null
ويبدأ موسم زراعة الشمام حسب الوالد عيسى أبو معمر، في شهر فبراير، وينتهي في شهر يونيو من كل عام.

وتعدُّ فاكهة الشمام التي حقق فيها المزارعون فائضا حتى الآن، من الفاكهة المحببة إلى قلوب الغزيين، وانخفض سعرها لعدم تصديرها إلى الخارج بسبب إغلاق المعابر الحدودية.

ولفت أبو معمر إلى أن هذا العام شهد محصولا جيدا، إلا أن الأسعار غير مناسبة، ما أدى إلى قلة في الربح وفي بعض الأحيان تجد خسارة كبيرة عند بعض المزارعين.

null
وأشار الى أن قطاع غزة لديه أجود أنواع الشمام والبطيخ، إضافة إلى وجود خبرة لدى المزارعين تضاهي المواصفات العالمية، مطالبا بفتح أسواق خارجية للتصدير نظرا لوجود اكتفاء ذاتي في الشمام داخل القطاع.

وتبلغ تكلفة زراعة الدونم الواحد من فاكهة الشمام حسب أبو معمر، حوالي 2000 شيكل؛ ولكن رغم ذلك لا يحصل تكاليفها نظرا لانخفاض أسعاره، حيث سعر يبلغ الكيلو الواحد من الشمام نصف شيكل في أرضه، ويباع في الأسواق بشيكل واحد للكيلو.

وتشهد حركة بيع الفواكه بشكل عام، والشمام والبطيخ بشكل خاص، حركة ملموسة هذه الأيام، حيث لا تكاد تجد شارعا أو سوقا إلا وكانت فاكهة الشمام والبطيخ سيدتها.

ويقبل المواطنون في غزة على شراء فاكهة الشمام نظرا لجودتها وطعمها اللذيذ، حيث يضعونها في الثلاجة لتحصل على بعض البرودة، ومن ثم يتم تناولها في أجواء عائلية مميزة.

null

ولا يخلو الشمام والبطيخ من منازل المواطنين طوال موسمه الذي يمتد حتى مطلع الخريف، كونه فاكهةً زهيدة الثمن نسبيًّا.

وتمتاز محافظتا خان يونس ورفح جنوب القطاع بزراعة ثمار البطيخ والشمام؛ نظرًا لحاجة هذه الفاكهة لمساحاتٍ كبيرة من الأرض الزراعية، عدا عن المياه العذبة التي يُفضل ريها بها لضمان الحصول على فاكهة تتمتع بمذاق حلوٍ نسبيًّا.

null
null
null