الإثنين 20/مايو/2024

الأسير محمود العملة.. من يُعيد له نور بصره من ظلمة السجن!

الأسير محمود العملة.. من يُعيد له نور بصره من ظلمة السجن!

في ليلة 21 يناير المنصرم، تبدلت حياة الأسير محمود عبد العفو العملة (31 عاما) من بلدة بيت أولا غرب الخليل، فبدون سابق إنذار اقتحمت قوة صهيونية مدججة بالأسلحة والكلاب البوليسية قسم (15) في سجن عوفر الصهيوني، الذي يسمى بقسم الوحدة الوطنية، ويضم أسرى من مختلف الفصائل، وهناك بدأت حكاية الأسير مع الإصابة والمعاناة.

اعتدى جنود الاحتلال الصهيوني بشكلٍ وحشي على الأسير محمود العملة، وأشبعوه ضرباً مبرحاً مما أدى إلى إصابته بجروحٍ خطيرة في حينه.

بلا تهمة!
الأسير المحرر رائد العملة شيق الأسير محمود، أكّد لـ”مكتب إعلام الأسرى” أنّ شقيقه الذي اعتقل في ديسمبر الماضي وما زال موقوفاً، تعرض مطلع العام الجاري للضرب المبرح لدى اقتحام القسم الذي يتواجد فيه.

وأوضح أنّه لا توجد تهمة جراء هذا الاعتداء، “التهمة فقط أنّه أسير”، حيث اعتدي عليه وعلى الأسير عدنان موسى من بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالضرب المبرح، حتى وصفت إصاباتهما بأنها الأكثر خطورة وقتها.

إصابة بالغة
العائلة لم تكن تعلم شيئا عن حالته؛ وفي اليوم التالي للاعتداء السافر أبلغتها المحامية أحلام حداد بأن محمود يعاني من إصابات بالغة تركزت في وجهه، وأنه نقل إلى المستشفى ليوم واحد فقط وهو مقيد، وأعيد إلى السجن.

ويوضح شقيق الأسير، أن جلسة محاكمة كانت عقدت للأسير بعد يومين فقط من الاعتداء عليه، فصورت المحامية إصاباته التي أذهلت العالم لقسوتها، حيث تبين أن لديه كسر في تجويف العين اليسرى، وجرح عميق تحتها، ورضوض وكدمات في مختلف أرجاء جسده متركزة في الوجه، مشيرا إلى أن الضربات كلها كانت عن طريق العصا الحديدية ما يظهر أن الاحتلال كان ينوي فقء عينه.

صدمت العائلة بما رأت، وأحدثت الصور في قلبها ما أحدثت، ولكن الحكاية لم تنته هنا بل بدأت المعاناة منذ هذه اللحظة.

يقول رائد: “ما زال محمود يعاني من آثار الاعتداء، ولا يتمكن من الرؤية في عينه اليسرى، ويعاني من آلام فيها وصداع حاد ودوار دائمين، وهذا الأمر كله دون أي علاج ودون متابعة حول حالته، ما يقلقنا على وضعه الصحي، ويجعلنا نخشى من تأثير سياسة الإهمال الطبي، خاصة أننا فقدنا شقيقي الآخر محمد العملة الذي استشهد عام 2010 جراء الإهمال الطبي الذي تعرض له في السجون”.

عقوبات
وتعيش العائلة منذ إصابة ابنها الأسير محمود أياما مثقلة بالقلق والحزن على حالته، فهو لا يتمكن من الرؤية، ويعاني من أوجاع مبرحة تداهمه ليل نهار دون اكتراث من إدارة السجون الصهيونية، وفوق ذلك فرضت بحقه عقوبات قاسية.

ويوضح رائد بأنه منذ اعتقال محمود في ديسمبر، وهو ممنوع من الزيارة من أي شخص في العائلة، وذلك تحت دعوى المنع الأمني، وبعد الاعتداء عليه حاول أهله استصدار تصريح للزيارة من أجل الاطمئنان عليه، لكن الاحتلال أخبرهم أنه معاقب ومحروم من الزيارة إلى أمد غير محدد.

ويضيف: “منع العلاج ومنع الزيارات وحرمانه من الكنتينا كانت أبرز العقوبات بحقه، وحاولنا من خلال التواصل مع محامين ومؤسسات أن نرفع هذه العقوبات ولكن دون فائدة، كما أنه محروم من زيارة المحامين ولم يزره سوى اثنين منهم طوال هذه الفترة، فيما عوقبت المحامية أحلام حداد بعد نشر صور إصابته لأن الاحتلال لا يريد أن تخرج الإصابات للعلن وأن يُفضح بوحشيته”.

والأسير محمود تزوج من زوجة شقيقه الشهيد محمد، وأنجب منها ابنة ثم طفلين خلال سنوات اعتقاله السابقة لم يشهد ولادتهما؛ حيث أمضى 24 شهرا في الاعتقال الإداري و24 شهرا في حكم عادي، والآن تطلب له النيابة الصهيونية حكما بالسجن لثمانية عشر شهرا.

وناشدت العائلة عبر “مكتب إعلام الأسرى” مساندتها في الضغط على الاحتلال من أجل تقديم العلاج اللازم للأسير حيث إنها لا تعلم مدى الضرر الذي لحق بجسده جراء الإصابة لأن الفحص كان سطحياً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات