سامحوا المستأجرين.. حملة بغزة لدعم وإسناد الفقراء والمعوزين

وقفت الأرملة الأربعينية باكية على ناصية حارتهم تداري بشالها الأبيض دموعها التي سالت على وجنتيها بعد أنّ هدّدها صاحب الشقة التي تسكن فيها هي وأولادها بالطرد إن لم يدفعوا ما عليهم من التزامات مالية لصاحب العمارة.

هذه الأربعينية التي حاول مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن يسترق منها بعض الكلمات، إلا أنّها أصرّت على أن تحفظ “ما تبقى لها من كرامة أمام الناس”، لتضيف: “بديش حاجة من حد لو سكنت بالشارع أنا وأولادي الأيتام لن أطلب من أحد شيكلا واحدا”.

حال المواطنة المغلوبة على أمرها لا يقتصر عليها فقط، بل ينسحب على الآلاف من الأسر الفقيرة بل الأشد فقراً في قطاع غزة، والذين يكابدون مرارة الحياة من جوانب عدة، أبرزها دفع مستحقات الإيجار لصاحب العقار، وتوفير لقمة العيش من جهة أخرى.

وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، فإنّ أكثر من نصف سكان غزة خلال العامين الماضيين، عانوا من الفقر.

وأوضح جهاز الإحصاء، في تقارير سابقة له، أنّ 53 بالمائة من سكان غزة فقراء، وتأتي نسبة الفقر المرتفعة في غزة، تزامنا مع الحصار “الإسرائيلي” المستمر ضد القطاع منذ 2007، وعقوبات السلطة منذ عامين، وأزمة الإنتاج وشح الوظائف في أسواق القطاع المحلية.

وفي الوقت الذي أكدّت فيه مؤسسات أممية، 80 بالمائة من سكان غزة، يتلقون مساعدات إنسانية عاجلة، في إشارة لسوء الأوضاع الإنسانية، لا زالت السلطة الفلسطينية في رام الله تقتطع ما نسبته 50 – 60% من رواتب 58 ألف موظف في غزة معتمدين لديها في وزارة المالية، مما يفاقم من المأساة التي يعيشها أهالي القطاع ويضاعف نسبة الفقر.

سامحوا المستأجرين

مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، أطلق نشطاء وإعلاميون على مواقع التواصل الاجتماع حملة بعنوان “سامحوا المستأجرين” وتدعو الحملة التي يشارك فيها العشرات من النشطاء أصحاب العقارات والعمارات إلى مسامحة الفقراء من المستأجرين، لشهرٍ واحدٍ فقط خلال شهر رمضان المبارك.

ويأمل النشطاء الذين أطلقوا الحملة أن تلاقي هذه الحملة استحساناً من أصحاب العقارات والأموال، وأن يكون هذا الأمر مسامحة وصدقة لوجه الله من أجل أن يستطيع الفقراء توفير لقمة عيشهم في رمضان.

وأعرب الناشط محمد حميد، عن أمله أن تلاقي هذه الحملة رواجاً واسعاً وسيما في أوساط أصحاب العقارات، وأن يبادروا من أنفسهم لأن تكون هذه المسامحة خالصة، سعياً في نشر الخير في قطاع غزة الذين يعاني معظم أهله من الفقر.