الإثنين 20/مايو/2024

هنية والسنوار أوفيتم بالوعد

أحمد أبو زهري

إعادة المختطفين فى مصر، ليست حدثاً عابراً، ولا جهداً ثانوياً، ولا دوراً إنسانياً على هامش العمل، إنما يعكس حجم المسؤلية والأمانة الوطنية والسياسية التى تحملها قيادة حركة حماس سواء الأخ أبوالعبد هنية أو الأخ يحى السنوار، واللذان بذلا فى الخفاء ما لا يتخيله أحد فى معالجة هذا الملف ومن خلفهما قيادة القسام، والذين وضعوا الأمر على طاولة الملفات الأكثر أهمية، وهذا يؤكد لنا أيضاً ما يلى:

أولا: قيادة حركة حماس لا تتخلى عن مسؤلياتها، وتبذل ما بوسعها للدفاع عن الفلسطينيين أينما كانوا وتسعى للتخفيف عنهم، وأن قناعة حماس بالإفراج عن المختطفين هى ثابت من الثوابت التى لا تتغير.

ثانيا: أن قيادة المقاومة تولي أهمية بالغة فى الدفاع عن أبناء شعبنا، ولم تترك دورها يوماً فى إعادة المختطفين، وأن جهدها لن يتوقف وسيمتد للإفراج عن الأسرى فى السجون الصهيونية.

ثالثا: هناك ترجمات حقيقية بدأت تظهر من خلال الحوار الإستراتيجى الذى يجرى مع القيادة المصرية، والذى أسفر عن الإفراج عن المختطفين، وأن العلاقة مع مصر فى تطور كبير وربما نشهد تحسنًا فى ملفات أخرى.

رابعا: أن العلاقات مع الدول تدار بدبلوماسية عالية بعيداً عن الأضواء، وتحتاج لصبر وجهد متواصل وانضباط أمام الإعلام، وتفهم حاجات واعتبارات الطرف الآخر، وصياغة مصالح مشتركة على قواعد خاصة تراعي حسابات الدول وتخوفاتها واعتباراتها وتحفظاتها الأمنية والسياسية.

خامسا: حاجتنا لمصر تفرضها اعتبارات مختلفة من الناحية العربية والسياسية والأمنية، إضافة إلى الأبعاد الجغرافية والتاريخية، وإنه يمكن المراهنة والبناء على هذا الموقف ومواقف أخرى ومراكمة الجهد الحاصل وصولا إلى معالجة كافة الملفات وعلى رأسها تحقيق المصالحة الوطنية ورفع الحصار الإسرائيلى عن قطاع غزة.

سادسا: مراعاة أن جهات مختلفة سواء فى الساحة الفلسطينية أو العربية إضافة إلى الاحتلال يمارسون دوراً مسموماً ويصنعون عراقيل فى وجه تطور العلاقة مع مصر، وتظهر فبركات إعلامية هنا وهناك لإيجاد الوقيعة بين أهلنا فى قطاع غزة وبالتحديد بين الفصائل الفلسطينية ومن بينها حركة حماس وبين أهلنا  فى جمهورية مصر العربية.

وفى الختام؛ ما حدث اليوم هو موقف يحسب لقيادة حماس فى غزة وللقيادة المصرية ومحط احترام وتقدير الجميع على الساحة الفلسطينية، ولا زلنا نتطلع لدور أكبر ينقذ قطاع غزة من أزماته السياسية والإنسانية ويعالج الوضع الفلسطينى بشكل عام فى ظل الأخطار المحدقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات