السبت 25/مايو/2024

القديس (هيلاريون) ينهض شاهداً على تاريخ فلسطين

القديس (هيلاريون) ينهض شاهداً على تاريخ فلسطين

بعد أن تردّت أحواله لسنوات طويلة يعيش دير القديس (هيلاريون) الآن أفضل أيامه بعد أن شارفت علميات ترميمه على الانتهاء.

ويعدّ دير القديس (هيلاريون) من أهم المواقع الأثرية في فلسطين ويرجع بناؤه إلى عام 329 ميلادي زمن القديس (هيلاريون) وهو من أكبر الأديرة الأثرية في فلسطين من حيث المساحة والتصميم. 

وبدأت قبل شهور عملية إعادة ترميم الدير بتمويل من المجلس الثقافي البريطاني ضمن مشروع حماية التراث الثقافي الفلسطيني الذي يركّز على موقعين بغزة حاليًّا.


null

موقع جديد

على غير عادته؛ أضحى دير القديس (هيلاريون) محاطاً بجدران الحماية تحده من الجهة الغربية قاعات ومبنى كبير لاستقبال الزوّار، فيما ظهرت علامات الاهتمام والعناية أكثر وضوحاً بالداخل.

كخلية نحل ينتشر العمال والخبراء في ساحة الدير تحت توجيهات خبراء فرنسيين في علم الآثار يقسّمون الأدوار بين فرق العمل والفنيين.

ويقول فضل العطل، المختص في الأماكن الأثرية بغزة، إن الدير كان حاضراً بقوة في حياة الناس خلال القرن الرابع والخامس والسادس حتى نهاية السابع الميلادي، إضافة إلى العصر الأموي الإسلامي.


null

ويضيف العطل وهو أحد كوادر المدرسة الفرنسية لعلم الآثار: “أقمنا مؤخراً ممرات خشبية وحماية جدران ومبنى استقبال للزوار، وتبقى لنا ترميم وصيانة منطقة (الديماس) التي نشيّد لها قبّة ستنتهي خلال أيام”.

قرب ساحة الكنيسة تعكف أربعة فتيات على إعادة تثبيت حجارة أثرية في الجزء الغربي من ساحة الكنيسة، فيما ينشغل عمّال آخرون أقصى الشمال بتهذيب الحجارة قبل تثبيتها.

ويتابع: “تقوم الفتيات بفكّ الحجر المتهالك ونركب غيره مكانه، بعد أن يقصّ الشبان الحجم المناسب لاستكمال ترميم منطقة الديماس فهو منخفض 6 متر عن بقية المكان، وعوامل التعرية نالت منه”.


null

محطة للزيارة

ويقسّم خبراء من المدرسة الفرنسية للآثار المهام على طواقم العمل الناشطة منذ شهور في الموقع الأثري أملاً في انتهاء المهمة في وقت قريب.

وتعرّض دير القديس (هيلاريون) مطلع التسعينات لعملية سطور ونهب أفقدت جزءً كبيراً من كنوزه الأثرية بينما نال الإهمال وسنوات الحصار من أهم موقع أثري بغزة.

ويؤكد د. أيمن حسونة، أستاذ علم الآثار في الجامعة الإسلامية، أن المشروع في الدير ضمن مشاريع حماية التراث الثقافي بفلسطين لأن غزة محرومة من اثني عشر عاما بسبب الحصار.


null

ويضيف: “قدّم المجلس الثقافي البريطاني التمويل واستعنا بخبراء من المدرسة الفرنسية للآثار وقطعنا الآن مرحلة كبيرة وقريباً سينتهي العمل كلياً”.

ويشدد حسونة على أهمية الجانب الثقافي في التربية والتعليم خاصّة لطلبة المراحل الدراسية الذين يفتقدون لزيارة أماكن أثرية مجهّزة تكشف عن تاريخ وأصالة فلسطين.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات