الأحد 16/يونيو/2024

عاصم البرغوثي أسيرًا.. أخ لم يترك دماء أخيه على الأرض

عاصم البرغوثي أسيرًا.. أخ لم يترك دماء أخيه على الأرض

رفض عاصم أن يحتضن “قيس” نجل أخيه صالح، (الذي لم يتجاوز أربعة أعوام)، أو ينظر في عيونه، أو يهدهد عليه، قبل أن ينتقم لأبيه.. فلقد كان هاجس، ماذا سأقول لك حين تكبر يسيطر عليه؟.

لم تمض ساعتان على اغتيال صالح، حتى كانت رصاصات “عاصم” تمزق أجساد ثلاثة جنود “إسرائيليين”، فالأخ لم يترك دماء أخيه تجف على الأرض، ليمسح دموع “قيس”، ويتمتم في أذنه بعد أن احتضنه بفخر، لقد تحقق الانتقام بثلاثة رؤوس، علما أن  كل رؤوس الاحتلال لا تساوي ظفر أبيك.

عاصم لم ينس ذكريات الطفولة مع أخيه، لم تغب صورة صالح عنه أكثر من ساعتين، لم يقبل أن تزين صوره جدران المنزل قبل الانتقام، وهما من أتقن هذا الفن، عندما نفذا عملية “عوفرا” سوية.

اليوم ترقد روح صالح آمنة مطمئنة، تحلق في السماء، تبتسم وقد جاءتها أخبار البشارة بالانتقام، ترفض أن يتمدد أحد جانبها، فهذا مكان بطولات عاصم وذكرياته التي لا تنتهي.   

في “جعفات أساف” تحقق الانتقام، حينما جندل عاصم البرغوثي ثلاثة جنود فداء لروح “صالح”، فيما يتوهم الاحتلال اليوم بتحقيق نصر بعد أن اعتقل جسد عاصم، فهو يجهل لغة الأرواح، فروح عاصم وصالح ومن قبلهم آلاف الشهداء أينعت وكبرت في جيل فلسطيني يلفظ كل أشكال الاحتلال.

في رام الله، ما زالت عائلة البرغوثي تقدم التضحيات رافضة مخططات الإبعاد ، فقاموسها لا يعرف إلا لغة البذل والفداء، فالأب (عمر) قضى في سجون الاحتلال أزيد من (28 عاما)، و ما زال أسيرا، فيما الابن الأكبر عاصف أسيرا كذلك، واليوم يلحق بهم عاصم، فيما روح “صالح” تحلق في السماء.

ويتهم الاحتلال عاصم البرغوثي، بتنفيذ عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “جفعات أساف” شرقي رام الله، في 13 كانون أول 2018، وأدت لمقتل ثلاثة جنود “إسرائيليين”، وذلك بعد ساعات من اغتيال أخيه صالح، والذي اتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار قرب مستوطنة “عوفرا” شمال شرقي رام الله في 6 ديسمبر 2018، وأدت لإصابة 9 “إسرائيليين”.

يا من تزفون روح “صالح” نحو السماء، قولوا له إن “قيس” بدأ يهدأ وابتسامته تعود على وقع تقليب صور أبيه، قولوا له إن قصته وأخيه أصبحت حديث الشارع الفلسطيني، قولوا له إنه أصبح أهزوجة الأطفال وأيقونة المقاومة… أخبروه أن “عاصم” ما تخلف لحظة وحقق الانتقام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات