كتلة الضفة في 2018 .. حضور رغم الملاحقة المزدوجة
ما بين مطرقة الاحتلال الصهيوني، وسنديان السلطة، وجد طلبة الكتلة الإسلامية في الضفة المحتلة أنفسهم، في محاولة مشتركة للحد من توسع النشاط الطلابي خلال العام 2018 لوأد شرارة الحركة الطلابية وإطفاء جذوتها.
حملة الملاحقة المزدوجة والمستمرة جاءت في سياق يقين تلك الأجهزة بحقيقة أن الحركة الطلابية كانت ولا تزال العمود الفقري للحركة الوطنية المقاومة، وقيامها على حملات مناصرة الدفاع عن المسجد الأقصى ومدينة القدس.
ملاحقة مزدوجة
وخلال العام المنصرم 2018 نفذت قوات الاحتلال حملات متلاحقة من الاعتقالات والاستدعاءات في صفوف الطلبة، ولم تقف عند ملاحقة الطلاب فقط؛ ولكنها توسعت لتصل إلى استدعاء واعتقال الطالبات؛ حيث استهدفت الحملات قيادات العمل الطلابي وأبناء الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية.
بدورها أجهزة السلطة كانت حاضرة بقوة في هذا الدور الإجرامي، عبر تنسيقها الأمني مع قوات الاحتلال في عمليات الاستئصال القمعي الممنهج والمدروس، واشتراكها الفعلي في حملات اعتقال واستدعاء وترهيب للطلبة.
ومع انتهاء العام الدراسي الحالي 2018، ما تزال ذاكرة أبناء الكتلة زاخرة بالعديد من المشاهد المؤلمة التي تعرضوا لها، والتي تناوبت لتكون تارة من الاحتلال “الإسرائيلي” وتارة من أمن السلطة.
ولكن الأكثر إيلاماً هو المشاهد الماراثونية التي نفذتها أجهزة أمن السلطة وتحديدا “الأمن الوقائي” و”المخابرات العامة” في استهداف مناصري الكتلة الإسلامية؛ إما بالاستدعاء والاعتقال أو التهديد ومحاولة تعطيل الأنشطة وتخريبها ومراقبتها وملاحقة كل من يقدم يد العون لها.
وشهد عام 2018 ارتفاع وتيرة الاعتداءات بحق نشطاء الكتلة مقارنة بالعام الذي قبله، والذي قد يكون مرده للدور المتألق والمميز للكتلة الإسلامية في مختلف الجامعات والذي تخشى منه أجهزة السلطة والاحتلال أن يكون إيذاناً بعودة الكتلة الإسلامية لتقود مسيرة الحركة الطلابية، فعمدت إلى تخويف الطلاب من الانضمام إلى صفوفها، في سعي منها إلى إقصاء الكتلة عن المشهد في الضفة الغربية وتحجيم دورها في تعبئة الطلاب ضد الاحتلال، وتحشيدهم لدعم المقاومة، وفق حرية نيوز.
استهداف التعليم
حملات التضييق والاستهداف هذه كانت لها أهدافها المشتركة للاحتلال والسلطة والتي زادت حدتها مع إحراز التقدم الملموس للكتلة الإسلامية في الانتخابات؛ ما جعلهم يلجؤون إلى نوع جديد من الحرب النفسية، تمثلت في قرار يقضي بحرمانهم من الاستقرار التعليمي.
null
وأصبح استهداف الطلبة في أوقات الامتحانات حلقة من حلقات الإذلال وعرقلة العملية التعليمية، يأتي بالتنسيق بين أجهزة السلطة والاحتلال؛ بهدف الحد من نشاطات الكتلة الإسلامية، ومنع أي نشاط لهم داخل أسوار الجامعة أو خارجها.
ومع إطلالة العام الجديد لا يزال هناك العشرات من أبناء الكتلة الإسلامية ومناصريها ممن يرسفون في زنازين الأجهزة الأمنية، محرومين من حقهم بالعيش والتعليم بحرية وكرامة، وليس لهم ذنب إلا أنهم عشقوا فلسطين والمسجد الأقصى، ونذروا حياتهم وجهودهم لخدمة إخوانهم الطلبة من أجل المزيد من الرقي بالمسيرة التعليمية والنقابية.
يدخل العام الجديد ولم تزد هذه المضايقات والاعتقالات الكتلة الإسلامية وأبناءها ومناصريها إلا مزيداً من الايمان بحقهم بالعمل النقابي والطلابي وتقديم خدماتهم لإخوانهم الطلبة في الجامعات الفلسطينية كافة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القوات اليمنية تستهدف سفنًا انتهكت قرار حظر الوصول لإسرائيل
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، فجر الثلاثاء، استهداف سفن إسرائيلية وأمريكية في البحر الأحمر والمحيط الهندي. وقال...
رغم القمع والتهديدات.. جامعات العالم تواصل طوفانها المناصر لفلسطين
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام هكذا تحولت جامعة "كولومبيا" التي قادت شرارة "طوفان الجامعات" المناصر لفلسطين حول العالم كـ "الشوكة" في حلق النظام...
هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية
إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...
“هيومن رايتس ووتش”: الردود على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين صادمة
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت منظمة حقوق الإنسان الدولية "هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، أن "الرد على المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين...
مشاهد جديدة لتفجير كتائب القسام نفقا في قوة إسرائيلية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام بثت قناة الجزيرة مشاهد حصرية حديثة لعناصر من كتائب عز الدين القسام في أحد الأنفاق بغزة وهم يقومون بتفخيخ نفق قبل دخول...
جيش الاحتلال يعترف بمقتل ضابطين وإصابة جندي بجراح خطيرة في “كمين نتساريم”
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، مقتل ضابطين وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة في كمين ممر...
منظمة إنقاذ الطفولة: خان يونس أصبحت “مدينة أشباح”
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة "إنقاذ الطفولة الدولية"، الاثنين، إن "مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ثاني أكبر مدينة في القطاع، والتي...