الثلاثاء 30/أبريل/2024

بائعة الخبز .. حكاية وجع في خانيونس

بائعة الخبز .. حكاية وجع في خانيونس

ما إن يدخل فصل الشتاء حتى تبدأ أم جهاد تعليق الحبال وسط منزلها؛ ليس لنشر غسيل أبنائها خشية البلل، لكن لنشر وتجفيف الخبز.

فمنذ 5 سنوات وأم جهاد الأعرج (45 عاما) تمارس هذه المهنة في جمع بقايا الخبز وتجفيفه استعدادا لبيعه بدراهم معدودة، تستطيع من خلالها توفير بعض احتياجات منزلها، في مواجهة ظروف اقتصادية مأساوية تضرب أرجاء قطاع غزة.

وكعادتها تستيقظ أم جهاد مع ساعات الصباح لتمارس عملها في الحصول على الخبز المجفف من جيرانها وأقاربها، لتبدأ تجفيفه حتى تتمكن من بيعه.


null

وخلال اليوم الذي حضرنا فيه لمنزلها الكائن في مخيم مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، كان الدقيق قد نفد من بيتها ما دفعها لاستصلاح بعض الأرغفة المنشورة على أرضية المنزل وتقديمه لأبنائها بعد أن طهت العدس لهم.


null

حالة مزرية وصلت إليها العائلة التي تعيل 8 أبناء بسبب الحصار وقلة الحال والامتناع عن السؤال، خاصة مع عدم قدرة زوجها الخمسيني على العمل بسبب معاناته من مرض التهاب وتضخم في الكبد، الذي يحتاح بدوره لعلاج يومي مكلف مع عدم وجود مصدر دخل.

وتعاني أم جهاد نفسها من أمراض الضغط والسكري، لكنها لم تستسلم لهذه الأمراض، وأصرت أن تخوض معركة البقاء في بيت ليس فيه أي مصدر للدخل سوى بعض من مخصصات الشؤون الاجتماعية التي باتت تصرَف كل 5 أشهر بدلا من 3 أشهر.


null

وحسب حديثها مع مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“؛ فإنها تعبئ الخبز في أكياس لبيعه لرعاة الأغنام أو الأبقار أو جيرانها الذين يربون الطيور والمواشي.

وتقول: إن واقع الحياة والظروف المعيشية الصعبة في قطاع غزة جعلها تعتمد على نفسها، ما زادها تحديًا لجميع الصعاب التي تواجهها وعائلتها.

وتعبئ أم جهاد الكيس بوزن 40 كيلو بعد تجفيف الخبز، لتبيعه بمعدل 10 إلى 15 شيكلا للكيس الواحد، وهو ما يعادل حوالي 3 دولارات.


null

وتستغل السيدة الأربعينية منزلها المتواضع والمتهالك والمكون من غرفتين وصالة صغيرة في تجفيف الخبز خشية ابتلاله من المطر في فصل الشتاء، في حين تجففه خارج منزلها في فصل الصيف.

وتأمل الأعرج بعد أن بللت الدموع خديها أن تنتهي هذه الأزمة التي تمر بها وغيرها من سكان القطاع، لتنتهي معها حالة التعب والألم اللذين باتا يرافقانها طوال الوقت.

وتسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ 12 عاما والعقوبات المفروضة من السلطة منذ إبريل 2017، في تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعاناة في غزة، وحول مئات الآلاف إلى فقراء ومتلقي مساعدات.

ولمواجهة هذا الواقع يلجأ الآلاف من سكان قطاع غزة لممارسة أي عمل يدخل عليهم بعض المال لمساعدتهم في شراء بعض الضروريات.


null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...