الثلاثاء 28/مايو/2024

قرار أمريكا الانسحاب من سوريا.. خيبة أمل إسرائيلية

قرار أمريكا الانسحاب من سوريا.. خيبة أمل إسرائيلية

يرى محللون أنّ القرار الأمريكي حول الانسحاب العسكري من سوريا، هو قرار استراتيجي مهم لسوريا، لكن سيترتب عليه نتائج سلبية لـ”إسرائيل” وحلفائها بالمنطقة، بما فيها الأردن والسعودية، وعلى معركة النفوذ بين واشنطن وموسكو.

الكاتب والمحلل السياسي نائل عبد الهادي قال إن هذا القرار، تسبب في خيبة أمل إسرائيلية، فبالنسبة لـ”إسرائيل” سيكون له سلبيات في إطار عزله “إسرائيل” في مواجهة إيران، وعزلتها أمام روسيا، في مساعي طرد الإيرانيين من سوريا.

وأضاف أنه “رغم العلاقات الحميمية بين نتنياهو وترمب، إلا أن ترمب اتخذ قرارا مناقضا للتوجهات الأمنية لنتنياهو، انسحاب القوات العسكرية الأمريكية التي ستنتهي خلال 100 يوم، تعد تغييرا إيجابيا، فعلى نتنياهو الآن السعي للتوصل إلى تفاهمات مع الفلسطينيين، وعدم تسخين الساحة الفلسطينية، للتفرغ لمحاربة الإيرانيين بسوريا، وحزب الله بلبنان”.

وتابع: “حان الوقت لأن تقوم إسرائيل بتغيير التوجهات، وتدرك أن عليها تغيير توجهاتها القديمة، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا”.

وزاد: “لقد أصبح الآن فراغا كبيرا بالميدان السوري، ومن سيبقى هناك، وهم الروس، سيحددون قواعد اللعبة، وعلى “إسرائيل” أن تحارب وحدها ضد إيران في سوريا”.

وبدورها، سارعت الصحافة الإسرائيلية إلى التعليق على القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، باعتباره خبرا سيئا لـ”إسرائيل”، لعدة اعتبارات سياسية وعسكرية.

رون بن يشاي، الخبير العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، عدَّ أن “القرار الأمريكي يعني تقديم هدية لروسيا وإيران في سوريا، ومفاده أن يترك حلفاء الولايات المتحدة يواجهون مصيرهم بأنفسهم، لا سيما الأكراد، والتسهيل على الإيرانيين مهمة إقامة قواعد عسكرية لهم داخل الأراضي السورية”.

وأضاف في مقال ترجمته “عربي21” أن “إسرائيل تنظر لهذه الخطوة الأمريكية بكثير من السلبية؛ لأن استمرار الوجود الأمريكي يعمل على كبح جماح الوجود الإيراني في سوريا، وسيُعدّ هذا القرار كما لو أن الولايات المتحدة لا تنظر بعين الحرص على مصالح حلفائها في الشرق الأوسط، والأمر لا يقتصر على إسرائيل والأردن فقط، وإنما كذلك على السعودية”.
 
وأوضح أن “الانسحاب الأمريكي من سوريا سيجعل قاسم سليماني يشعر بكثير من السعادة، ويبلغ قائده خامنئي أن عقبة كبيرة أزيلت من أمامه لبقاء قواته في سوريا من أجل أن يفتح جبهة قتالية جديدة ضد إسرائيل، مع العلم أن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال قائما وموجودا في سوريا والعراق، ورغم ذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن قراره بإخراج قواته من سوريا، مع العلم أنه سعى للقيام بهذه الخطوة منذ زمن طويل، لكن وزير دفاعه ماتيس منعه من ذلك”.

وأكد أن “الانسحاب الأمريكي من سوريا سيجعل الحلفاء الأكراد يشعرون بخيانة الأمريكان، وزيادة حجم الفوضى في شرق البحر المتوسط، مع العلم أن قرار ترمب بالانسحاب من سوريا جاء لأسباب اقتصادية، دون أن يوضح ما المقصود بعبارة “إعادة انتشار قواته”.

وختم بالقول إنَّ “خيارات واشنطن بعد انسحاب قواتها من سوريا ستتراوح بين نقل مستشاريها العسكريين من سوريا إلى الأردن، أو تكتفي بأولئك المقيمين في العراق من أجل استكمال محاربة تنظيم الدولة، وربما تذهب لخيار تفعيل قواتها الجوية من سفن الأسطول السادس المنتشر في البحر المتوسط، لكن كل ذلك ما زال محاطا بكثير من الضبابية وعدم الوضوح، المهم أنه على كل الأحوال نحن أمام أخبار غير سارة”.
 
صحيفة “إسرائيل اليوم” نقلت عن وزير إسرائيلي كبير، أخفى هويته، قوله إن “الانسحاب الأمريكي من سوريا هو بمنزلة تضييع فرصة تاريخية، ولذلك لا تنظر لها إسرائيل بكثير من الترحيب، رغم أنه لن يترك تغييرا سلبيا على عمليات الجيش الإسرائيلي في سوريا، أو تقليص الهجمات التي يواصل تنفيذها داخل الأراضي السورية، وهي المستمرة في هذه الأيام”.
 
وقالت نتاع بار، الكاتبة في الصحيفة، في مقال ترجمته “عربي21″، إن “الانسحاب الأمريكي سيجعل حلفاءها مكشوفي الظهر داخل سوريا، لا سيما الأكراد، الذين سيكونون عرضة لعمليات عسكرية تركية وشيكة، وباتوا يظهرون مثل لعبة صغيرة بأيدي القوى العظمى في العالم، في حين أن الرابح الأكبر من الانسحاب الأمريكي هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان” كما قالت. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات