حرب الأدمغة
دخلت حرب المقاومة الفلسطينية والفصائل في قطاع غزة ضد الحصار والاحتلال مرحلة جديدة بعد محاولة التوغل الإسرائيلية الأخيرة في خان يونس؛ هي مرحلة حرب الأدمغة والحرب على الوعي وعلى رواية ما حدث، بعد أن تمكنت المقاومة وأجهزتها المختلفة، من عرض صور لأشخاص قالت إنهم عناصر في القوة الإسرائيلية ومتعاونون عملاء ساعدوا القوة أثناء وجودها في خان يونس، وطلبت من الجمهور العام تزويدها بكل معلومة عن أصحاب هذه الصور.
الخطوة الفلسطينية رد عليها الاحتلال الإسرائيلي بخطوة مقابلة، لكنها موجهة للجمهور الإسرائيلي نفسه، عندما عممت الرقابة العسكرية الإسرائيلية إنذارًا موجّهًا للمواطنين عمومًا، وليس لوسائل الإعلام الإسرائيلية أو العاملين في مجال الصحافة، من مغبة حتى مجرد تداول الصور التي عممتها كتائب القسام، على شبكات التواصل الاجتماعية، حتى لا تتمكن الأجهزة الفلسطينية، التي أثبتت في الماضي قدرتها على زرع برامج تجسس واختراق هواتف ذكية لجنود الاحتلال، من تتبع هذه المجموعات واختراقها وجمع معلومات إضافية.
بعض المحللين والمراقبين، تحديدًا من مراسلي الجيش والأجهزة الأمنية في “إسرائيل” اعتبروا الخطوة الفلسطينية والرد الإسرائيلي مرحلة جديدة من حرب الأدمغة، أو حرب العقول بين الطرفين، مستذكرين قضية اغتيال الشهيد محمود المبحوح في الإمارات، وكيفية افتضاح أمر الجريمة الإسرائيلية، لكن يبدو أن الصدمة الإسرائيلية في غزة نابعة من “مفاجأة” الأجهزة الفلسطينية في القطاع، أجهزة الاحتلال في باب جمع المعلومات وترتيب تسلسل للأحداث، عبر الاستعانة أيضًا بكاميرات حماية “فردية” لمواطنين، ومن ثم عرض الاستنتاجات ونتائج التحقيقات، بشكل أخاف الطرف الإسرائيلي من القدرات الحقيقية التي تعكسها عملية نشر صور عناصر القوة والمتعاونين معهم.
هي إذا حرب أدمغة بين طرفين، ولم تعد عملية جمع المعلومات، والتجسس حكرًا على طرف، بل بات الطرف الفلسطيني، في القطاع، قادرا، بدوره، بعد أن أثبت سابقًا قدرة على اختراق هواتف ذكية لجنود في الجيش، على أن يهدد دولة الاحتلال بسلاح مماثل بما يكسر ربما، معادلة أخرى من معادلات الصراع والمواجهة، ويؤسس لمرحلة جديدة تراكم فيها المقاومة وفصائلها قدرات وخبرات سيكون لها حتمًا، أثر في جولات المواجهة المقبلة في حال اندلاعها، تحديدًا في مجالات رصد التحركات الإسرائيلية، سواء النشاطات العسكرية الظاهرة والمعلنة، أم وبشكل أشد خطورة من وجهة نظر الاحتلال، في كشف مزيد من النشاط السري الإسرائيلي في غزة وربما أيضًا خارجها.
المصدر: عرب48
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حماس: نتابع ببالغ القلق حادثة الهبوط الاضطراري لمروحية الرئيس الإيراني
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق، الأخبار التي تتحدث عن هبوط اضطراري...
ضربات قاسية.. المقاومة تصفع حكومة نتنياهو في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية...
24 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا بمعارك غزة منذ بداية مايو الجاري
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو/...
الداخلية الإيرانية: فرق الإنقاذ لم تصل بعد إلى مروحية رئيسي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن وزير الداخلية الإيراني أحمد الواحدي، أن المروحية التي تقل رئيس بلاده إبراهيم رئيسي، اضطرت لتنفيذ هبوط خشن بسبب...
الرشق: قلوبنا مع الشعب الإيراني الشقيق
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أعرب عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، عزت الرشق، عن قلقه من الأنباء التي تحدثت عن تعرض طائرة...
الهمص: الاتصال بمستشفى العودة شبه مفقود والاحتلال يتعمّد إخراجه عن الخدمة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس لجنة الطوارئ في وزارة الصحة في غزة، مروان الهمص، الأحد، إن الاتصال "شبه مفقود" مع مستشفى العودة، أحد أكبر...
الأمم المتحدة تحذر: استمرار خنق المساعدات لغزة ينذر بعواقب مروعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال منسق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن تضييق الخناق على المساعدات التي تصل إلى غزة ينذر بعواقب...