الثلاثاء 21/مايو/2024

أبو مازن و خطاب التهديد

ناصر ناصر

لم تؤثر كثرة السعال التي تدل على الوضع الصحي المتراجع للسيد أبو مازن، ذي ال، 83 عاما على استمرار توجيهه لرسائل التهديد، والتي لا يمكن وصفها بأنها كلها تهديدات فارغة، فبعضها سيكون عمليا وجديا على ما يبدو، وهو الجزء المتعلق بشعبه الفلسطيني في قطاع غزة.

لقد كرر أبو مازن في خطابه في الأمم المتحدة تهديده المعروف أنه لن يلتزم بالاتفاقات مع “إسرائيل”، و تحديدا اتفاقات أوسلو و باريس التي نقضتها “إسرائيل” منذ مدة، و هو تهديد يرى به غالبية الشعب الفلسطيني تهديدا فارغ المضمون؛ فهو مكرر وغير مقنع، ولا يجد له رصيدا على أرض الواقع، وذلك على الرغم من أن معظم أبناء الشعب الفلسطيني يؤيدون مثل هذه الخطوة من رئيس سلطتهم.

أما التهديد الثاني فهو موجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي قرر أبو مازن وبحق أنها اخترقت دورها كوسيط، وخاصة بعد إجراءاتها الأخيرة بإخراجها القضايا الجوهرية من المفاوضات، وتحديدا القدس واللاجئين والأمن والاستيطان، ولكن المطلوب أكثر من مجرد التهديد، بل إعلان موت العملية السلمية على أسس أوسلو، والتمسك بوحدة الشعب الفلسطيني والمضي بالمقاومة بكل أشكالها كما جاء في وثيقة الأسرى.

قد يكون التهديد الأخطر هو تهديد أبو مازن بالمزيد من العقوبات على الشعب الفلسطيني المناضل يوميا في قطاع غزة، و ذلك لإجباره وبقوة المال الغاشمة على تسليم سلاح المقاومة، و نقل نموذج التنسيق الأمني لغزة، و بهذا يكون السيد أبو مازن قد نسف أي إمكانية للثقة في تهديداته السابقة، إذ لا يمكن أن تواجه خصمك أو عدوك الخارجي، وأنت تعاقب وتحاصر و تمعن في التنكيل بأبناء شعبك الفلسطيني.

وبلغة التهديد هذه فقد وجه أبو مازن ضربة يتمنى الشعب الفلسطيني أن لا تكون قاضية لجهود ومساعي المصالحة، أو أن تكون تعزيزا لحالة الانقسام الكئيبة التي تسود الشعب الفلسطيني، و لكن الأمل ما زال معقودا على إصرار الشعب الفلسطيني على وحدته ومقاومته حتى تحقيق أهدافه، ولن تضره خطابات الرؤساء إلا قليلا، و ما مسيرات العودة إلاّ شاهد على ذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات