الأحد 19/مايو/2024

دير أبو مشعل.. مهد العنفوان الفلسطيني

دير أبو مشعل.. مهد العنفوان الفلسطيني

إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، تقع قرية دير أبو مشعل، التي تطل مرتفعاتها على البحر الأبيض المتوسط، وتشتهر بعنفوان نضال أبنائها على مدار عقود عديدة، وأبرزها فشل الاحتلال بمصادرة أراضيها عام 1976، وتنفيذ عمليات فدائية في السنوات الأخيرة.

ويعود سبب تسمية القرية، بحسب أحد مؤرخي “دير أبو مشعل” عبد الفتاح سليمان، إلى كنيسة كانت توجد على قمة جبل القرية مضاءة دائما بشعلة من النار، تمثل منارة تهدي السفن القاصدة هذه المنطقة، فكلمة دير نسبة إلى الكنيسة، ومشعل نسبة إلى شعلتها.

ويتابع في حديثه لمراسلنا، أن أول شهيد قدمتة “دير أبو مشعل” يدعى علي عارف البرغوثي، منفذ عملية عسكرية من عمان إلى أريحا، وآخر شهداء القرية حتى (22-8- 2018)، هم: أسامة أحمد عطا، وعادل عنكوش، وبراء صالح  عطا، الذين أصبحو رموزًا للبلدة بعد تنفيذهم عملية فدائية في القدس قبل عام (أسفرت عملية القدس، عن استشهاد أبناء “أبو مشعل” الثلاثة، ومقتل مجنّدة “إسرائيلية” وعدد من الإصابات).

جميل البرغوثي، وهو رئيس هيئة الاستيطان والجدار سابقًا، يقول في تصريحات صحفية: إن دير أبو مشعل تكاد لا يخلو بيت فيها من جريح أو أسير أو شهيد، و”سكان مستوطنة حلميش يتذكرون جيّدًا تلك المرات التي قام أبناء (أبو مشعل) والقرى المجاورة بقطع الشارع الالتفافي على المستوطنين ورشقهم بالحجارة والزجاجات الحارقة”، وفق قوله.

وأضاف: “أهل القرية يتمتعون بحس وطني عالٍ؛ فقد تركوا التوجهات الاقتصادية والرفاهية، متخذين مسلك السياسة والمقاومة والاعتياش من فلاحة الأرض”.

اقتحامات مستمرة
ويقول عضو المجلس ساري موسى: إن القرية تتعرض بشكل دائم لاقتحامات واعتقالات من الجيش “الإسرائيلي”، كما أنها لا تبيع أراضيها إلا لأهل البلد، وذلك بهدف المحافظة عليها من سرقة الاحتلال.

ويوجد في القرية العديد من المواقع الأثرية تعود للعصور الرومانية والبيزنطية، ومنها البرك الرومانية القديمة، وبركة عامود، ولا تزال البرك ممتلئة بالمياه، بالإضافة إلى بئر العسل.

ويقدر عدد سكان دير أبو مشعل بقرابة 5 آلاف نسمة، أمّا مساحتها الكلية فتشرف على 9 آلاف دونم “فشل الاحتلال في إحدى محاولات مصادرتها عام 1976”.

ويشتهر أهالي البلدة في الزراعة بالدرجة الأولى وبمناشير تشكيل الحجر الخام، كما أن نسبة كبيرة منهم تعمل في قطاع الوظائف، نظرًا لحيازتهم الشهادات الجامعية.

وتحظى هذه القرية الأثرية بمكانة في الديانة المسيحية؛ إذ إن فيلم “يسوع” الذي حصد ملايين المشاهدات، صوِّرت عدة مشاهد منه في زقاق دير أبو مشعل العتيقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات