الأحد 26/مايو/2024

ارتفاع الأسعار يلقي بظلال قاتمة على تحضيرات العيد في الضفة

ارتفاع الأسعار يلقي بظلال قاتمة على تحضيرات العيد في الضفة

صراخ الباعة يملأ الأجواء، ومكبرات الصوت تكاد تملأ أسواق الضفة الغربية خاصة في المدن الكبيرة، ومنها مدينتا رام الله ونابلس، فالعروض كبيرة، لكن البيع ليس بمستوى يرضي التجار، عدا عن تذمر الزبائن من الأسعار المرتفعة دون ضوابط مع التحضيرات لدخول عيد الأضحى المبارك بعد أيام.

ربة المنزل علا زيدان -من رام الله- تشكو من ارتفاع الأسعار مع تحضيرات عيد الأضحى، الـ 400 شيكل لم تكف لشراء ثياب العيد لأطفالها الثلاثة؛ وهو ما جعلها تستدين من جارتها مبلغ 100 شيكل إضافية كي تستوفي مستلزمات العيد من الألبسة والأطعمة وغيرها من متطلبات العيد.

ارتفاع الأسعار
تقول علا: “التجار يستغلون كثرة الزبائن؛ فالأسعار ترتفع دون حسيب أو رقيب أو وجود مراقبة على الأسعار التي تنفلت خلال تحضيرات العيد الأضحى المبارك”.

ربة الأسرة علا حالها مثل متوسطي الدخل أو ميسوري الحال أو فقراء الضفة، كما يقول الاقتصادي ناصر عزيز من رام الله، الذي يضيف: “ارتفاع الأسعار جنوني، وهو ما قد يفقد متعة التسوق لعيد الأضحى، ومشكلة الأسعار هي هي مع كل عيد، فلا يعقل أن يكون كل عام ارتفاع الأسعار يتصاعد مع عيد الأضحى”.

وعن نسبة الارتفاع يقول: “بحسب تحليل صادر عن جمعية حماية المستهلك، فإن أسعار الملابس شهدت ارتفاعاً غير مسبوق وصل أحيانا إلى 50 % وحتى 100 % عبر استغلال التجار الجشع الذين يعدون العيد فرصة لتعزيز الربح وتسديد ديونهم وضرائبهم لحكومة الحمد الله” .

ولا يشكو الفقراء أو العمال فقط؛ بل إن الموظفين أصحاب رواتب قليلة يشكون أيضا، حيث يقول الموظف معتز سلامة من رام الله: إنه صرف راتبه مع تحضيرات العيد، ولم يتبق من راتبه سوى 700 شيكل، وإنه سيقترض من أخيه 700 أخرى كي يقوم بواجبات ومصروفات العيد الذي يستنزف جيبه.

وتشكو شرائح أخرى عديدة من ارتفاع الأسعار الذي وصفوه بغير المحتمل؛ مع التحضيرات للعيد، وهو ما ألقى بظلال قاتمة عليهم؛ حيث بدا ذلك جليًّا من خلال تعمّد التجار رفع الأسعار في ظل غياب الرقابة.

إغلاق الجمعيات
ويعاني الفلسطينيون في الضفة من البطالة المقنعة؛ حيث تشير إحصاءات لمنظمات دولية من ضمنها البنك الدولي أن الفجوة تزداد ما بين الأغنياء والفقراء، وأن الطبقة المتوسطة تشهد اختفاء لمصلحة الطبقة الفقيرة.

وبالتوازي مع ارتفاع الأسعار تأثرت تلك الشرائح بمواصلة إغلاق الجمعيات الخيرية الإسلامية التي كانت تتبع حماس والجهاد الاسلامي، حيث كان الفقراء يتلقون سلات غذائية منها، وأحيانا أخرى نقودًا، وحتى ألعاب أطفال كانت تدخل الفرحة والسرور على تلك البيوت وخاصة الأطفال منهم.

ويستغل تجار كثر مناسبة العيد لرفع أسعار الألبسة، والحلويات، والفواكهة، التي يزداد الطلب عليها خلال التحضيرات لاستقبال العيد، ويعدونه موسما لدرّ الأرباح، ودفع الضرائب الباهظة المستحقة عليهم لاحقا.

ولا يخفي التاجر نصري العبد -من رام الله- أن فرصة العيد تعوضهم عن مخاسرهم، وتعد فرصة للربح الوفير، فليس كل الأيام عيدًا، كما يقول.

ويضيف “العيد فرصة لنا كي نعوض جزءًا من خسائرنا، ونواصل تجارتنا بكل حيوية ونشاط، والفقراء أحيانا نتعاطف معهم، ولكننا أيضا نعاني من كثرة الضرائب وانخفاض المبيعات بعد انتهاء العيد، ولذلك لا نسلم من الحسد، ولا نسلم من ضرائب السلطة المرتفعة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات