الثلاثاء 21/مايو/2024

أعداد المشاركين في مسيرة العودة ودعاية الاحتلال

ناصر ناصر

تحاول الدعاية الإعلامية الإسرائيلية الموجهة بالدرجة الأولى لرفع معنويات الجمهور الإسرائيلي أن تقلل من أعداد المشاركين في جمعة مليونية القدس، وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث كان الرقم المتداول وبشكل لافت في كل وسائل الإعلام الإسرائيلية هو 10000 فلسطيني، معتبرة ذلك فشلا لحماس و للهيئة المنظمة لمسيرة العودة.

فلماذا هذا التبخيس وفي هذه الجمعة بالذات؟

من المرجح أن هذا التبخيس موجه بالدرجة الأولى للداخل الإسرائيلي، وليس للجمهور الفلسطيني، والذي عانى على ما يبدو من سلسلة من الضربات المعنوية على جبهة المواجهة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، إضافة إلى الضربة المعنوية التي وجهتها “إسرائيل” لنفسها، وأدت إلى اضطرار نجم الكرة الأرجنتيني الشهير ميسي لإلغاء قدومه وفريقه لـ”إسرائيل”، لذا فلا ينقص “إسرائيل” اليوم نجاحا آخر للفلسطيني في غزة.

ومن جهة أخرى فإن إظهار “فشل حماس” الوهمي بتجنيد مئات الآلاف سيساعد المستوى السياسي، وبشكل أخص المستوى العسكري على مواجهة الانتقادات الداخلية المتزايدة لما يبدو كضعف وقلة حيلة في مواجهة فعاليات الشعب الفلسطيني في مسيرات العودة، فالقيادة الإسرائيلية تعلم أن خياراتها أمام غزة محدودة، ولن تكون إلا باتجاه التخفيف لا التصعيد، وهو أمر لا يتمتع بشعبية واسعة في “إسرائيل”.

إن تركيز الإعلام الإسرائيلي على موضوع التقليل من أعداد المشاركين يشير إلى إفلاس السياسة الإسرائيلية، وتهافت استراتيجياتها في مواجهة المقاومة الشعبية السلمية على الحدود الشرقية لقطاع غزة، لذا لجأت إلى إنكار حقيقة مشاركة أضعاف العدد الذي تدعيه في جمعة القدس.

وفي كل الأحوال فليست الدعاية الصهيونية من جهة ولا عدد المشاركين في المسيرات على أهميته من جهة أخرى هو الذي يحدد مدى النجاح الفلسطيني في مسيرات العودة، بل إنما يحدده وبالدرجة الأولى استمرار عملية الاستنزاف للقوات الاسرائيلية على حدود قطاع غزة، ويمكن لهذا أن يتم من خلال عشرة آلاف أو خمسين أو مائة ألف؛ فالأعداد مهمة إعلاميا ومعنويا، وليس استراتيجيا أو سياسيا، وهذا هو الأهم، والأكثر تأثيرًا على متخذي القرار في “إسرائيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات