نصف قرن في المهنة.. ماذا قال أشهر بائع عصير رمضاني في جنين؟

 في مشهد متوارث عن والده منذ نصف قرن، يقف يوسف سرحان عزوقة، “أبو حسان” وسط مدينة جنين شمال الضفة الغربية، يبيع المشروبات الرمضانية، لاسيما الخروب، إذ يعد البائع الأشهر على مستوى المحافظة.

ففي الوقت الذي يتصدر فيه الخروب والتمر والليمون والكركديه موائد الإفطار في شهر رمضان، يشتهر “أبو حسان” في جنين بتحضيرها وبيعها، ويستذكر في حديثه لـ”مراسلنا” كيف زجه والده بهذه المهنة قبل أربعين عاما، قائلا: “كان والدي يبيع العصائر الرمضانية في كراج الباصات حاليا، وكنت أرافقه دوما، وأنا في الحادية عشرة من عمري، حتى أتقنت هذه المهنة وورثتها عن أبي”. 

ويتحول منزل “أبو حسان” في حي السيباط القديم في مدينة جنين، إلى معمل لإنتاج تلك العصائر طوال شهر رمضان، ويحدثنا عن طريقة تحضير الخروب وهو منهمك بإعداده: “ننقع الخروب بالماء الفاتر، وفي اليوم التالي نقوم بتصفيته عن طريق قطعة قماش حريرية، مع إضافة قليل من الصبغة لتخفيف اللون الفاتح، وقليل من السكر لتحليته، بسبب المذاق المر”.

مشروبات رمضان
ولا ينسى “أبو حسان” أن يعدد لنا فوائد الخروب، “فهو يستخدم لعلاج وتنقية الدم وضغط الدم، ولإزالة الحموضة وعلاج الالتهابات والبروستاتا”.

أما عن عصير الكركديه فيقول: “وهو بارد يخفض الضغط لدى أي مريض، ويقوي الدم والشرايين وعضلة القلب، أما وهو ساخن فيعمل على رفع ضغط الدم”، ويضيف: نكون حريصين قبل بيعه أن نسأل الزبون عن مستوى ضغط الدم لديه، حتى أننا لجأنا للتخفيف من بيعه.

ويتابع: “وبالنسبة للتمر الطبيعي الهندي نقوم بنقع التمر وتصفيته وتنظيفه وتبريده دون أي إضافات من أصباغ ونكهات و سكر”.

ويستذكر “أبو حسان” المشروبات القديمة التي تلاشت، وتكاد تختفي في شهر رمضان؛ ومنها :”نقع القمر دين، وهو شراب المشمش، ويشرب على السحور لما له من فوائد لجسم الصائم، إلى جانب عصير عرق السوس الذي يروي جسم الصائم ويرطب حلقه، ولا يشعر بالعطش حيث يسيطر عليه شعور الإرتواء”.

مهنة متوارثة
وكما نقل المهنة “أبو يوسف” لولده أبو حسان، نقلها الأخير لابنه يزيد، الذي بات يعمل مع والده ويلبس اللباس التقليدي لبائع العصير، ويعلق يزيد قائلا: “عندما عرض علي والدي الفكرة، كنت مترددا وخجولا بسبب اللباس الغريب الخاص ببيع العصير؛ ومع مرور الأيام أصبح الأمر اعتياديا بالنسبة لي وفيه متعة خاصة، وإقبال كبير من المواطنين”.

وفي عربة صغيرة يحضُر شقيقه الصغير العبوات البلاستيكية الممتلئة بالعصائر المنوعة، يكمل “يزيد” في شهر رمضان من كل عام، نفتتح بسطة خاصة بنا على الدواء الرئيسي ونبيع عصير الخروب والتمر الطبيعي والتمر العادي، والليمون والنعنع والعليق والكركديه واللوز، ونعمل حاليا على التحضير لتجهيز عصير جلاب (عصير الزبيب، وهو مشروب لبناني).

وعلى الرغم من أن شهر رمضان هو الموسم الأهم لهذه المشروبات، فإن يزيد يبيع في الأيام العادية الخروب متجولا في شوارع المدينة، كما يقدمه عوضا عن القهوة في بعض المناسبات في أراضي 48، كما جرت العادة في بعض القرى في  1948 حيث يستبدل الخروب بالقهوة في الأعراس ويوزعها يزيد على المعازيم”.

ويضيف: “هناك رمزية خاصة للخروب بين المواطنين، وأصبح اسمه في جنين مرتبطا بشخصيتي، حيث اعتاد الناس على رؤيتي بلباسي الخاص بالبيع”.

null

null

null

null

null