الثلاثاء 30/أبريل/2024

الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة.. حرب مزدوجة لا تتوقف

الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة.. حرب مزدوجة لا تتوقف

“ما كنت أظن أن نشاطاتي الطلابية ستؤدي إلى رحلة عذاب شاقة في أقبية التحقيق داخل سراديب جهاز الوقائي استمرت 27 يوما ما بين شبح وضرب وتحقيق وعدم نوم وجوع وشتائم بكل الأشكال والألوان”.

هكذا وصف الطالب في قسم الهندسة المدنية بجامعة بولتكنك فلسطين محمد العواودة (21 عاما) من مدينة دورا، رحلة اعتقاله من أجهزة السلطة.

 الباب الدوار
وقال العواودة في حديث خاص لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “اختطفني ملثمون من جهاز الوقائي بينما كنت عائدا إلى منزلي بعد انتهاء دوامي من الجامعة، مساء الثالث عشر من شهر كانون الأول 2017م، حيت انقضّ عناصر الوقائي على السيارة التي كنت أستقلها وانتزعوني من داخلها بطريقة عنيفة وقذرة وكأنني أحد مجرمي الحرب، ووضعوني في سيارتهم”.

ويضيف أن السيارة وصلت به للمقر العام لجهاز لوقائي، حيث دخل فيما وصفه بـ “دوامة تحقيق وعذاب لا يتصور”.

ويقول: “بدأ التحقيق معي مباشرة، وطرح علي عشرات الأسئلة من قبيل: من رئيس الكتلة الإسلامية؟ من هم أعضاء لجان العمل؟ من أين يأتي دعم الكتلة؟ من دفع لكم ثمن بوسترات الدعاية الانتخابية والرايات والمطبوعات؟ مع من تتصلون بغزة أو الخارج؟ أسئلة كثيرة في ظل إهانات وتعذيب”.

وتساءل: “هل كل ذلك من أجل نشاط طلابي نقابي جامعي؟!”.

والأدهى من ذلك على حد وصفه أنه بعد خروجه من أقبية تحقيق الوقائي، أعيد اعتقاله على يد الاحتلال بعد 48 ساعة فقط، ليمكث في سجون الاحتلال عشرة أشهر إدارية.  

ملفات واحدة
الحال لم يتغير مع الطالب أكرم ابو اسنينة، من كلية العلوم بجامعة الخليل والناشط في الكتلة الإسلامية، والذي أكد وجود تنسيق واضح ما بين أجهزة السلطة وجهاز الشاباك الصهيوني في ملاحقة طلبة الكتلة الإسلامية.

وأشار إلى أنه اعتقل ثلاث مرات لدى أجهزة السلطة ومرتين في سجون الاحتلال خلال رحلته التعليمية التي لم يمر عليها سوى سنتين ونصف.

 ويقول في حديث خاص لمراسلنا: “لم يخرج التحقيق في جميع اعتقالاتي عن الاستفسار حول نشاطاتي الطلابية النقابية في الكتلة الإسلامية والاحتفالات وتغطيتها ومن يشرف عليها والانتخابات ومن ينسقها، علما بأن نشاطنا الطلابَ مشروعٌ، وتعترف به الجامعة، ويجرى بإذن من دائرة شؤون الطلبة، وهو علني وواضح، لكن أجهزة السلطة تجعل منه نشاطا إرهابيا وتنسق في ملاحقته مع سلطات الاحتلال علنا”.

ويضيف أن كل سؤال طرح عليه في التحقيق لدى أجهزة السلطة أُعيد طرحه عليه لدى الشاباك، ويؤكد أن أحد ضباط الشاباك في تحقيق سجن عسقلان كان يطلب منه أن يقول له ما قاله عند جهاز الوقائي، إضافة إلى إبرازه محضر التحقيق نفسه التي جرى في الوقائي ليقيم علينا الحجة، وفق تعبيره.

أهداف مكشوفة
ويرى كثير من طلبة الكتلة الإسلامية أن الحرب الضروس التي تشنها أجهزة السلطة والشاباك الصهيوني ضدهم هدفها منها فسح المجال لهيمنة حركة فتح وشبيبتها الطلابية على مجالس الطلبة في جامعات الضفة المحتلة التي تشهد حضورا بارزاً لأنشطة وفعاليات الكتلة الإسلامية.

“أحلام” وهي واحدة من طالبات الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، والتي رفضت ذكر اسمها كاملا خشية اعتقالها، قالت في حديث خاص لمراسلنا: “حملات اعتقال الطلبة واستدعاء الطالبات تتم قبيل الانتخابات بأيام، حيث تستدعي أجهزة السلطة المرشحين وتحقق معهم، وفي الليلة نفسها تشن قوات الاحتلال حملة اعتقالات ضدهم فتقتحم مساكنهم أو تعتقلهم على الحواجز”.

وتستدل أحلام على كلامها باعتقال أربعة من مرشحي مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيرزيت قبل أيام من عقد الانتخابات في محاولة؛ لصنع حالة إرباك في صفوف مرشحي الكتلة والضغط عليهم للانسحاب، وبذلك تفوز الشبيبة الفتحاوية، ورغم ذلك كانت نتائج الانتخابات مخالفة حيث فازت الكتلة الإسلامية في الانتخابات الأخيرة في جامعتي بيرزيت وبولتكنك فلسطين.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...