الثلاثاء 21/مايو/2024

أحمد قنبع .. رفيق الشهيد جرار الحالم بـالحرية خاوه

أحمد قنبع .. رفيق الشهيد جرار الحالم بـالحرية خاوه

“راح أروِح خاوة”.. بكل ثقة وعنفوان رددها الأسير أحمد جمال قنبع، المتهمِ بمشاركة الشهيد القسامي أحمد نصر جرار بتنفيذِ عملية مستوطنة حفات جلعاد.

فأمام طاقم المحكمة الصهيونية، وعلى مسمع من الجنود خلال لحظة إخراجه من المحكمة، بعدما لوَّح له الادعاءُ الصهيوني بأنه سيحكم بالسجن المؤبد، قال لهم والابتسامه تعلو وجهه “راح أروح خاوه”.

الأسير قنبع، الاسم الذي لم يعرف عنه أحد من قبل، كان هو من يقود السيارة التي انطلق بها الشهيد أحمد نصر جرار لينفذا معا عملية بطولية يوم 9 يناير 2018 شرق مدينة نابلس أدت لمقتل حاخام صهيوني.

معلومات جديدة
وعن مجريات العملية وفي معلومات جديدة نشرتها النيابة الصهيونية الأسبوع الجاري من محضر التحقيق، كشفت: “أنه في حوالي الساعة السادسة والنصف من مساء التاسع من كانون ثاني، خرج أحمد قنبع مع أحمد نصر جرار بسيارة من نوع مازدا، ومعهما بنادق M-16 وأربعة مخازن ذخيرة، وخلال تواجد قنبع مع جرار على شارع 60، شرق مدينة نابلس، لاحظا سيارة من نوع سوزوكي حمراء، وهي سيارة الحاخام رازيئل شيفاح، فقررا أنه هدفهما، وبدأت عملية ملاحقته، مجتازين سيارات أخرى، كانت تسير بجانب سيارته”.

وادعى الاحتلال في لائحته: “وعلى بعد أربعة أمتار من السيارة أخرج أحمد جرار السلاح من الشباك، وأطلق النار على رأس الحاخام عبر الزجاج الخلفي للسيارة، ومن ثم قلَّص قنبع المسافة بين سيارته وسيارة شيفاح إلى مترين، وأطلق أحمد زخَّة أخرى من الرصاص على المستوطن،  فيما كان قنبع يحاول الهرب بالسيارة، وفي نهاية المطاف سلم قنبع مفاتيح السيارة لشريكه الشهيد أحمد كي يحرقها ويخفي الأدلة”.


null

نبأ الشهادة
وبعد أن تكشفت الخيوط الأولى للعملية، كان الأسير أحمد قنبع وزميله صلاح جرادات في العمل في محطة محروقات حيفا، أولى الأهداف، حيث اعتقلتهما عناصر وحدة اليمام الصهيونية بعد اقتحامها مكان عملهما.

ويشير والد أحمد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: أنه “وبعد ساعات تم الإفراج عن صلاح جرادات، وسلمه الاحتلال بطاقة هوية ومحفظة نقود أحمد قنبع، والتي سلمها بدوره له”.

وهنا يشير الوالد: “أنه وقع في قلبه أن نجله قد استشهد، وأن الاحتلال أخذه إلى حيث انقاض منازل عائلة جرار الأربعة التي هدمها بعدها بساعات وتم تصفيته هناك، ولم تتكشف الأحداث إلا مع ساعات الصباح، ليتبين أن الشهيد هو أحمد إسماعيل جرار”.

لكن نجله كما يؤكد الوالد: “كان يعيش ساعات عصيبة وتحقيق عسكري قاس”، حيث يشير أنه “على مدار الأيام الستة الأولى من اعتقال أحمد، كنت أشعر بالاختناق، وأنا أدعو لأحمد في السجود، وكأنه صخرة كبيرة تجثم على صدري، وكنت دائماً شارد الذهن وأشعر أن أحمد بمصاب جلل، وهو ما تبين لاحقاً”.

مبيناً  أن “أحمد كان وقتها يتعرض لتحقيق عسكريٍّ قاسٍ، من استخدام شبح (الموزة) – بأن ينام الأسير على منضدة صغيرة (طربيزة)، ويستدار جسده إلى الوراء مع الضغط على الصدر والرجلين-، والشبح من اليدين والحرمان من النوم طيلة تلك الفترة، وخرج أحمد من التحقيق بعد أربعين يوماً بآلام حادة في الظهر والرجلين”.


null

صديق الدراسة
ولد أحمد جمال أحمد قنبع في 4 أغسطس من العام1990 في مخيم جنين للاجئين، وينحدر من بلدة زرعين المحتلة عام 1948 بشمال جنين، وهو بِكر إخوته الستة: أربعة من الإخوة الذكور، واثنتين من الأخوات، وقد أنهى أحمد دراسته الثانوية في الفرع العلمي بمعدل 74% في العام 2008″.

وعن بداية علاقة نجله أحمد بالشهيد أحمد نصر جرار يفيد والده: “أنها بدأت على مقاعد الدراسة في الجامعة العربية الأمريكية، حيث كانا في ذات الكلية العلوم المالية والمصرفية، وفي ذات التخصص: إدارة المستشفيات”.

ويصف والد أحمد نجله: “بأنه كان رياضياً قوي البنية ممشوق القوام بطول 185 سم، وكان خلوقاً ومواظباً على الصلاة، وكان محباً للعمل الوطني أسوةً بكل أقرانه من أبناء المخيم، وقد تأثر كثيراً بما شاهده وهو طفل من أحداث مجزرة وهدم مخيم جنين، حيث هدم الاحتلال منزل العائلة في حارة الحواشين في تلك الفترة”.


null

إخطار بهدم المنزل
يشير جمال قنبع والد أحمد إلى أن “منزله تعرض لمداهمة الاحتلال منذ اعتقال نجله ثلاث مرات، وفي إحداها يوم 7 مارس 2018 سلم الاحتلال العائلة إخطاراً بنية هدم منزلها، لكن العائلة استأنفت لدى المحكمة العليا الصهيونية، مبينةً بحسب الوثائق: أن المنزل يعود لعم أحمد وليس لوالده، لكن العائلة تفاجأت في 10-4-2018 برفض المحكمة استئناف العائلة، وأمهلتها حتى 17-4-2018 لإخلاء المنزل تمهيداً لهدمه، ما سيشرد عائلة مكونة من 8 أفراد منهم طفلان دون 18 من العمر”.

ورأى جمال قنبع والد الأسير أحمد: “أن ما يقوم به الاحتلال يندرج في سياسة العقاب الجماعي وهدفه ضرب الحاضنة العائلية والشعبية للمقاومة، وهذا الأمر أثبت فشله في ثني المقاومين عن القيام بعملياتهم”، مؤكداً أن ما يدفعهم للعمل هو جرائم الاحتلال اليومية التي تقترف بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.

وقد اعتقل أحمد قنبع لأول مرة لدى سلطات الاحتلال في العام 2016 وحكم بالسجن 10 أشهر، قبل اعتقاله الأخير هذا، ويقبع أحمد جمال قنبع اليوم في قسم 8 في سجن مجدو وتنتظر العائلة تاريخ 23-4-2018 لزيارة نجلها لأول مرة منذ اعتقاله.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات