الثلاثاء 21/مايو/2024

فلسطين.. مسار عالمي للطيور المهاجرة

فلسطين.. مسار عالمي للطيور المهاجرة

يبهرك منظرها الذي يتوزع على أطراف مرج ابن عامر في جنين شمال الضفة الغربية أو في ربوع الأغوار الممتدة بسهولها أو غيرها من مناطق فلسطين التي تقع ضمن مسار الطيور المهاجرة في هذا الوقت من العام.

وتعدّ فلسطين من أهم وأكبر مسارات هجرة الطيور في العالم، حيث يعبرها في هذا الوقت من العام نصف مليار طائر مهاجر، يضاف إلى ذلك أن فلسطين تضم تنوعا حيويا مهولا من الطيور حيث يعيش فيها (530) نوعا من الطيور في أرض فلسطين التاريخية منها (373) نوعا يستوطن الضفة والقطاع.

وتتركز حركة الطيور المهاجرة في المنطقة الممتدة من مرج ابن عامر بجنين وحتى عين البيضا بالأغوار، والتي تعدّ المركز الرئيسي لهجرة الملايين من الطيور القادمة من أوروبا عند التقاء القارات والتقاء اليابسة بالماء، والتي تستقر بين أم الريحان قرب يعبد وصولا لمرج ابن عامر ولعين الساكوت في الأغوار، وفق الأطرش، والتي تتوزع  على أربعة أنواع من الطيور: العصفوريات، الدجاجيات، الطيور المائية، الطيور الجارحة.

ويشير مدير مركز الباشا والخبير في البيئة والتنوع الحيوي د. وليد الباشا لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى أن القسم الأكبر من الطيور يأتي  من أوروبا ووسط آسيا وغربها، والتي تقضي الشتاء في أفريقيا؛  وهذه الطيور تعبر فلسطين وتختار خطوط هجرة مختلفة خلال هجرتي الخريف والربيع.



تنوع كبير
وثق الباشا العديد من الطيور المهاجرة ومنها طائر الرهو أو الغرنوق ذو الحجم الكبير، البلشون الأبيض الكبير، وكذلك الزقزاق الشامي والقرقس الأصفر والأبيض، ودرسة القمح، والدوري الإسباني، والقليعي، والصفر، وأزرق الزور، والزرزور، وشجنة حمراء الحلق، وشجنة الماء، والشنقب، والطيطوي الأخضر، والطيطوي أحمر الساق، وطيطوي المستنقعات، والكرسوع، والغرة، والغطاس الصغير، بالإضافة إلى العقاب الملكي، والعقاب الأسفع الصغير.

وكذلك عقاب السهوب بالإضافة إلى الحوام الشائع وحوام طويل الأرجل والحدأة السوداء والحدأة سوداء الأجنحة ومرزة البطائح، والعديد من طيور المستنقعات بالإضافة إلى الطيور المقيمة مثل الحجل الأسود ودجاجة الماء والزقزاق.

وأكد الباحث الباشا أن هذا التنوع الحيوي الكبير يدعونا إلى العمل للحفاظ على المنطقة كمرصد للطيور المهاجرة، ومحذرا من مخاطر إهمال التنوع الحيوي في فلسطين، مشيرا إلى تسرب المياه العادمة في الأودية  والمخلفات الصلبة والتي تهدد التنوع الحيوي، مطالبا بعمل مشاريع لحماية هذا التنوع الكبير وبقائه للأجيال اللاحقة.



لا حماية للطبيعة
وبدوره يشير مدير جمعية الحياة البرية عماد الأطرش لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى  أن سوء استخدام المصادر الطبيعية يعرض النباتات والحيوانات والطيور للخطر، وهذا أدى لانقراض أنواع متعددة من الطيور ومنها النعامة وبومة السمك البنية؛  وبالتالي فإننا لم نعد نرى العديد من الطيور التي كانت موجودة في القرن الماضي.

وأضاف أنه من المتوقع انقراض أنواع أخرى من الطيور في القرن المقبل، نتيجة للصيد الجائر وتدمير موائل الطيور في فلسطين، وفي أرجاء العالم كافة، ما يدق جرس إنذار لمراجعة سلوكنا ووقف ممارساتنا الجائرة بحق الطيور وحماية موائلها.

و طالب بوضع خطة استراتيجية وطنية فلسطينية للحفاظ على التنوع الحيوي، وتحديد وفصل المناطق التي تحتوي على طيور مهددة بالانقراض كمحميات لحفظ تلك الأنواع، وسن وفرض قوانين لتعزيز وحماية التنوع الحيوي، وإطلاق حملات توعية بيئية، وتشجيع مراقبة الطيور بدلاً من اصطيادها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات