الثلاثاء 21/مايو/2024

مستوطنة دوتان.. شوكة بخاصرة جنين

مستوطنة دوتان.. شوكة بخاصرة جنين

يعاقب المواطن يحيى أبو شملة وأسرته، من بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بسبب إطلالة منزله على مستوطنة دوتان المقامة على أراضي يعبد والبرج العسكري لحاجز دوتان.

ويتعرض منزل أبو شملة وعدد من المنازل المجاورة في الحي الجنوبي ليعبد للدهم المستمر كلما ألقي حجر أو اشتبه جنود الاحتلال بحركة في المنطقة، ليصبح كل ذنبهم أنهم سكان هذا الحي القريب من موقع المستوطنة التي أقيمت على أراضيهم عام 1978.

وتقيم قوات الاحتلال حاجز دوتان العسكري على مدخل المستوطنة المذكورة على بعد عدة مئات من الأمتار عن مدخل بلدة يعبد، وعلى الطريق المؤدي من يعبد لقرى طولكرم وحاجز برطعة، ما يتسبب بمعاناة وتوتر مستمر بالمنطقة.


null

شوكة بخاصرة يعبد

وتعدّ مستوطنة مابو دوتان الجاثمة على أراضي يعبد ومحيطها جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، بؤرة توتر أضرت بالحياة العامة للمواطنين في المنطقة أمنيا واقتصاديا، وتسببت بتغيير مسارات أسر بأكملها.

وأقيمت هذه المستوطنة عام 1978، على أراضي بلدتي عرابة ويعبد، وأسستها حركة غوش ايمونيم الاستيطانية، وتشرف من الناحية الشمالية على سهل عرابة؛ الذي يعدّ من أخصب أراضي الجزء الشمالي من الضفة الغربية.

وتشكل هذه المستوطنة مع مستوطنة حرميش كتلة استيطانية واحدة؛ حيث أقيم فيها مصنع للأدوات الفخارية، ومزارع ورد ومصانع للنسيج، ومصانع للإلكترونيات والصناعات الدقيقة، ومصنع لإنتاج الخيام، ومضخات المياه.

وبلغت مساحة النفوذ الأمني للمستوطنة حتى العام 2014، حوالي 3185 دونمًا؛ فيما تبلغ المساحة الكلية للمستوطنة حتى السياج والسور الذي يحيط بها حتى عام 2016حوالي 768 دونمًا؛ فيما بلغت مساحة مسطح البناء فيها حتى العام الماضي 96دونمًا فقط.


null

وبلغ عدد سكانها حتى نهاية العام 1997 حوالي 307 مستوطنين؛ فيما تناقص عدد سكانها حاليا لحوالي 280 مستوطنًا؛ ويلاحظ أنه على الرغم من الزيادة في مساحة مسطح البناء في المستوطنة إلا أنه يلحظ تناقص في عدد المستوطنين فيها.

وفي شهر كانون الثاني 2001 تم إنشاء بؤرة استيطانية في مستوطنة ميفو دوتان يطلق عليه اسم “ماعوز زفي”. وفي الفترة الممتدة من شهر شباط 2001- ولغاية شهر تشرين الثاني 2002 تم إنشاء بؤرة استيطانية أخرى تتبع المستوطنة وتقع في الجهة الشمالية منها.

كما يوجد في المستوطنة معسكر للجيش “الإسرائيلي”، حيث قام الجيش، بعد انسحابه من معسكر عرابة  في العام 2005، بنقل كافة محتويات المعسكر إلى مستوطنة ميفودوتان، وأقام معسكرا في الطرف الشرقي للمستوطنة.


null

تدمير صناعة الفحم

وتتعدى الأضرار التي لحقت بأهالي يعبد والمنطقة بسبب تلك المستوطنة إلى الجانب الاقتصادي، فقبل ثلاث سنوات تقدم مستوطنوها بشكوى لقيادة جيش الاحتلال بأنهم يتأذون من أبخرة “مشاحر” الفحم النباتي بأراضي يعبد وهو ما أدى لقيام قوات الاحتلال بتدمير تلك الصناعة.

ويشير أحد تجار الفحم السابقين بيعبد ماهر أبو بكر لمراسلنا إلى أن يعبد كانت مركز صناعة الفحم في فلسطين، وبها أكثر من (120) منشأة لصناعة الفحم، تم هدمها جميعا من قوات الاحتلال إرضاء لمستوطني دوتان.

واستعرض أبو بكر جملة انتهاكات أخرى، فالعام الماضي صادرت قوات الاحتلال مئات الدونمات من أراضي يعبد ومحيطها من أجل بناء جدار جديد للمستوطنة سيما في شارع السهل، كما يمنع المواطنون من قطف ثمار الزيتون في الأراضي القريبة منها.


null

وفي وجه آخر ، يؤكد رئيس نادي الأسير في جنين راغب أبو دياك أن واقع اعتقال الأطفال في بلدة يعبد مقلق، حيث يتعرض طلبة المدارس في تلك المنطقة لانتهاكات جسيمة على يد الجنود.

وأشار إلى أن موقع البلدة قرب حاجز ومستوطنة  مابو دوتان يجعل حركة جيش الاحتلال نشطة في المنطقة مما يولد احتكاكات مع الفتية واعتقالات في صفوفهم.

ويؤكد أن غالبية الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال ينحدرون من بلدات التماس مع الاحتلال ومستوطنيه وهو ما يوضح بشكل جلي أسباب وظروف الاعتقال.

وشهد مدخل مستوطنة عددا من العمليات الفدائية، فصيف العام الماضي استشهدت الفتاة نوف انفيعات من يعبد بعد إصابتها ضابط أمن المستوطنة بجراح خطرة، فيما كان آخر تلك الهجمات مقتل جنديين قرب المستوطنة قبل أيام في عملية دهس.


null

null

null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات