شهيدان وأسيران.. أم السعيد القطب نموذج الفلسطينية الثائرة!

لم تكد الفلسطينية “أم السعيد القطب” من مدينة نابلس، تنتهي من استقبال المهنئات بإطلاق سراح نجلها “مجاهد”، حتى باغتها الاحتلال باعتقال ابنها “مجدي” فجر اليوم، ليبدأ مسلسل زيارات السجون الذي انطلق قبل 16عاما.

على وقع طرقات جنود الاحتلال وصراخهم، استيقظت فجر اليوم الثلاثاء (30-1)، “أم السعيد” لتتفاجأ بالجنود وضابط مخابرات اعتاد اقتحام البناية لاعتقال أنجالها، لتروي اللحظات الأولى لفجاجة ضابط المخابرات: “أنا الضابط الذي اعتقل ابنك مجاهد قبل فترة، واليوم أريد  مجدي”.

وتتابع الأم المكلومة حزنا على اعتقال أبنائها، “الاحتلال يريد أن يقتل الفرح بداخلنا، يزعجه أن تجتمع عائلة القطب، ولو لساعات، ولكنني نذرت نفسي وأبنائي على طريق البذل والتضحية منذ 16 عاما”.

وتتابع الأم، وهي تستذكر لحظات تواري الجيب الصهيوني الذي اعتقل “مجدي” عن أنظارها: “قائلة: “فتش جيش الاحتلال المنزل، واعتقل مجدي من شقته بنفس البناية، ولم يلتفت بتاتا إلى بكاء أطفاله الثلاثة”.

يشار إلى أن عائلة أم السعيد القطب، قدمت الشهيدين القساميين “سعيد” في العام 2004، و”أمجد” في العام 2002، وما زالت بصماتهم في العمل المقاوم منذ بدايات الانتفاضة الثانية جلية واضحة، وأسير ثالث “وجدي”، قبل أن يلتحق به فجر اليوم أخيه “مجدي”.

ويقول الأسير المحرر “مجاهد”، لمراسلنا: إن “العائلة تتعرض للاستهداف الدائم، إذ اعتقل قبل بضعة أشهر شقيقه وجدي، (وقد التقينا معا بنفس الفترة من الاعتقال)، ليعتقل اليوم مجدي، الذي اعتقل سابقا عدة مرات، وأمضى ما يقارب 3 سنوات متفرقة بالأسر”.

ويضيف “مجاهد” أن والدته، وبالرغم مما تتعرض له من حرمان فلذات الأكباد، إلا أنها لا تكف تردد “حسبنا الله ونعم الوكيل…والله المستعان”، ويتابع: “لا نسمع منها إلا الدعاء للشهداء بالمغفرة، والحرية للأسرى”.

وتقابل “أم السعيد” تلذذ الاحتلال بمعاناتها، بصمود أسطوري، إذ تستقصد إدارة السجون الصهيونية، اعتقال أبنائها في سجون مختلفة بعيدة عن بعضها، كما أنها أحيانا تحرم لفترات طويلة من زيارتهما لأسباب أمنية.

ولعائلة أم السعيد القطب، ستة أبناء من الذكور، وثلاث بنات، وتعرض غالبية الأبناء الأربعة للملاحقة والاعتقال، بعد استشهاد أمجد وسعيد.