الثلاثاء 28/مايو/2024

خطاب عباس

محمود مرداوي

خطاب الرئيس محمود عباس في المجلس المركزي الليلة لم يكن بمستوى التحديات، ولم يكن ردًّا على قرار استهدف القدس ومصيرها، خطاب تقليدي تخلله مفردات غير سياسية لا تليق برئيس ولا تعكس سمت كهل كبير في السن.

امتاز الخطاب بالهزل بما لا يليق بالقدس وما تتعرض له، والقضية وما يقع عليها من مخاطر.

تحول الرئيس في هذا الخطاب لمؤرخ أطال واستغرق في عباب التاريخ على حساب تحديد أدوات ووسائل عمل حقيقية توازي المخاطر والتحديات.

غاب عن الخطاب التشخيص الحقيقي لمسببات ما آلت إليه القضية ويتعرض له الوطن، وبدلاً من أن يتحمل المسؤولية ويتحلل من الأسباب الحقيقية المتمثلة باتفاق أوسلو وعصاته الغليظة على المقاومة (التنسيق الأمني) على مدار ٢٦ عاماً في ظل حلفاء وأصدقاء مكّنهم وخانوه، ولا زال يعول عليهم، وبدلاً من أن يحترم المعارضة ويتفهم منطلقاتها ويشكرها على المواقف الوطنية عندما نبهت وحذرت، ويبحث عن جسور توافق وشراكة حقيقية معها، يهاجمها ويستخف بها وبالمقاومة، ويتفاخر برفضه لها.

وفوق هذا يصفق له الحضور، بينما يذم البندقية التي حملها الشهداء واعتز بها الأوفياء، وكانت ولا زالت من فوهتها تُرى فلسطين والقدس عاصمة لها، وتؤشر لمسار التحرير والخلاص من الاحتلال والاستعمار.

إن خطاب الرئيس عباس محزن لم يرتق للمطلوب، وأخفق في حماية الدفع باتجاه الوحدة في ظل المخاطر والتحديات، ومع ذلك علينا العمل في مساحة المشتركات وما يمكن التوافق والتقاطع فيه، هذا قدرنا لا يمكن أن نفتح باب المناكفات وردود الفعل على ما جاء في الخطاب من المساس بقيم نضالية وشخصيات وطنية، فقط من أجل القدس، وسد باب الذرائع للذين لم تعد تفرق عندهم أين تتجه البوصلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات