الأحد 19/مايو/2024

معبر بيت حانون مفتاح التهدئة ؟

الأسير عبد الناصر عيسى

يعتقد الكثير من الإسرائيليين ومنهم رجال أعمال ومزارعون يقيمون في محيط غزة، بأن التخفيف والتسهيل على قطاع غزة وعلى الرغم من أجواء التصعيد المستمرة، هو مفتاح التهدئة في المنطقة، فمن خلال فتح أوسع لمعبر بيت حانون (ايرز) أمام الأيدي العاملة الغزاوية والسماح لها بالعمل في مستوطنات الغلاف، سيتم تحسين الاوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة، مما يخفف المعاناة الإنسانية، كما أنه يمنح الفلسطينيين ما يحرصون على عدم خسارته أو فقدانه، متناسين بذلك_جهلا أو قصدا_ أن جذر المشكلة هو الاحتلال ولا يمكن حل مشاكل المنطقة دون إنهائه وبشكل كامل.

يعد رجل الأعمال الإسرائيلي وصديق نتنياهو المقرب شلومي فوجل وهو أحد المؤمنين بالسلام الاقتصادي والذي سيسهم في علاج مشكلة البطالة في غزة والتي تصل الى 46.6% من القوى العاملة مما يعني تشغيل أكبر عدد ممكن من412800 من العاطلين عن العمل في غزة وذلك من أصل القوى العاملة فيها والبالغ عددها 522800 وقد أشارت صحيفة بديعوت احرنوت في هذا السياق أن ثمانية عمال فلسطينين هم من يحملون تصاريح للعمل في إسرائيل منهم 7 عمال لتنظيف المعبر والثامن لعلاج أحد معاقي الجيش على حد زعم الصحيفة.

إن وجهة النظر السابقة التي يحملها رجال أعمال ومعظم قادة اليمين في إسرائيل تعاني من قصر نظر جوهري في موضوع القضية الفلسطينية فهم يعتقدون أن حل المشكلة الإنسانية في قطاع غزة (على الرغم من أهميتها) سينهي المشكلة الفلسطينية ويحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي متجاهلين بذلك حقائق التاريخ والجغرافيا الذي تدل على ان الشعب الفلسطيني قد ضحى بالغالي والنفيس في سبيل عزته وكرامته ومن اجل تقرير مصيره وان يعيش كباقي البشر حرا في دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وأخيرا الشعب الفلسطيني في غزة قد نجح بصبره وبصموده في إسقاط كل المؤامرات التي تستهدف قضيته العادلة، فهو يرفض وسيسقط كل المقاربات التي تقتصر على الجوانب الإنسانية أو الاقتصادية وحدها دون تمكينه من حقوقه السياسية الأساسية فمعبر بيت حانون يجب أن يفتح، واستمرار الإغلاق يدل على شيء واحد فقط وهو حالة الانحطاط التي وصل إليها الاحتلال المحاصر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات