على أبواب الشتاء.. عمر يحلم ببيت له جدران!
الناس في مختلف أصقاع المعمورة، يفرحون ويستبشرون بنزول المطر، إلا الشاب عمر الحوراني (30 عاما)؛ فعند سقوط المطر تبدأ مع عائلته فصول جديدة من المعاناة.
يسكن عمر وزوجته وأطفاله الأربعة مع أمه المريضة في حجرة من الصفيح (كرفانة) تسللت مياه الأمطار من شقوقها للفراش والمتاع (قبل أيام عندما هطلت الأمطار بغزارة) ما زاد من معاناتهم المتصاعدة.
ووصلت أسرة الحوراني إلى غزة هربا من القصف في مدينة درعا السورية عام 2011، وأنجب فيها أطفاله الأربعة، لكن فقدانه لفرصة عمل أعجزه عن دفع أجرة منزله؛ فمنحته لجنة إعمار غزة (كرفانة) لا تصلح للحياة.
حطام وفقر
عندما ذهبنا لزيارته، كانت مياه الأمطار بدت تتسلل بين الشقوق وبقايا حطام حجرات الصفيح الثلاث التي هجرها أقاربه قبل سنوات، في حين لم يحصل هو على مسكن في مشاريع الإسكان الخيرية.
يقول عمر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: أنجبت بغزة 4 أطفال أكبرهم 5 سنوات ونصف، وآخرهم توأمان 3 سنوات، والكرفانة فوق أرض حكومية، وأسرتي مهددة بالطرد منها، وفي الشتاء تتسرب المياه للداخل، وحالنا صعب.
ووضع عمر حزمة من غطاء بلاستيكي على الأرض كان قد اشتراه للتو بعد أن استدان 80 شيكلا من أحد الأصدقاء ليغطي به (الكرفانة) والساحة الواقعة أمامها.
ويتابع: “المطر أغرق الكرفانة واتصلت بالشرطة، وزرت البلدية، ولم يسعفنا أحد، وأنا لا أعمل وأسكن وحدي بعد أن رحل كل أقاربي من هنا، وابنتي الكبرى تخاف الشتاء، وصارت تبكي، وكل ما أحلم به شقة سكنية تؤوينا”.
عدم ثقة
تنسحب زوجة عمر من داخل حجرة صفيح صغيرة خصصوها مكانا للطبخ متدخلةً في الحديث بعد أن فقدت الثقة في الزوار من المؤسسات الإنسانية والأهلية.
وتضيف لمراسلنا: “الكل يزورنا ويطلب الأوراق الثبوتية ثم لا نراه بعدها، وحتى سلطة الأراضي صوّرت المكان وأسرتي، ووعدونا بشقة ولم ينظر لنا أحد، ووضعنا تحت الصفر، وحتى الجمعيات زارتنا ولم يتغير شيء”.
تبدو زوجة عمر غاضبة مما تصفه بالمحسوبية التي حرمت أسرتها شقة سكنية في إحدى المدن السكنية الحديثة بغزة بعد أن ظهر اسم زوجها ضمن كشوفات المستفيدين وحزمت هي أمتعتها وملابس أطفالها على أمل الرحيل، قبل أن تصاب بانتكاسة.
أم مريضة
تسترق والدة عمر النظر من باب الصفيح الذي أصابه البلل بعد انتهاء موجة الأمطار الأخيرة مناديةً على الصغار بالابتعاد عن مياه الأمطار.
وتتابع لمراسلنا: “أحوالنا صعبة وهذه الحجرة تدلف بالمياه، وكل مطلبنا بيت صغير، أنا مطلقة من عشرين سنة، واستشهد ابني في سوريا، وأشقاؤه في تركيا وسوريا والسويد، والأطفال هنا يخافون المطر ويبكون”.
وترقد الأم فوق سرير بعد أن أصيبت بكسور في ذراعها وساقها، وهي منذ ثلاث سنوات تعيش على أمل وصول خبر مفرح ينقلها مع عمر وأطفاله من (الكرفانة) إلى بيت ذي جدران.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
القوى الفلسطينية ترحب بقرار العدل الدولية وتطالب بتنفيذه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام رحبت القوى الوطنية والإسلامية بقرار محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح وإعادة فتح...
لقاءات في باريس لمحاولة استئناف جهود وقف النار بغزة
باريس - المركز الفلسطيني للإعلام التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه بباريس وفد اللجنة الوزارية المكلف من الجامعة العربية ومنظمة...
المجاعة تطل برأسها في غزة من جديد.. سلاح الاحتلال القذر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلامعود على بدء.. شبح الجوع يخيم على قطاع غزة لاسيما في غزة وشمالها، فبعد انتعاش محدود وقصير للأسواق قبل أسابيع بعد إدخال...
الاحتلال يعتقل مواطنين واعتداءات للمستوطنين في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي -فجر السبت- حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية واقتحمت منازل واعتقلت...
حزب الله يستهدف 13 موقعا للاحتلال ونصر الله يتوعد
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن حزب الله اللبناني شن 13 هجوما على مواقع إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية الفلسطينية أمس الجمعة، في وقت أغارت...
لليوم الـ 231.. القسام يستهدف 13 آلية ويقنص 3 جنود
تواصل كتائب القسام لليوم الـ 231 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل (634) ضابطاً وجندياً...
ترحيب دولي واسع بأمر محكمة العدل الدولية إسرائيل وقف عملياتها في رفح
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام لقي قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي، اليوم الجمعة، بإصدار أمر لإسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح في جنوب قطاع...