السبت 25/مايو/2024

على أبواب الشتاء.. عمر يحلم ببيت له جدران!

على أبواب الشتاء.. عمر يحلم ببيت له جدران!

الناس في مختلف أصقاع المعمورة، يفرحون ويستبشرون بنزول المطر، إلا الشاب عمر الحوراني (30 عاما)؛ فعند سقوط المطر تبدأ مع عائلته فصول جديدة من المعاناة.

يسكن عمر وزوجته وأطفاله الأربعة مع أمه المريضة في حجرة من الصفيح (كرفانة) تسللت مياه الأمطار من شقوقها للفراش والمتاع (قبل أيام عندما هطلت الأمطار بغزارة) ما زاد من معاناتهم المتصاعدة.

ووصلت أسرة الحوراني إلى غزة هربا من القصف في مدينة درعا السورية عام 2011، وأنجب فيها أطفاله الأربعة، لكن فقدانه لفرصة عمل أعجزه عن دفع أجرة منزله؛ فمنحته لجنة إعمار غزة (كرفانة) لا تصلح للحياة.

حطام وفقر
عندما ذهبنا لزيارته، كانت مياه الأمطار بدت تتسلل بين الشقوق وبقايا حطام حجرات الصفيح الثلاث التي هجرها أقاربه قبل سنوات، في حين لم يحصل هو على مسكن في مشاريع الإسكان الخيرية.

يقول عمر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: أنجبت بغزة 4 أطفال أكبرهم 5 سنوات ونصف، وآخرهم توأمان 3 سنوات، والكرفانة فوق أرض حكومية، وأسرتي مهددة بالطرد منها، وفي الشتاء تتسرب المياه للداخل، وحالنا صعب.

ووضع عمر حزمة من غطاء بلاستيكي على الأرض كان قد اشتراه للتو بعد أن استدان 80 شيكلا من أحد الأصدقاء ليغطي به (الكرفانة) والساحة الواقعة أمامها.

ويتابع: “المطر أغرق الكرفانة واتصلت بالشرطة، وزرت البلدية، ولم يسعفنا أحد، وأنا لا أعمل وأسكن وحدي بعد أن رحل كل أقاربي من هنا، وابنتي الكبرى تخاف الشتاء، وصارت تبكي، وكل ما أحلم به شقة سكنية تؤوينا”.

عدم ثقة
تنسحب زوجة عمر من داخل حجرة صفيح صغيرة خصصوها مكانا للطبخ متدخلةً في الحديث بعد أن فقدت الثقة في الزوار من المؤسسات الإنسانية والأهلية.

وتضيف لمراسلنا: “الكل يزورنا ويطلب الأوراق الثبوتية ثم لا نراه بعدها، وحتى سلطة الأراضي صوّرت المكان وأسرتي، ووعدونا بشقة ولم ينظر لنا أحد، ووضعنا تحت الصفر، وحتى الجمعيات زارتنا ولم يتغير شيء”.

تبدو زوجة عمر غاضبة مما تصفه بالمحسوبية التي حرمت أسرتها شقة سكنية في إحدى المدن السكنية الحديثة بغزة بعد أن ظهر اسم زوجها ضمن كشوفات المستفيدين وحزمت هي أمتعتها وملابس أطفالها على أمل الرحيل، قبل أن تصاب بانتكاسة.

أم مريضة
تسترق والدة عمر النظر من باب الصفيح الذي أصابه البلل بعد انتهاء موجة الأمطار الأخيرة مناديةً على الصغار بالابتعاد عن مياه الأمطار.

وتتابع لمراسلنا: “أحوالنا صعبة وهذه الحجرة تدلف بالمياه، وكل مطلبنا بيت صغير، أنا مطلقة من عشرين سنة، واستشهد ابني في سوريا، وأشقاؤه في تركيا وسوريا والسويد، والأطفال هنا يخافون المطر ويبكون”.

وترقد الأم فوق سرير بعد أن أصيبت بكسور في ذراعها وساقها، وهي منذ ثلاث سنوات تعيش على أمل وصول خبر مفرح ينقلها مع عمر وأطفاله من (الكرفانة) إلى بيت ذي جدران.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات