فتح وحماس ومستقبل السلطة
حل حركة حماس للجنة الإدارية في قطاع غزة ألقى الكرة في ملعب حركة فتح المطالبة بخطوة موازية من جانبها تستجيب للتطور السريع الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية؛ فعزام الأحمد أعلن من القاهرة عن بدء الاستعدادات لعودة الحكومة للعمل في القطاع ولقاءات مرتقبة بين قيادات حركة حماس وفتح في القاهرة.
فهل أدرك قادة فتح أهمية الفرصة المتاحة لمواجهة التحديات المقبلة التي ستواجهها السلطة والشعب الفلسطيني مستقبلا في ضوء التحولات الحاصلة في الإقليم والنظام الدولي؛ والأهم التحديات الداخلية المتوقعة في الساحة الفلسطينية والتي يقف على رأسها مستقبل السلطة والضفة الغربية؛ أم لا زالت الحركة وقياداتها مسكونة بهاجس تراجع مكانتها وتفردها في الساحة السياسية الفلسطينية التي تعرضت مسبقا لأضرار كبيرة خلال السنوات العشر الماضية.
الخطوة حركت المياه الراكدة إلا أنها لا تمثل النهاية فالمطلوب استكمال ملف المصالحة بما فيه إجراءات تشمل إصلاح منظمة التحرير وإجراء انتخابات بلدية وبرلمانية والاستعداد لانتخابات رئاسية ستمثل استحقاقا قانونيا بل بيولوجيا محتوما لا مجاملة فيه؛ فالانتخابات تعد المخرج الحقيقي لأزمة السلطة ومنظمة التحرير في آن واحد؛ فهي الحل الأمثل والبديل الموضوعي للفوضى المتوقعة والمكلفة في حال غياب الرئيس عباس عن قمة الهرم وانفجار التناقضات والصراعات الداخلية والإقليمية المترتبة على هذا الاستحقاق؛ ما يجعل من الانتخابات والمساومات المحسوبة التي ستسبقها بين حماس وفتح الأقل كلفة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بما يضمن بقاء حركة فتح لاعبا أساسيا من خلال توافقات من الممكن أن تضمن لها قدرا عاليا من الوحدة والاستقرار الداخلي.
المصالحة مدخل أساسي لترتيب البيت الفلسطيني وترتيب البيت الفتحاوي المهدد بالفوضى نتيجة التقادم الزمني الذي تعاني منه السلطة ونتيجة الضغوط الصهيونية والإقليمية والتحولات الدولية المتوقعة؛ والتي ستضاعف من حجم الفوضى في الساحة الفلسطينية والفتحاوية خصوصا إن لم يتم تداركها من العقلاء في حركة فتح.
إذ لا يمكن تجاهل صعود اليمين الصهيوني الذي بات ضاغطا على العصب السياسي للشعب الفلسطيني والمترافق مع توجهات تطبيعية مأزومة وغير عقلانية في العالم العربي؛ فبعض أركان الكيان الصهيوني أعلن غير مرة أن نهاية السلطة مرتبط بغياب الرئيس محمود عباس في محاولة لتفسير الإجراءات الصهيونية التصعيدية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وطرح مشاريع جديدة لا تتضمن الاعتراف بأي من الحقوق الفلسطينية؛ إذ تترافق مع سعي محموم للتطبيع مع عدد من الدول العربية لشرعنة الإجراءات الصهيونية المستقبلية وجدولتها.
فالاستعداد لمرحلة جديدة من المواجهة الميدانية والسياسية والقانونية مع الكيان الإسرائيلي تتطلب مبادرة وإدراكاً لحجم التحولات المتوقعة وسرعة في التقاط الفرص المتاحة ما يتطلب قدرا من المرونة يساعد على تفعيل المؤسسات السياسية ويسمح بإجراء مساومات وتوافقات بعيدا عن الفوضى والصراعات الصفرية التي ستستهلك وقتا وجهدا لا يصب في مصلحة حركة فتح أولا وحماس ثانيا؛ فالمخرج الأول والأخير سيكون عبر توافقات تنتهي إلى ببرنامج عمل سياسي مشترك في حده الأدنى يتجاوز التحولات والمعيقات الإقليمية والدولية ويعمل على تطويعها سياسيا ومؤسسيا.
المصدر: السبيل
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 226.. القسام يواصل التصدي ويبث مشاهد لاستهداف قوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 226 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
خامنئي يدعو الإيرانيين لعدم القلق على البلاد بعد حادث مروحية رئيسي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الشعب الإيراني إلى عدم القلق في أعقاب "حادث صعب" تعرضت له طائرة الرئيس...
جنوب أفريقيا: سنواصل سعينا لتطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية على إسرائيل
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، إن المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" حقيقة ماثلة أمام العالم بأسره. وأكدت...
مستوطنون يضرمون النار بمشطب للمركبات جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، مساء الاحد، النار بمشطب للمركبات في بلدة يتما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، متسببين باحتراق...
حماس: نتابع ببالغ القلق حادثة الهبوط الاضطراري لمروحية الرئيس الإيراني
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق، الأخبار التي تتحدث عن هبوط اضطراري...
ضربات قاسية.. المقاومة تصفع حكومة نتنياهو في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية...
24 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا بمعارك غزة منذ بداية مايو الجاري
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو/...