السرقة في المفهوم الصهيوني
خلافاً لكل المفاهيم السائدة في العالم، دائماً ما يحاول السارق التستر على فعلته، إلا في الكيان الصهيوني، حيث تتحول السرقة إلى عقيدة ومنهج يجري توظيفها في إطار مفهوم سياسي شامل لممارسة الخداع والتضليل والتغطية على الجرائم التي يرتكبها بحق الوطن والشعب والأرض والمقدسات الفلسطينية.
حين ترتدي وزيرة الثقافة الصهيونية ثوباً يحمل صورة القدس القديمة والمسجد الأقصى في مهرجان كان السينمائي، بمناسبة الذكرى الخمسين لاحتلال القدس وبقية الأراضي الفلسطينية في حرب عام 1967، فإنها تتجاوز حدود السرقة المألوفة إلى الوقاحة المكشوفة التي تجعل السارق يتباهى بسرقته أمام عيون العالم في ازدراء للقوانين الدولية واستخفاف مريع بعقل المجتمع الدولي.
وكي لا نذهب بعيداً، نود التذكير فقط بأن الكيان الصهيوني كله هو نتاج سرقة وطن الشعب الفلسطيني، حين أعطى وعد بلفور، وعد من لا يملك لمن لا يستحق، حق إنشاء وطن لليهود في فلسطين، وتكفلت العصابات الصهيونية بدعم وتسليح من الاستعمار البريطاني، بعملية الاغتصاب والتهجير وتدمير المدن والقرى، وارتكاب كل أنواع جرائم الإرهاب والفظائع والمذابح الجماعية، مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين ومئات آلاف اللاجئين في المنافي القريبة والبعيدة.
ولأن شذاذ الآفاق الذين تقاطروا إلى فلسطين من شتى أنحاء العالم، لا يملكون تراثاً ولا تاريخاً، فقد لجأوا إلى محاولة سرقة كل مقومات الشعب الفلسطيني وحضارته العربية التاريخية والثقافية والتراثية ونسبتها إلى أنفسهم.
وهكذا ركزوا اهتمامهم نحو الآثار وحفروا فلسطين شبراً شبراً، لكنهم لم يجدوا ما يثبت صلتهم بهذه الأرض، أو يؤكد حقهم المزعوم فيها. وهكذا أيضاً تحولت السرقة إلى سياسة استراتيجية للكيان، فذهبوا إلى سرقة الثوب الفلسطيني، وجعلوا من ثوب قرى رام الله زيّاً رسمياً لمضيفات شركة «العال» الصهيونية، ومع أن الثوب الفلسطيني له حكاية خاصة لا يتسع المجال لشرحها، إلا أنه من المؤكد أنه لو اجتمعت كل نساء الصهاينة لما استطعن أن يطرزن ثوباً فلسطينياً حقيقياً واحداً. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد سرقوا كل شيء ونسبوه زوراً لأنفسهم، بما في ذلك الأكلات الشعبية (الفول والحمص والفلافل) والمواويل والأغاني الشعبية (الميجانا والعتابا) مع أنها ملك كل بلاد الشام.
تستطيع وزيرة الثقافة الصهيونية أن تخدع بعض الناس بعض الوقت ولكنها لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، وليس أدل على ذلك من مواقف إدارة ترمب الأخيرة، وان كان يجب التعامل معها بحذر، حين أكدت فلسطينية حائط البراق، وأعلنت عن تأجيل نقل سفارتها من «تل أبيب» إلى القدس.
المصدر: الخليج
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لليوم الـ 226.. القسام يواصل التصدي ويبث مشاهد لاستهداف قوات العدو
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل كتائب القسام لليوم الـ 226 على التوالي، التصدي للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة...
خامنئي يدعو الإيرانيين لعدم القلق على البلاد بعد حادث مروحية رئيسي
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي الشعب الإيراني إلى عدم القلق في أعقاب "حادث صعب" تعرضت له طائرة الرئيس...
جنوب أفريقيا: سنواصل سعينا لتطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية على إسرائيل
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور، إن المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" حقيقة ماثلة أمام العالم بأسره. وأكدت...
مستوطنون يضرمون النار بمشطب للمركبات جنوب نابلس
نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، مساء الاحد، النار بمشطب للمركبات في بلدة يتما جنوب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، متسببين باحتراق...
حماس: نتابع ببالغ القلق حادثة الهبوط الاضطراري لمروحية الرئيس الإيراني
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأحد، إنها "تتابع ببالغ الاهتمام والقلق، الأخبار التي تتحدث عن هبوط اضطراري...
ضربات قاسية.. المقاومة تصفع حكومة نتنياهو في جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ بدء جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات برية في مناطق في رفح وجباليا وهو يتلقى ضربات مؤلمة على يد المقاومة الفلسطينية...
24 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا قتلوا بمعارك غزة منذ بداية مايو الجاري
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو/...