الأحد 19/مايو/2024

ارحموا الأسرى وذويهم من تحليلاتكم

رياض الأشقر

بعد كل خطاب لأبي عبيدة أو بيان لكتائب القسام، ينبري عدد من الكتاب والمحللين والسياسيين لإطلاق  التكهنات والتحليلات المبنية على اجتهادات شخصية وتحليلات غير واقعية حول مدلولات الخطاب وماهيته، والمقصود منه والرسالة المبتغاة، وغيرها من تلك التحليلات التي ترفع من آمال الأسرى وتوقعاتهم .

من يعتقدون بأنهم أصحاب خبرة أمنية وسياسية ويطلقون تلك التحليلات، لا يعلمون ما مدى انعكاسها وتأثيرها على نفسيات الأسرى وذويهم، بل لا يدركون بأن هناك المئات يعيشون على ذلك الحلم وينتظرون كلمة يطفئون بها نار المعاناة المستمرة منذ عشرات السنين، بل يطلقون العنان للتخيلات، لدرجة تصل بهم أن يقترح الأسير مع نفسه لون لدهان جدران غرفه النوم .

أنا مقتنع وأؤمن  تماما بأنه في النهاية سيخضع الاحتلال وسيوافق على إجراء صفقة تبادل، ولكن هذا الأمر قد يحتاج إلى وقت طويل وهو أمر ليس بالسهل أو الهين، فهو حتى هذه اللحظة لم يعترف بشكل واضح بأن له أسرى لدى المقاومة، وهو يصنفهم قتلى، وأقام  سابقاً شعائره الخاصة بعملية الدفن المتبعة في كيانه المزعوم، وابلغ ذويهم بذلك، بل ويصرف لهم من المخصصات ما يوازى ذلك.

الاحتلال لكي يغير فقط من قناعاته بان لدينا جنود أسرى أحياء يحتاج إلى دليل ملموس، والمقاومة تؤكد بأنه لا معلومات بالمجان، والاحتلال لا يريد أن يقدم لنا إنجازاً وخاصة بعد الإخفاق الواضح له في الحرب الأخيرة على غزة، وهذا لوحده قد يحتاج لوقت ليس بالقصير، ولا أتحدث هنا بدافع الإحباط لكن بدافع المشفق على الأسرى وذويهم من تبعات التحليلات والتوقعات غير المسئولة لمجرد الخروج على وسائل الإعلام للحديث في دلالات الخطابات وتفسيرها.

بعد خطاب “أبو عبيدة” الأخير الموجه للأسرى وصل البعض في تحليلاته بأنه هناك مفاوضات تجرى في الخفاء، وأن هناك قوائم سلمت للاحتلال، وأن تهديد القسام برفع الأعداد يؤكد ذلك، وجعل البعض يتصور بأن الأسرى باتوا على الأبواب وينتظرون التوقيع على الصفقة.

كمتخصص ومتابع جيد لملف الأسرى أستبعد على الأقل في الوقت الحالي أن يكون هناك مفاوضات مع الاحتلال حول صفقة قادمة، وفي اعتقادي إن جرى حديث في وقت سابق يكون من باب جس النبض فقط، واستطلاع مواقف الآخر، ولا أعتقد بأن هناك قوائم قدمت ، وأن تصريح القسام نابع من كونه يعرف جيدا من هم الأسرى الذين سيطالب بالإفراج عنهم في أي صفقة قادمة، وهذا الأمر ليس جديداً فالأسماء معروفة وتدور في جلها حول المئات من أصحاب المؤبدات، والأحكام العالية والقدامى، وهم محور قضية الأسرى.

لذا من باب الرأفة بالأسرى وذويهم  نترك هذا الأمر للمعنيين وأصحاب الشأن، فهم أقدر منا جميعاً على معرفة خبايا هذه القضية، ونحن على ثقة عالية بهم، وبإدارتهم لهذا الملف الحساس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات