السبت 27/أبريل/2024

عين الحلوة.. عاصمة الشتات الفلسطيني المجروح

عين الحلوة.. عاصمة الشتات الفلسطيني المجروح

“عين الحلوة”.. يطلق عليه عاصمة الشتات الفلسطيني؛ فهو يتربع وسط 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان، وهو أكبرها.

يعيش سكانه الذين يزيد تعدادهم عن 100 ألف نسمة أوضاعاً اجتماعية واقتصادية صعبة، تفاقم من حدتها الاشتباكات التي تدور رحاها في قلب المخيم بين الفينة والأخرى.

تاريخ المخيم
يقع مخيم عين الحلوة عند أطراف مدينة صيدا جنوبي لبنان، وأنشئ عام 1948م، حين لجأ إليه نحو 15 ألف نسمة من فلسطين إبان النكبة.

ورغم تضاعف أعداد سكانه مراتٍ عديدة، ما تزال مساحة المخيم كما هي بحدوده عند نشأته.

ويخضع المخيم لمراقبة مُحكمة من الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية التي ترصد حركة الداخلين والخارجين منه عبر حواجز ونقاط تفتيش تحيط بالمخيم.

تعرض المخيم خلال الحرب الأهلية اللبنانية لاجتياح “إسرائيلي”، كما تعرض للقصف من القوى المتنازعة عدة مرات؛ فدُمرت بعض أحيائه بالكامل.

وتمنع السلطات اللبنانية البناء الجديد فيه، ولا تسمح إلا بترميم المباني القديمة بحجة منع توطين الفلسطينيين خارج بلادهم الأصلية.

كما أن أي مشروع سكني تقوم به “أونروا” في المخيم لا بد أن يكون بالتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني الذي يتحكم في حجم كمية مواد البناء المطلوب إدخالها.

ويلاصق مخيمَ عين الحلوة “مخيمُ المية مية” الذي يعد امتدادا له، إضافة إلى مخيم “أوزو” الذي يضم تجمعا من المهجرين الفلسطينيين من مخيمات أخرى، وهو أشبه ببيت واحد كبير تنعدم فيه الخصوصية، وتشيع المأساة، ويتألف من بيوت متلاصقة جدرانها من الحجر وسقفها من “الزينقو”.

أوضاع السكان
بحسب آخر الدراسات عن المخيم؛ فإنّ 120 ألف لاجئ (54 ألفا منهم مسجلون رسميا لدى وكالة أونروا) يعيشون في مخيم عين الحلوة، أكثريتهم جاءت أصلا عند تأسيسه من منطقة الجليل الأعلى في فلسطين.

ويعد أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان الاثني عشر، ويصل معدل عدد أفراد العائلة فيه خمسة أفراد، أما معدل عدد الغرف في المنزل الواحد فهو ثلاث غرف (تتضمن المطبخ).

ويعيش سكان المخيم ذي الكثافة السكانية المفرطة واقعا إنسانيا مزريا ما بين شوارعه الرئيسة القليلة التي لا تكاد تتسع لمرور السيارات، وأزقته الضيقة التي يتعثر فيها المارة بعضهم ببعض، وبيوته القديمة المتلاصقة التي يشيع فيها التصدع والاهتزاز، ما يهددها بالتداعي والانهيار.

ووفقا لدراسة مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان عام 2010، وتناولت فيها المعطيات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لمخيم عين الحلوة؛ فإن 32% من القاطنين في مخيم عين الحلوة يعني لهم مكانه مصدر قلق وتوتر وعدم شعور بالأمان النفسي والاقتصادي؛ نظرا لظروفهم السكنية والصحية والاقتصادية البالغة التعقيد.

الصحة والتعليم
ووفقاً لدراسة شاهد؛ فإنّ 61% من الأمراض المنتشرة بين سكان مخيم عين الحلوة هي أمراض ضغط الدم والتنفس، لعدم توفر البيئة الصحية المناسبة وشيوع عوامل الفقر والبطالة والأزقة المعتمة.

ويلجأ قاطنو المخيم عادة في علاجهم الطبي إلى مستشفى الهمشري الواقع خارج المخيم في مدينة صيدا المجاورة.

أما في المخيم فهناك عيادات تابعة لبعض الفصائل والقوى الفلسطينية إضافة إلى عيادات “أونروا”، وعيادة للهلال الأحمر الفلسطيني، لكنها أحيانا تعاني نقصاً في أدوية الأمراض المزمنة وتجهيزات المختبرات.

وعلى المستوى التعليمي للمخيم، فكشفت الدراسة أن 6% من أفراد المخيم أميّون، و4% منهم يلمّون بالقراءة والكتابة، و60% أنهوا صفوف الابتدائي والمتوسط، و13% المستوى الثانوي، و3% جامعيون.

يشار إلى أن الخدمات التعليمية في المخيم تعتمد على عدد من المدارس يزيد قليلا على العشر فيها ثانوية واحدة، وأغلبها يعمل بنظام دوامين حتى يغطي النقص الحاصل في المرافق التعليمية رغم تأثير هذا النظام سلبا على العملية التربوية.

الوضع الاقتصادي

يعتمد سكان مخيم عين الحلوة على المساعدات التي تقدمها لهم وكالة “أونروا”، وعلى الدعم الذي توفره السلطة الفلسطينية، والفصائل الفلسطينية الأخرى، إضافة إلى الأعمال التجارية البسيطة.

ووفق إحدى الدراسات؛ فإنّ 17% في مخيم عين الحلوة لا يعملون أبدا، وأن معظم الأعمال التي يمارسونها هي أعمال حرف يدوية أو أعمال موسمية.

ورغم أن اليد العاملة الفلسطينية تعد منتجة وفعالة، فإن عمل الفلسطيني يتم في لبنان بشكل غير معلن، كما لا تسمح القوانين اللبنانية للفلسطينيين بالعمل في المهن الحرة، وهو ما يسد الآفاق أمام المتعلمين منهم، ويشكل عقبة رئيسة أمام طموح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات