عاجل

السبت 25/مايو/2024

22 عاما على المجزرة.. المسجد الإبراهيمي يقاوم إرهاب الاحتلال

22 عاما على المجزرة.. المسجد الإبراهيمي يقاوم إرهاب الاحتلال

الشيخ عادل إدريس إمام المسجد الإبراهيمي بالخليل، يوم المجزرة، يعود بذاكرته لتلك اللحظات التي لا يمحوها النسيان، ولا تسارعها السنون؛ فصوت الرصاص وصيحات المصلين لا يزال حاضرًا في ذهن الشيخ الإمام.

يقول الشيخ إدريس  لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “ابن خالتي الشهيد ذياب الكركي والذي استُشهد في المجزرة، أخبرنا ليلتها أن جنود الاحتلال هدّدوه والمصلين عقب صلاة التراويح، وقالوا لهم: غدًا الفجر ستشاهدون ما سيجري لكم”.

ويصادف اليوم الاثنين الخامس عشر من رمضان الذكرى الـ22 لمجزرة المسجد الإبراهيمي والتي راح ضحيتها 29 مصليا وما يزيد عن 200 جريح أثناء أدائهم صلاة الفجر، لتمتد هذه المجزرة لمختلف مناطق الخليل؛ فوصل عدد الشهداء لأكثر من 50 شهيدًا ومئات الجرحى في المدينة.

ذكرى يجددها أهالي الخليل في كل عام؛ من خلال التأكيد على مقاومة التهويد ومصادرة المسجد الإبراهيمي، بالدعوات والحملات للصلاة فيه وكسر حاجز الخوف الذي فرضه الاحتلال على زوار هذا المكان منذ تلك المجزرة.

ذاكرة تأبى النسيان

ويضيف الشيخ إدريس: “كنت في سجدة التلاوة فسمعت صوت إطلاق الرصاص، وسحبني أحد المصلين ويدعى حسني الرجبي، وقال لي: كبِّر، فقطعت الصلاة وبدأت بالتكبير عبر مكبرات الصوت والسماعات الخاصة بالمسجد”.

ويؤكد الشيخ إدريس بأن باروخ غولدشتاين دخل من المدخل الرئيس للمسجد الإبراهيمي الشريف من الشمال، وانتقل إلى منطقة الإسحاقية أمام اليوسفية، وبدأ بإطلاق النار على المصلين من الخلف، ما أدى إلى استشهاد 29 مصليا وإصابة أكثر من 200 شخص بينهم شقيقه المهندس سليم.

وأشار إلى أن “جنود الاحتلال أقدموا على إغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، ومنعوا المواطنين من الوصول إلى داخل المسجد لإنقاذ الجرحى”.

خطة تقسيم المسجد
وأجمع العديد من الشهود والمحللين أن هذه المجزرة، جاءت بشكل مخطط وبترتيب مسبق بهدف السيطرة على المسجد وتقسيمه وفرض حالة جديدة تكون السيطرة الكلية فيها لليهود.

ويوضح مدير مديرية المسجد الإبراهيمي الحاج منذر رفيق أبو الفيلات قائلا: “المرحلة المؤلمة في تاريخ المسجد الإبراهيمي كانت في ذلك العام، وذلك بعد أن أغلق المستوطن المتطرف باروخ جولدشتاين ومجموعة من المستوطنين أبواب المسجد وارتكبوا مجزرتهم”.

لجنة شمغار
وعلى إثر المذبحة الرهيبة شكلت سلطات الاحتلال لجنة تحقيق سميت (لجنة شمغار) التي قضت بتقسيم الحرم إلى قسمين؛ 56% لليهود و44% للمسلمين.

ومنذ ذلك الوقت وضعوا قاطعًا في وسط الحرم؛ هيمن اليهود والمستوطنون به على منطقة اليعقوبية واليوسفية والعنبر وغرفة السدنة والمكتبة، وبقيت منطقة الإسحاقية للمسلمين.

ومنذ تقسيم المسجد الإبراهيمي أصبح المسلمون يتصرفون بالقسم الواقع تحت سيطرتهم من الساعة الثالثة فجرا حتى الساعة التاسعة ليلا طوال العام إلا عشرة أيام خلال أعيادهم (الأعياد اليهودية) يأخذون فيها الحرم بأكمله، ويمنعون أي مسلم من دخوله في هذه الأيام.

منع الأذان
وأكد أبو الفيلات: أن سلطات الاحتلال تمنع إقامة أذان المغرب منذ سيطرتهم على الحرم وحتى هذا الوقت إلا في الأيام العشرة التي يمنح فيها الحرم بأكمله للمسلمين خلال السنة، فعدد أوقات الأذان في الشهر مائة وخمسون وقتا في العادة، فيما تمنع سلطات الاحتلال الأذان ما بين خمسين إلى سبعين وقتا خلال الشهر، إضافة إلى أيام السبت التي لا يرفع فيها الأذان بتاتا، خاصة وأن غرفة الأذان في القسم المغتصب والذي يقع تحت سيطرتهم.

يقول أبو الفيلات: وفي أي وقت يحين موعد الأذان نأخذ تصريحًا لدخول المؤذن للغرفة، ويتم دخوله تحت حماية الجيش حتى لا يتم الاعتداء عليه من المستوطنين المتواجدين داخل هذا القسم، وقبل فترة بسيطة تم الاعتداء على المؤذن بعد الانتهاء من أذان صلاة العشاء.

فعاليات لكسر التهويد
عدة فعاليات انطلقت اليوم في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي، تخللها دعوات للتجمع والمسير نحو المسجد من كل الأماكن والصلاة فيه فريضة العصر.

وانطلق اليوم الاثنين في الذكرى 22 للمجزرة، العشرات من المواطنين  يلبسون قمصانا سوداء مكتوبًا عليها “قاوم بصلاتك” من أرجاء مختلفة من الخليل ضمن فعالية أطلق القائمون عليها “قاوم بصلاتك”؛ إحياء لذكرى المجزرة.

وأكد مدير عام أوقاف الخليل إسماعيل أبو الحلاوة أن الأوقاف عملت جاهدة لحشد الناس للإقبال على المسجد، وكان ذلك بالتعاون مع وسائل الإعلام، من خلال استضافة العلماء والمشايخ ودعوة الناس لزيارته، “وقد وضعنا برنامجا لتعزيز الرباط فيه”.

يقول أبو الحلاوة: “نسعى من خلال هذه الفعاليات لكسر حاجز الخوف لدى المواطنين بالنزول إلى المسجد والضغط على سلطات الاحتلال  لفتح أجزاء المسجد الأخرى المغلقة للمصلين، وذلك لمواجهة التهويد وحالة الرعب التي فرضتها سلطات الاحتلال”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات