الأربعاء 22/مايو/2024

هنية: الانتفاضة لم تخرج كل ما في جعبتها

هنية: الانتفاضة لم تخرج كل ما في جعبتها

أكدّ إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنّ الاحتلال وقادته يعيشون حالة ارتباك وذعر بسبب انتفاضة القدس وقد أعلنوا صراحة أن أيام الانتفاضة ستكون طويلة وأنّ البدائل والخيارات لديهم متعددة، مشددًا بحديثه للاحتلال: “إذا لديك من البدائل والخيارات، فإن الانتفاضة لم تخرج كل في جعبتها بعد”.

وأشار هنية خلال ملتقى العلماء، الذي نظمته رابطة علماء فلسطين والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، السبت (28-11) إلى أنّ الانتفاضة حققت إنجازات مهمة على طريق التحرير والقدس.

وقال: “لقد ساهمت الانتفاضة بإبطال مخطط التقسيم وتراجع ثورة الاستيطان ووقف العربدة الصهيونية، بل هناك إنجازات في زمن قياسي قصير، وهي إسقاط نظريات التعايش والتدجين للعقل الفلسطيني ونظريات دايتون والفلسطيني الجديد وإشغال الناس بالمديونيات والرواتب وإبعادهم عن مركزية القضية”.

وجدد هنية تأكيده على أنّ الانتفاضة هي أعظم تحول استراتيجي في المنطقة، لافتًا إلى أن تأثيراتها لن تقتصر على حدود الضفة وفلسطين بل ستتعداها ويصل مداها إلى شعوب الأمة.

وأشار إلى أن الانتفاضة جاءت على قدر من الله، وأضاف: “حينما اعتقد الانقلابيون على الأمة، واعتقد الصهاينة أن الفرصة باتت ممكنة لتنفيذ مخططاتهم في أرض فلسطين، جاءت الانتفاضة لتقلب الطاولة وتضع القطار مجددا على السكة”.

نظريات “دايتون”

وشدّد القيادي في حماس قائلًا: “لا عودة مطلقاً إلى نظريات دايتون وما يسمى بالسلام الاقتصادي، وإلى ما كانت عليه الأمور قبل شهر أكتوبر، فالانتفاضة تبني اليوم نظريات جديدة يبنيها المرابطة والمرابط والطفل الفلسطيني، فالانتفاضة مستمرة حتى تعود الأرض حرة”.

ونوه هنية إلى أنّ من إنجازات الانتفاضة سقوط هيبة الردع الصهيوني التي سقطت في غزة سابقاً، لافتاً إلى تنفيذ أكثر من 87 عملية استشهادية فبالتالي سقطت عملية الردع حتى في الضفة والقدس.

وبينّ أن أبرز الإنجازات تمثل في إعادة الاعتبار لقضية فلسطين، ونبّه الأمة بأن تعيد ترتيب الأولويات، وقد أعادت قضية القدس قضية مركزية للأمة وهو إنجاز عظيم من إنجازات الانتفاضة، وهو عودة الروح والتواصل بين الأمة وقضيتها المركزية وهو لم يكن ليكون لولا انتفاضة القدس.

ولفتّ إلى أن الانتفاضة سلطت الضوء على العدو المركزي للأمة في ظل الصراعات الطائفية والمذهبية والسياسية والدماء التي تسيل، معبراً عن شهادته لعلماء الأمة وفلسطين على تجنيب الأمة مظاهر التفتت والخلافات ومن يريد أن يأخذ الأمة بعيداً عن قضيتها المركزية.

وقال: “يجب أن نضمد الجراح، ونعيد وحدة الكلمة، ونخفف من مستوى التوترات بين مكونات الأمة”، داعياً الأمة إلى حشد كل طاقتها من أجل تحرير فلسطين.

وأكدّ أنّ الانتفاضة أعادت الاعتبار لمشروع المقاومة، مضيفاً: أن “الانتفاضة نقيض أوسلو، وهما لا يلتقيان لأنها انطلقت كنقيض مركزي لأوسلو”، مبيناً أن شعبنا ما عاد يحتمل أن تمرر عليه مفاهيم المفاوضات.

زيارة كيري

وأشار هنية إلى أنّ زيارة كيري كاشفة لطبيعة الدور الأمريكي وطبيعة الصراع القائم، مضيفاً: إن “الذي يصف أن الانتفاضة بأنها إرهاب هو وزير إرهابي، بل هي معبر عن وجدان وقانون سمائي وأرضي”.

وقال: “سنمضي بالانتفاضة وبدور العلماء المركزي، فهذا الإطار الناظم لشعبنا بين المجاهدين والعلماء، وهذا الانصهار بين مكونات شعبنا والأمة، هو من سيقربنا للقدس والأقصى وعودة شعبنا المشرد”.

دور العلماء

وأشار هنية إلى أنّ هذه التظاهرة الإيمانية من علماء فلسطين والأمة تقع في موقعها المناسب في الزمان والمكان، على أرض فلسطين في بيت المقدس وأكنافه، وفي زمان انتفاضة القدس المباركة التي انطلقت من ساحات الأقصى وشوارع القدس، وامتدت إلى كل فلسطين، وأثارها اليوم تظهر حتى خارج فلسطين.

وقال: “ليس غريبا على العلماء المخلصين المجاهدين هذا الدور العظيم الذي يقومون به”، لافتًا إلى أنه مطلوب أن يكون هناك جيل إيماني قرآني فريد قادر على تحقيق تطلعات الأمة، وفي الجانب الآخر أن يكون قوة وإعداد ومدد ومجاهدون لكي يأخذوا بهذا الشعب نحو حريته واستقلاله.

ونوه إلى أنّ باجتماع العلماء مع المجاهدين سيكون النصر وتحرير الأقصى والقدس أكبر، مسجلًا لعلماء فلسطين دورهم العظيم والاستراتيجي في مشروع التحرير والبناء.

وقال: “هم يحرسون الثوابت الإيمانية والوطنية لقضية فلسطين، في المحطات الصاعدة والخطرة كان صوت العلماء مجلجلاً ومرشداً للسياسيين في إبقاء القضية في كنف الثوابت الإيمانية والوطنية”.

ولفتّ إلى أن التعبئة الإيمانية والفكرية والإرشادية لهذا الجيل المجاهد أولي البأس الشديد تربى على أيدي العلماء وعلى مصاطب العلم في ساحات الأقصى، مؤكداً أن هذا الأمر لم يتوقف عند هذا الدور بل انخرطوا في العمل المسلح وساحات الرباط واستشهدوا تحت قصف الصواريخ، الممتدة من شيخ المجاهدين عز الدين القسام، وحتى شيخ فلسطين أحمد ياسين وما بينهم وما بعدهم من علماء استشهدوا امتشقوا السلاح فكانوا فوارس الكلمة والبندقية.

وبينّ أنّ هذا الأمر يكشف الزيف لحماية الصهيونية وعن الاتفاقيات التي بموجبها التنازل عن فلسطين كلها، وقال: “لم يقبل العلماء المخلصون بهذه الاتفاقيات، ورفعوا عنها الغطاء الشرعي والوطني، وبينوا مخاطرها على حقوقنا وثوابتنا، وظلت مجردة ضعيفة غير مسندة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات