الثلاثاء 21/مايو/2024

عملية السموع.. انتصار أخلاقي جديد للمقاومة على الاحتلال

عملية السموع.. انتصار أخلاقي جديد للمقاومة على الاحتلال

أدخلت عملية السموع بمحافظة الخليل التي قتل فيها مستوطنان قرب مستوطنة “عتنائيل” مساء أمس الجمعة؛ البهجة والفرح على قلوب الفلسطينيين خاصة ذوي الشهداء والأسرى؛ إلا أن فرحة من نوع آخر كانت للفلسطينيين؛ وهي رفض المنفذين قتل جميع من في مركبة المستوطن السبعة من أطفال ونساء رغم قدرتهم؛ وتركوهم دون المس بهم في نصر أخلاقي آخر وبامتياز على الاحتلال الذي يقتل الأطفال النساء جهارا نهارا وأمام عدسات المصورين والكاميرات.

وعلقت الطالبة عبير النتشة من الخليل على العملية قائلة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “نحن طلاب حق ولا نقتل نساء وأطفالا عكس ما يقوم به الاحتلال المجرم، والعملية شفت صدور قوم مؤمنين، وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، ونريد من المقاومة كل يوم عملية بطولية حتى يرحل الاحتلال، والفرحة عمت مدينة الخليل وكل فلسطيني بحمد الله”.

أخلاق تتجلى في الميدان

وعن عملية السموع؛ كتب المعلق العسكري للقناة الثانية الصهيونية “روني دانيال” إن طريقة تنفيذ الهجوم تشير إلى أن المنفذين جزء من خلية محترفة فضلت قتل رجلين وعدم إطلاق النار على الأطفال لتحقيق نصر دعائي وأخلاقي على “إسرائيل”.

وشهد شاهد من أهله؛ حيث كان “جدعون ليفي” قد كتب في صحيفة “هارتس” قبل يومين أن الفلسطينيين انتصروا علينا، وكسبوا التحدي في الأخلاق، فجيش الاحتلال يلاحق الأطفال والنساء بينما  الفلسطينيون لا يقتلون النساء والأطفال.

وكانت القناة الثانية قد أشارت في وقت سابق أن “المقاتلين من حماس الذين نفذوا عملية اتيمار، التي وقعت الشهر الماضي وقُتل فيها مستوطنان اثنان، امتنعوا عن قتل أطفال في السيارة التي هاجموها”.

ويؤكد النائب حسن خريشة أن المقاومة هي من حق الشعب الفلسطيني وتقرها الشرائع والمواثيق والقانون الدولي، وأن الفلسطينيين لم يعتدوا على أحد، والذي اعتدى وقتل وهجر وطرد هو الاحتلال، وأن أخلاق المقاومة كانت دوما تتجلى في الميدان وغيره بعدم المس بالأطفال والنساء.

بدوره، بارك الناطق باسم حركة حماس، حسام بدران، العملية البطولية التي نفذها المقاومون جنوب الخليل، مشددًا على أنها رد طبيعي على استمرار جرائم الاحتلال، ومضيفا إن هذه العملية البطولية تمثل نقلة نوعية في مسيرة انتفاضة القدس.

ويرصد محللون فلسطينيون امتناع رجال المقاومة عن قتل النساء والأطفال في ثلاث عمليات مهمّة؛ وهي عملية “ايتمار” التي قتل فيها مستوطنان، وعملية السموع أمس، وعملية “الباص” في القدس المحتلة الشهر الماضي التي نفذها مقدسيان بالطعن وإطلاق النار من خلال “مسدس”.

ويركز أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم على البعد الأخلاقي في عمليات المقاومة قائلا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: انتصار المقاومة الحقيقي هو بالأخلاق؛ لأنها تترك أثرا نفسيا، وتضرب قيم ومنظومة أخلاق الاحتلال، وتعريها وتكشفها على حقيقتها، وهو ما يضع جنود ومستوطني الاحتلال في أزمة أخلاقية حتى ولو أخفوا خبر عدم قتل المقاومة للنساء والأطفال”.

“لن نظهركم كملائكة”

بدوره أكد الأسير بلال غانم  منفذ أحد عمليات الطعن في مدينة القدس، امتناعه عن قتل الأطفال وكبار السن من المستوطنين، لـ”إيمانه أن المقاومة الفلسطينية تقوم على أسس دينية وحضارية”.

وقال بلال غانم، في رسالة سربت لخارج السجن: إننا “لم نحرص على القتل العشوائي في العملية التي قمنا بتنفيذها في القدس لأجل القتل فقط، وإنما جاءت عمليتنا ردًّا على اقتحامات المسجد الأقصى، واستهداف النساء من جيش الاحتلال، الذي استهدفناه في الحافلة”.

وأضافت غانم، “لقد قمنا بإنزال مجموعة من الأطفال، وكبار السن قبل الشروع في تنفيذ العملية”، مشيرًا إلى أن “هذا الفعل من قِبلنا، جاء لقناعتنا بعدالة قضيتنا، وعدم سعينا لسفك الدماء، إلا وفق قواعد الشرع والمقاومة الحضارية”.

وأوضح السجين غانم في رسالته أن “الأمن الإسرائيلي رفض أن يظهر هذه الزاوية في لائحة الاتهام، كي لا يظهر قتال الفلسطينيين القائم على البعد الحضاري في مواجهة الاحتلال”، وأنه (الأمن) قال: “لن نظهركم ملائكة في عملياتكم أمام العالم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات