الجمعة 26/أبريل/2024

سعي صهيوني لاختلاق قضية اللاجئين اليهود من الدول العربية

سعي صهيوني لاختلاق قضية اللاجئين اليهود من الدول العربية

تواصلت اعمال مؤتمر تنظمه وزارة الخارجية الإسرائيلية و”المؤتمر اليهودي العالمي”، تحت عنوان “العدالة للاجئين اليهود من الدول العربية”، بدعم من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بهدف اختلاق قضية ما يسمى بـ “اللاجئين اليهود من الدول العربية”، لتكون قضيتهم المفتعلة “ندا” لقضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم المشروع في العودة إلى وطنهم وقراهم.

وتزعم منظمة “المؤتمر اليهودي العالمي وجود 856 ألفا مما يسمى بـ لاجئين يهود أصولهم من الدول العربية، 200 ألف منهم في الولايات المتحدة وكندا واوروبا، بينما نحو 600 ألف هاجروا الى فلسطين.

وقالت وزارة الخارجية و”المؤتمر اليهودي العالمي” التابع للوكالة اليهودي- الصهيونية، إن “هدف الاجتماع هو رفع قصة اللاجئين اليهود من الدول العربية الى جدول الاعمال العام، السياسي الداخلي والخارجي في البلاد وفي أرجاء العالم، في ظل طرح شهادات شخصية من اللاجئين أنفسهم، والعمل ايضا على المستوى السياسي والدولي لحث تشريع واعتراف بهوية وحقوق هؤلاء اللاجئين”.

والقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمة متلفزة للمؤتمر، وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون في كلمته الافتتاحية للمؤتمر، “إن حكومة إسرائيل قررت إلقاء كامل وزنها في هذه القضية، التي سيكون لها أيضا آثار سياسية ولا سيما في سياق المفاوضات..

وتابع أيالون زاعما، “إن عملية سلام حقيقية عليها أن ترتكز على الحقائق التاريخية من أن تستمر، فالعدالة للاجئين ذات وجهين، يوجد لاجئون عرب ولاجئون يهود، ولا أي مرّة سيكون الوقت متأخرا لطرح قضية كهذه، فالقصة التي نرويها اليوم يجب ان نرويها لكل تلميذ وطالب في اسرائيل وفي العالم أيضا”.

ويزعم رئيس “المؤتمر اليهودي العالمي” دان دايكر أن “السبب الاساس في أن تتحقق العدالة للاجئين اليهود هي وحدة الاراء في هذه المسألة. فهذه ليست مسألة اسرائيلية بل مسألة يهودية.

ويذكر ان وزارة “المواطنين المسنين” الإسرائيلية، شرعت في الأشهر الأخيرة إلى جمع “وثائق” من اليهود المهاجرين من الدول العربية، حول أملاكهم وعقاراتهم في أوطانهم العربية الاصلية، وتخطط حكومة اسرائيل إلى اقادمة “صندوق عالمي” لدفع “تعويضات” لمن يصفون أنفسهم “لاجئين يهود”.

وقد أكدت مصادر دبلوماسية عربية بالأمم المتحدة لجريدة الخليج وجود تحركات إسرائيلية، بدعم أمريكي لإدراج ملف ما يعرف بـ”قضية اللاجئين” اليهود من الدول العربية، لوضعها على جدول أعمال الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها، ولتمرير تشريع يعترف بما تسمى معاناة اليهود الذين أجبروا على الخروج، أو الذين فروا من الدول العربية وذلك خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، وأن مؤتمراً سيناقش هذا الموضوع برعاية أمريكية يهودية سيعقد في مقر الأمم المتحدة وتحديداً في 21 أيلول/ سبتمبر الحالي، وأن طلباً بهذا الخصوص سيقدم للأمين العام بان كي مون، ولفت المصدر إلى أن هذا الموضوع يروج له منذ فترة.

وقال إن “إسرائيل” نجحت في حشد رأي مؤيد لدى كثير من الأطراف الدولية، ولهذا الملف الذي كان بمثابة ورقة ضغط احتفظت “إسرائيل” بها وجمعت ما تزعم أنه وثائق من اليهود الذين هاجروا من الدول العربية لا سيما مصر، لاستخدامها في الوقت المناسب للمقايضة به بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وأنها رأت استخدام هذه الورقة الآن لتستبق أية محاولة عربية فلسطينية للجوء إلى الأمم المتحدة مجدداً للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأيضاً لشراء الوقت للتمدد في الأراضي المحتلة لفرض أمر واقع .

وحذر مصدر من أن يتخذ العرب موقفاً دفاعياً في هذه القضية وليس موقفاً هجومياً مشفوعاً بالوثائق التي تؤكد أن يهود العرب هم من هاجروا لا سيما من مصر إثر قيام مجموعة متشددة منهم مرتبطة بـ”الهاغاناه” بمهاجمة وتفجير منشآت عامة ودور سينما لربط هذه العمليات بيهود رفضوا الهجرة لـ”إسرائيل” ومن ثم دفعهم للخروج من مصر. وهو ما كشفت عنه تحقيقات الأمن المصري وقتها في العملية المعروفة بعملية لافون، وتولى التحقيق فيها آنذاك ضابط مخابرات مصري هو مصطفى عبد العزيز المعروف باكتشاف رفعت الجمال.

وقد سجل ووثق اعترافات اليهود المتورطين في تلك العمليات الإرهابية، إضافة لشهادات اليهود المصريين الذين مازالوا يعيشون في مصر. وطالب الدبلوماسي العربي رئيس مصر والمسؤولين العرب بالاستعداد للرد أي مطالب إسرائيلية مزعومة لدى وصولهم إلى نيويورك هذا الشهر.

وكان عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي وأعضاء برلمانات دولية يهودية وعلى رأسهم النائب الديمقراطي جيرولد نادلر، طالبوا بتدويل الاعتراف بما تسمى قضية “اللاجئين اليهود” . وفي مؤتمر رعته خارجية الكيان والمؤتمر اليهودي العالمي ووزارة المسنين في القدس المحتلة قبل يومين تحت عنوان “العدالة للاجئين اليهود من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” دعا إلى تفعيل المبادرات التشريعية الدولية لدعم وتعويض هؤلاء. وقال نادلر “من الخطأ أن نشير إلى الفلسطينيين فقط عند معالجة قضية اللاجئين فيما هناك لاجئون يهود لا تتم الإشارة إليهم أو الاعتناء بهم قط”.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث أمام المؤتمر ذاته زاعماً أن “إسرائيل” استوعبت اليهود من الدول العربية، فيما استخدم العالم العربي لعقود موضوع اللاجئين العرب ضد “إسرائيل”.

هآرتس، 12/9/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات