السبت 27/أبريل/2024

الأسيرة نورا الهشلمون بين مطرقة الإبعاد القسري وسندان الزنزانة المعتمة

الأسيرة نورا الهشلمون بين مطرقة الإبعاد القسري وسندان الزنزانة المعتمة

جلست سرايا، ابنة السنوات الثلاث، على الأرض تضرب برأسها إلى الحائط وتبكي، وصوتها يرتفع وأنّاتها تتردّد “أريد ماما، أريد ماما”. صوت حزين وأنات صغيرة لم تلامس نخوة المعتصم، ولم تيقظ نخوة الرجولة والكرامة لدى من تبقى من هذه الأمة، ومع ذلك ينقلها مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى العالم، علّه يسمع وينصت ويتصرّف.

سرايا هي الابنة الصغرى للأسيرة نورا الهشلمون ولزوجها الأسير سامي الهشلمون، المحتجزيْن في سجون الاحتلال الصهيوني منذ أكثر من 24 شهراً.

موت بطيء

تدنّى وزن الأسيرة نورا الهشلمون إلى 37 كيلوغراماً بعد خوضها الإضراب عن الطعام مرتين. وتقول خالة نورا إنها تقوم بإعالة أطفال سامي ونورا الستة: فداء، وتحرير، ومحمد، حنين، جهاد، سرايا، والذين شهدوا عملية اعتقال والدتهم ووالدهم. كما شهد الأطفال فصول مأساة تحطيم محتويات منزلهم بتاريخ 27 حزيران (يونيو) 2006، عندما اقتحمت القوات الصهيونية المنزل واختطفتهما إلى غياهب الاعتقال الإداري.

وتضيف والدة سامي أنّ الاحتلال اختطف ابنها سامي (زوج الأسيرة نورا) بتاريخ 15 أيلول (سبتمبر) 2006، وزُجّ به في الاعتقال الاداري منذ ذلك الحين. وتضيف “أم سامي” قائلة إنّ نورا تعاني وضعاً صحياً صعباً، حيث قامت إدارة السجن بعزلها (وضعها في السجن الانفرادي) عدة مرّات، وعزل زوجها كذلك، بعد أن شاركها الإضراب الأخير عن الطعام.

لا حياة لمن تنادي

تقول والدة الأسير سامي إنّ نورا تقدّمت باستئناف عدة مرات للمحاكمة الصهيونية من أجل إيقاف مسلسل الاعتقال الإداري بحقها، ولكنّ المحكمة كانت ترفض الاستئناف، وقد لجأت للإضراب عن الطعام حيث استمرّ في المرة الأولى عشرين يوماً، حصلت في حينه على وعد من إدارة المعتقل بالإفراج عنها، وبعد انقضاء مدة التمديد الإداري قامت إدارة السجن بالتنكر للوعود، ومدّدت اعتقالها مرة أخرى، ما جعل نورا تعيد إضرابها المفتوح عن الطعام، والذي استمرّ لأكثر من شهر.

وقد حصلت الأسيرة المصابرة للمرة الثانية على وعد بإيقاف الاعتقال الإداري بحقها والإفراج عنها، بل في نهاية شهر نيسان (أبريل) من هذا العام استعدّت أسرة نورا للاحتفال بالإفراج عنها، ولكنّ العائلة صُدمت مرة أخرى برفض إدارة السجن إطلاق سراحها بل وعمدت إلى إصدار تمديد اعتقالها الإداري مرة أخرى.

أحكام مختلفة

تضيف خالة نورا أنّ عائلتها فوجئت قبل أسبوع بصدور قرار قضائي جديد بحق نورا، يقضي بإعطائها الحق في قبول الاعتقال بدون سقف زمني، أو إبعادها مع أبنائها إلى الأردن لمدة ثلاث سنوات. وقد قوبل القراران بالرفض من قبل الأسيرة نورا، وكذلك بالاستنكار العام على المستوى المحلي والخارجي.

وتضيف المواطنة الهشلمون، أنّ هذا القرار لن يعطيها حق العودة وإن قبلت فيه وذهبت إلى الأردن، لأنّ معظم قرارات الإبعاد السابقة التي أُعطيت للفلسطينيين والمحددة بسقف زمني لم تُنفذ حتى الآن، كما حدث مثلاً مع مبعدي كنيسة المهد. أما القرار الثاني، أي الاعتقال بدون سقف زمني، فهو بمثابة “مشنقة جديدة” لأسرتها و”موت محتوم” على نورا التي تعاني من عدة مشاكل صحية.

وما يفاقم الموقف أنه لا يوجد لأطفال أسرة الأسيرة الهشلمون أي معيل بعد اعتقال والديهما، وفي كل مرة تنتهي مدة الاعتقال الاداري تقوم الأسرة بأخذ استعدادها لخروج الأم والأب من الأسر، ولكنها تستفيق على صدمة جديدة من التمديد.

وتقوم سلطات الاحتلال بافتعال التهم واختلاق الأحكام الجديدة لها، من أجل النيل من صمود هذه الأسرة الفلسطينية المصابرة، والالتفاف على حقها في الحرية والعيش مثل باقي البشر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات