الأحد 19/مايو/2024

جمال العقيلي: حق العودة مقدس لا يمكن لأحد التنازل عنه أو التفريط به

جمال العقيلي: حق العودة مقدس لا يمكن لأحد التنازل عنه أو التفريط به

قال جمال العقيلي، رئيس اللجنة العليا لإحياء الذكرى الستين للنكبة، إنّ الشعب الفلسطيني يعيش في هذه الأيام نكبة ثانية مع تواصل الحصار الصهيوني المفروض على الأراضي الفلسطينية خاصة على قطاع غزة، وأضاف أنّ حلول ذكرى النكبة الفلسطينية لهذا العام له طعم آخر وهو أكثر مرارة على نفس اللاجئ الفلسطيني الذي طُرد قسراً من أرضه ووطنه سنة 1948.

وأضاف العقيلي في مقابلة أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ اللجنة العليا لإحياء الذكرى الستين للنكبة ستعمل ليل نهار وبكل ما أوتيت من إمكانيات من أجل توضيح هذه القضية للعالم أجمع، ومن أجل أن تظهر الظلم الواقع على اللاجئين الفلسطينيين، وفيما يلي نص المقابلة:

 

ـ أستاذ جمال؛ بداية هل لك أن توضح لنا بداية ما هي اللجنة العليا لإحياء الذكرى الستين للنكبة وما أهدافها؟

جمال العقيلي: شكراً لك أخي الكريم وشكراً لمركزكم (المركز الفلسطيني للإعلام) الموقّر ونثمِّن جهود مركزكم الجبارة في خدمة القضية الفلسطينية، ثم نشكر لكم اهتمامكم البالغ بقضية اللاجئين وإجراءكم هذه المقابلة.

ثم إنّ اللجنة التي أرأسها تأسست من أجل إحياء فعاليات الذكرى المؤلمة على قلوبنا جميعاً وعلى قلوب اللاجئين الفلسطينيين، وهي الذكرى الستين للنكبة التي وقعت سنة 1948. وتضمّ هذه اللجنة ممثلين عن عدد من الوزارات، وهي وزارة التربية والتعليم، ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ووزارة الإعلام، ووزارة الثقافة، ووزارة الصحة.

ومن خلال هذه اللجنة فإننا عازمون على تنظيم فعاليات ونشاطات ومؤتمرات شرعية وقانونية لبيان أهمية هذا الحق، وهو حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، كما أننا نؤكد هنا أنه لا يملك أحد، كان من كان، التنازل عن حق العودة أو التفريط به أو تضييعه، وإنّ هذا الحق طبعاً لا يسقط بالتقادم.

وبطبيعة الحال أخي الكريم؛ فإنّ لهذه اللجنة أهداف كثيرة جداً لا يمكن حصرها في هذه المقابلة، بيد أننا نقول إنّ الهدف الأسمى والأول لهذه اللجنة هو “تعريف الناس والعالم كله بقضية اللاجئين الفلسطينيين الذي طردوا من ديارهم تحت تهديد السلاح والإرهاب الإسرائيلي عام 1948م”.

 

ـ كيف ترى حلول ذكرى النكبة هذا العام؟ وهل للحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة أثر على هذه الفعاليات وعلى ذكرى النكبة الستين؟

العقيلي: إنّ للنكبة هذا العام طعماً آخر، وهو طبعاً طعم أكثر مرارة على النفس الفلسطينية ويُشعر الإنسان الفلسطيني ببالغ المرارة، وذلك طبعاً بالتزامن مع تواصل العدوان الصهيوني بكافة أصنافه وأشكاله على أبناء شعبنا الفلسطيني، خاصة في هذا الوقت الذي يحاول فيه العدو الصهيوني أن ينتزع شرعيته الباهتة ويحاول سحب اعتراف من العالم كله به وبما يسمى الاعتراف بـ “يهودية الدولة”، وكذلك الاعتراف بيهودية مدينة القدس المحتلة التي تحتل مكانة خاصة بين المسلمين والعرب عامة وبين أبناء الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.

أما بالنسبة للحصار؛ فبكل تأكيد أنه ألقى بظلاله على ذكرى النكبة لهذا العام، حيث واجهت اللجنة صعوبات كبيرة نتيجة هذا الحصار الصهيوني. ولكنّ هذه الصعوبات وهذا الحصار لم يتمكنا من إيقاف عملنا أو توقفنا عن تقديم رسالة اللجنة السامية ومواصلة جهودنا وجهود اللجنة من أجل تذكير العالم بالقضية الفلسطينية وبقضية اللاجئين الفلسطينيين، التي يحاول الكثيرون تضييع هذا الملف وهو ملف اللاجئين. لقد ألقى الحصار بظلاله على عمل اللجنة، وأشير هنا إلى قضية إغلاق المعابر والحدود، حيث يمنع الاحتلال دخول أي شيء، فوقف هذا الجانب عائقاً أمام تنفيذ بعض النشاطات لمنع دخول المواد الخام اللازمة للفعاليات والنشاطات. وكذلك مشكلة عدم توفر الوقود كانت عائقاً في تنفيذ بعض الفعاليات والنشاطات. ولكن على الرغم من ذلك؛ فإنّ اللجنة مستمرة في عملها من أجل فضح الانتهاكات الصهيونية المتواصلة ضد اللاجئين الفلسطينيين وضد قضيتهم العادلة.

 

ـ ماذا تقولون بشأن مسألة تعويض اللاجئين الفلسطينيين بديلاً عن حق العودة، وبالتالي إنهاء هذا الملف بشكل كامل؟ وما رأيكم بتوطين اللاجئين كل في البلد التي يعيش فيها؟

العقيلي: لقد تحدثنا في هذا الخصوص مراراً، وأكدنا أنّ حق تعويض اللاجئين الفلسطينيين لا يُسقِط بالمطلق حق عودتهم إلى أراضيهم التي هُجّروا منها عنوة على يد عصابات الاحتلال والإجرام الصهيوني. وإنّ التعويض هو حق لهؤلاء اللاجئين من أجل تعويضهم عن سنوات الذل والتشريد والحرمان التي عاشوها بعيداً عن أراضيهم لمدة ستين سنة من القهر. ولكننا في الوقت ذاته نشدِّد على أنّ تعويض اللاجئين لا يُلغي بأي حال من الأحوال حق العودة إلى الديار وإلى الوطن.

أما بالانتقال إلى فكرة توطين اللاجئين الفلسطينيين في بلدان العالم أو كل في البلد التي يسكن فيها؛ فإننا نرفض هذه الفكرة جملة وتفصيلاً، وإننا أيضاً نعتبر أنّ هذه الفكرة محاولة يائسة من بعض الدول والجمعيات والمؤسسات وبالتعاون مع سلطات الاحتلال الصهيوني من أجل محو حق العودة والتراجع عنه والتنازل عنه. ولكنّ حق العودة هو حق أزلي لا يسقط بالتقادم، ولا يستطيع أحد أن يُسقِط هذا الحق. وأضيف هنا أنّ هناك مؤامرات عالمية كبيرة وجسيمة تواجه قضية اللاجئين، وهذه المؤامرات تُحاك في العلن والخفاء وبالتعاون مع سلطات الاحتلال الصهيوني، وتهدف إلى إنهاء قضية اللاجئين بأي شكل من الأشكال، وبالتالي طيّ هذا الملف وإنهاء حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وبيوتهم التي هُجِّروا منها تحت تهديد السلاح. وإننا نؤكد أخي الكريم أنّ كل هذه الأطراف وكل العالم الظالم لن يفلح في هذه السياسات ولن يتمكن أحد من أن ينسي اللاجئ الفلسطيني حقه في عودته إلى وطنه وأرضه.

 

ـ ما أهم الفعاليات الرسمية والشعبية التي قامت بها اللجنة العليا لإحياء الذكرى الستين للنكبة؟ وما هي الفعاليات التي تعتزم إقامتها خلال الأيام القادمة؟

العقيلي: بخصوص هذه النقطة؛ نحن في اللجنة بدأنا فعالياتنا بعقد مؤتمر صحفي في التاسع والعشرين من نيسان (أبريل) الماضي، حيث أعلنّا عن انطلاق هذه اللجنة، وأكدنا خلال المؤتمر على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها وطردوا منها على يد الاحتلال الصهيوني. كما نظّمنا مهرجاناً كبيراً وحاشداً بعنوان “مهرجان العودة”، اشتمل على عدة كلمات أكدت في مجملها على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، كما تضمّن المهرجان “بانوراما” جسّدت حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين ومأساتهم ومعاناتهم على مدى ستين سنة من النكبة.

 

مسيرات ونشاطات للتأكيد على حق العودة

ونظّمت اللجنة أيضاً العديد من المسيرات والأنشطة شدّدت على حق العودة، حيث توجّهت تلك المسيرات إلى مقر الأمم المتحدة (بغزة) وأكدت على تمسّك اللاجئ الفلسطيني بحقه في العودة إلى أرضه ووطنه. كما وجّهت اللجنة عشرات الرسائل لآلاف البرلمانيين في أنحاء العالم، وخاطبتهم برسائل تعريفية بالقضية الفلسطينية وبقضية اللاجئين المشردين في أنحاء العالم والظلم الواقع عليهم. وطبعاً ردّ عدد كبير من البرلمانيين برسائل لنا مماثلة أبدوا تعاطفهم مع القضية الفلسطينية ومع قضية اللاجئين، وتمنّوا أن يزول هذا الظلم الواقع على اللاجئين الفلسطينيين، وأن تهدأ أحوالهم وأن يعودوا إلى أوطانهم المسلوبة منهم قسراً.

 

مؤتمران .. شرعي وقانوني

واللجنة عازمة أيضاً على تنظيم مؤتمرين اثنين، الأول بعنوان: “المؤتمر الشرعي لعلماء فلسطين في ذكرى النكبة الستين”. وسيرأس هذا المؤتمر الدكتور عبد الله أبو جربوع وكيل مساعد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، حيث سيتناول هذا المؤتمر قضية اللاجئين من الناحية الشرعية بمشاركة عدد كبير من العلماء المسلمين في دول العالم خاصة من فلسطين، بينهم العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. بينما يتناول المؤتمر الثاني والذي بعنوان “المؤتمر القانوني للبحث في قضية اللاجئين”؛ الجوانب القانونية لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وسيتناول أيضاً التساؤل “هل يجوز لأي أحد التنازل عن حق عودة اللاجئين؟”.

كما أنّ اللجنة ستنظم بإذن الله مسيرات كبيرة وضخمة لكبار السن، وذلك لكي يقوموا بتسليم رسائل إلى المنسق العام للأمم المتحدة وإلى وكالة الغوث الدولية وإلى منظمة الصليب الأحمر الدولية، ويؤكدون خلال هذه المسيرات على تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هُجِّروا منها قسراً على يد الاحتلال الإسرائيلي إبان النكبة عام 1948.

 

معرض ضخم وتنسيق مع الخارج

أيضاً نحن الآن نُعدّ ونجهّز لتنظيم معرض ضخم تحت عنوان “60 عاما على النكبة .. وإلى العودة أقرب”، حيث سيبدأ هذا المعرض في 13 أيار (مايو) وسينتهي في 17 أيار (مايو) في مدينة غزة، وسيحتوي على زوايا عديدة تتعلق بالعودة وقضية اللاجئين والتهجير. وكذلك تمكنّا من الانتهاء من إعداد فيلم وثائقي خاص عن النكبة، سيُعرض لأول مرة في المعرض الضخم، ثم سيوزع على وسائل الإعلام لبثه وتعريف الجمهور والعالم بقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وبالإضافة إلى ذلك؛ فقد تمكنت اللجنة من التنسيق الخارجي مع عدة دول وفعاليات شعبية من أجل تنظيم مسيرة كبيرة تشارك فيها دول ومؤسسات في دول عربية، بحيث ستكون هذه المسيرات هي مسيرات موحدة في ساعة معينة وببرنامج موحد ينطلق في لحظة واحدة. كما أنّ اللجنة تواصلت مع كافة المؤتمرات التي تُعنى بقضية اللاجئين، والتي كان آخرها المؤتمر الذي عقده فلسطينيو أوروبا في العاصمة الدانمركية كوبنهاغن.

 

ـ ونحن نتحدث عن هموم اللاجئين الفلسطينيين؛ هل لك من كلمة تخص اللاجئين الفلسطينيين في العراق، حيث أنّ مأساتهم ربما متضاعفة؟

العقيلي: هنا أقف وقفة إجلال وإكبار لإخواننا اللاجئين في العراق، والذين يعانون تشريدين ويعانون مأساتين بل مآسٍ كبيرة وجسيمة. وإنني أبدى تعاطفي مع اللاجئين الفلسطينيين في العراق الشقيق، ون

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات