الجمعة 26/أبريل/2024

وزير النقل والمواصلات المهندس زياد الظاظا في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام

وزير النقل والمواصلات المهندس زياد الظاظا في حوار مع المركز الفلسطيني للإعلام

في ذروة جولته الخارجية الأخيرة، والتي تميزت ببرنامج عمل ولقاءات واجتماعات مزدحمة؛ التقيناه، لنطرح عليه أسئلتنا عن وزارة خدمية هامة في الحكومة الفلسطينية، وكيف تعمل، وما هي العوائق التي تعترضها، فضلاً عن خططها للتطوير وأهم ما تمكنت من إنجازه رغم الحصار الجائر المسلّط على الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة .

إنه المهندس زياد الظاظا، وزير النقل والمواصلات الفلسطيني، الذي التقاه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في طهران، خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الإيرانية، فكان هذا الحوار .

 

– بداية بودنا أن نعرف من هو وزير النقل والمواصلات المهندس الظاظا؟

الوزير الظاظا: المهندس زياد شكر الظاظا هو مهندس فلسطيني خريج من کلية الهندسة في جامعة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية، ومن مواليد 1955، لديه تسعة أبناء هم خمس بنات وأربعة ذكور، منهم ثلاثة متزوجون والباقي في الجامعات والمدارس. لقد عملت في مجال شركات المقاولات في العراق والمملكة العربية السعودية بالمشاريع الكبري والنوعية جداً، سواء كانت في مجال المنشآت أو البنية التحتية، بالإضافة إلى أنني عملت في وکالة الغوث الدولية في قطاع غزة مديراً إقليمياً مساعداً للمشاريع الإنشائية في الوکالة. هذا بإيجاز. أما بالنسبة لعملي خارج التخصص؛ فأنا رجل نقابي، عملت لعامين ونصف العام في نقابة المهندسين رئيساً لها في محافظة غزة، وعضواً في مجلس نقابة قطاع غزة، فضلاً عن أنني منسق لـ “اتئلاف الخير” في قطاع غزة الذي يشمل 55 مؤسسة عربية وإسلامية ودولية، بالإضافة إلى أنني منذ 6 سنوات وحتي الآن رئيس لجمعية “مبرة الرحمة” للأطفال، وهي جمعية أهلية خيرية تعني بالطفل الفلسطيني اليتم والفقير والمحتاج ومن ذوي الاحتياجات الخاصة كالمعاقين والأطفال مجهولي الهوية، هذا بإيجاز شديد في هذا الإطار .

 

نتائج الجولة الخارجية وثمراتها

– کيف کانت نتائج الجولة التي قمتم بها لإيران؟

الوزير الظاظا: في زيارتنا برفقة دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية؛ قمنا بالاتصال بوزير النقل والمواصلات الإيراني، وعقدنا اجتماعاً معه، وناقشنا سبل التعاون بين وزارة النقل والمواصلات في فلسطين ووزارة النقل والمواصلات في إيران، والاستفادة من الإمكانيات الجبارة لدي الإخوة هنا. وقد توصلنا إلي مذکرة التعاون الفني في المجال البري والبحري والجوي، وفي هذه المذکرة ستقوم وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية بالاستفادة من إمكانيات وزارة النقل والمواصلات الإيرانية؛ في تدريب الطواقم الفنية في مجال السيارات والطيران المدني ومهندسي الطيران المدني، فضلاً عن إمكانيات صيانة طائرات “فوکر 50” التي تمتلكها خطوط الطيران الجوي الفلسطينية وهي معطّلة في مطار عمّان، بالإضافة إلي منح الجمهورية الإسلامية الإيرانية للخطوط الجوية الفلسطينية طائرة مدنية إضافية للرکاب. وبهذا نكون قد حققنا إنجازات طيبة تساعد شعبنا الفلسطيني علي الصمود، وتعزز المكانة والخدمات المقدمة للجمهور الفلسطيني، لأننا نحن في فلسطين فإنّ الاحتلال الصهيوني الغاشم قام بتدمير کل البنية التحتية للشعب الفلسطيني، وفي مجال الطيران قام بتدمير مطار غزة الدولي بشكل کامل تقريباً، أي المدرج ومواقف الطائرات والمباني والسور وبرج المراقبة وأجهزة المطار وحتي السور الخارجي له. هذا بالإضافة إلي البني التحتية لشبكات المياه والكهرباء والهاتف والاتصالات الإلكترونية وغيرها، فضلاً عن قيامه بتدمير مئات، إن لم يكن آلاف السيارات للمواطنين وللحكومة، فيما منع أيضاً دخول السيارات إيرانية الصنع إلي فلسطين، حيث في الزيارة السابقة کانت وزارة النقل والمواصلات الإيرانية من خلال شرکة “إيران خودرو” للسيارت؛ قد تبرّعت بـ 300 سيارة مختلفة الأنواع من “تكاب” إلي سيارة “سمند” إلي حافلات، ولكنّ الاحتلال الصهيوني رفض رفضاً باتاً إدخال أي سيارة من صنع إيراني. وهنا تم الاتفاق مع الأخوة بأن نشتري نحن السيارات وتقوم الحكومة الإيرانية بدفع هذه التكاليف بدلاً من السيارات الإيرانية التي کنّا نتمني أن تسير علي طرقات فلسطين، لعل الله عز وجل أن يجعل الإنسان المسلم في إيران وفي کل دول العالم أن يسير أيضاً في شوارع فلسطين آمناً مطمئناً، ويصلي في باحات القدس والأقصي آمناً مطمئناً إن شاء الله .

 

– وماذا عن نتيجة زيارتكم للدول العربية؟

الوزير الظاظا: في زيارتنا برفقة دولة رئيس الوزراء الفلسطيني الأستاذ إسماعيل هنية إلي الجمهورية العربية السورية؛ قمنا أيضاً بالتوقيع علي مذکرة التعاون الفني بين فلسطين وسورية، بالإضافة إلي قيام الوفد المرافق معي بزيارة ميناء طرطوس وميناء الصيادين في جبله للاطلاع علي الميناء والصيادين هناك، حتي نستفيد منها في مشروع ميناء الصيادين في غزة الذي تأخّر کثيراً من خلال تدمير الاحتلال الصهيوني، وهو يحتاج إلي عمليات التأهيل والترميم الكبيرة جداً التي تصل إلي تسعة ملايين دولار، ولكننا الآن نحن نحتاج إلي حماية رصيف كسر الأمواج في هذا الميناء حتي لا ينهار الميناء تماماً، بما ينجم عنه بالتالي تدمير شامل للمرکبات أو المراکب والزوارق الخاصة بالصيادين الذين مُنعوا من رکوب البحر منذ أکثر من خمسة أشهر نتيجة إغلاق البحر أمامهم من قبل الاحتلال الصهيوني، هذا بالنسبة للجمهورية العربية السورية .

وبالنسبة إلي دولة قطر الشقيقة؛ فنحن سنقوم إن شاء الله بزيارة خاصة في هذا المجال، حتي نتباحث في القضايا التخصصية في إطار وزارة النقل والمواصلات. وفي زياراتنا المقبلة إلي ترکيا الشقيقة (الاثنين 11/12)؛ سنتناول هناك سبل تعزيز التعاون بين وزارتي النقل والمواصلات في فلسطين وترکيا الشقيقة، لأننا نبحث عن إمكانية الاستفادة من الطواقم والإمكانات الفنية العالية والراقية في دولنا العربية والإسلامية، حتي لا نخرج خارج هذه الدائرة، لأننا نتصوّر ونعمل جاهدين لأن تكون قضية فلسطين في دوائرها الثلاث: الفلسطينية والعربية والإسلامية بالدرجة الأولي، ثم في دائرة واسعة هي الدائرة الإنسانية .

بالنسبة لجدول الزيارات ضمن هذه الجولة فقد كان مضغوطاً جداً، فلابد من الاستفادة من الوقت حتي نستطيع أن نستثمر جميع أوقاتنا وإمكاناتنا من أجل خدمة شعبنا وقضيتنا، وهي قضية فلسطين، القضية المرکزية، بل هي قضية القضايا بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية .

 

المشكلات التي تعاني منها وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية

– ما هي أهم المشكلات التي تعاني منها وزارتكم؟

الوزير الظاظا: نحن في وزارة النقل والمواصلات كغيرنا في كل الوزارات الفلسطينية؛ نعاني في مجالات كثيرة. فالعدو الصهيوني قام بتدمير البنية التحتية بالكامل، بمعني أنّ الطرق قد دمّرها سواء کانت الطرق معبّدة أو ترابية، وقام أيضاً بتدمير آلاف السيارات للمواطنين وللحكومة، بالإضافة إلي تدمير الكثير من المباني والمنشآت، وتدمير مطار غزة الدولي الذي يحتاج إلي إعادة بناء بكلفة تصل إلى أکثر من مائة مليون دولار، ولكن حتي يعود لمثل ما كان عليه قبل خمسة شهور يحتاج إلى سبعة وعشرين مليون دولار. أيضاً تم تدمير لميناء غزة، وحصاره لبحر غزة، وتأثير ذلك واضح علي ميناء الصيادين .

هذا فضلا عن أنّ البنية الأساسية للوزارة أصبحت غير قادرة علي أن تتابع جميع الأمور بشكل واضح، فعلي سبيل المثال الوزارة معظم مبانيها ومنشآتها مستأجرة، وهذا عبء کبير علي کاهل وزارة المالية والحكومة، بالإضافة إلى أنّ الوزارة تفتقر نتيجة تقطيع الأوصال (بالأراضي الفلسطينية) ونتيجة لعمليات التدمير والاجتياحات المتكررة في الضفة الغربية إلي التواصل، ونحن نحاول أن نستفيد من التكنولوجيا المتقدمة باستخدام الحاسوب والإنترنت، واستخدام الربط التلفزيوني (فيديو کونفرنس)، لكن أيضاً هذه المسألة تحتاج إلي تمويل لتوفير الأجهزة الخاصة بالتواصل بين قطاع غزة والضفة الغربية بنظام ربط تلفزيوني، أو عن طريق ربط قطاع غزة والضفة الغربية بأجهزة حاسوب كاملة ومتكاملة للارتقاء بخدمة المواطن، والارتقاء أيضاً بنوعية الخدمة وتوثيقها لدي وزارة النقل والمواصلات. فالعدو الصهيوني ما دُحر من قطاع غزة إلاّ وكان قد دمّر الكثير الكثير من البنية التحتية لكل المؤسسات والوزارات للسلطة الفلسطينية. بل إنّ الوزارت تم قصفها بالصواريخ، مثل وزارة الداخلية والخارجية والتخطيط والاقتصاد الوطني .

 

– ولكن من الواضح أنّ وزارة النقل والمواصلات تضرّرت أکثر من باقي الوزارات من خلال تدمير الطرق والجسور والبنية التحتية، أليس كذلك؟

الوزير الظاظا: .. أجل، فمثلاً بشأن الجسور قام العدو الصهيوني بتدمير الجسر الواصل بين بيت حانون وقطاع غزة، الذي بني ثلاث مرات، وكلما قام باجتياح منطقة في بيت حانون كان يقوم بتدمير جسر. ونحن الآن سنعمل علي بناء الجسر من جديد، ونحتاج إلى جهود وأجور لإعادة إنشائه بالإضافة إلي الجسرين القائمين علي وادي غزة، وهو الوادي إلى يفصل قطاع غزة إلى شطرين: مدينة غزة والشمال من جانب والمحافظات الوسطي والجنوب من جانب آخر، وهذان الجسران قد دُمِّرا تماماً بصواريخ من طائرات “إف 16″، بالإضافة إلي جسر مشاة لتنقل طلاب المدارس من منطقة المغراقة الي المدرسة الخاصة بهم .

إنّ إنشاء هذه الجسور من جديد هي تكاليف إضافية وأعباء زائدة علي کاهل الشعب الفلسطيني وحكومته، فالحكومة الفلسطينية لا تعاني فقط من الحصار الظالم من قبل الصهاينة والأمريكيين؛ ولكنها كذلك من القصف الداخلي الذي يوثر على كل البنية التحتية، ومن هنا لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي دون إعادة إنشاء هذه الجسور، لأنها حلقة الوصل الوحيدة لسكان قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه قرابة مليون وثلاثمائة ألف نسمة .

العدو الصهيوني لايترك شيئاً سالماً، فالآلاف من الكيلومترات الطولية من الطرق في قطاع غزة والضفة الغربية تم تدميرها وتجريفها أو تخريبها. إذ تأتي جرافات ودبابات لتقطع الطريق في مكان ما، فيصبح غير صالح لاستخدام السيارات، وعليه نقوم بإعادة صيانة هذا المكان؛ فتتكرّر عملية الاعتداء يوماً بعد آخر؛ وهو ما يرهق کاهل الحكومة والشعب الفلسطيني .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات