الثلاثاء 21/مايو/2024

قلق صهيوني من تعاظم قدرات المقاومة لدى حماس عدداً وعتاداً

قلق صهيوني من تعاظم قدرات المقاومة لدى حماس عدداً وعتاداً

أبدت أوساط عسكرية صهيونية قلقاً كبيراً من ما سمته “تعاظم” قوة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الأراضي الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة. كما اعترفت تلك الأوساط بعجز الأجهزة الاستخباراتية الصهيونية عن تقدير الحجم الحقيقي لقوة حركة “حماس”، وهو الحال ذاته بالنسبة لقوة “حزب الله” اللبناني التي فاجأت الصهاينة.

ويتحدث تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس (5/10)، عن قيام حركة حماس بتأسيس قوة عسكرية مسلحة ومدربة في قطاع غزة تضم حتى الآن نحو سبعة آلاف وخمسمائة مقاتل، تختلف عن “ميليشيات مسلحة”، في أطر عسكرية معروفة مع خبرات مهنية، حسب تعبير مصدر عسكري صهيوني.

– أطر عسكرية وخبرات مهنية

ويصف المصدر للصحيفة “القوة العسكرية بأنها منظمة في أطر عسكرية معروفة مع خبرات مهنية، حيث أنّ هناك وحدات لنار الصواريخ قصيرة المدى ووحدات للصواريخ بعيدة المدى ووحدات مضادة للدبابات، ووحدات قناصة وغيرها”.

وحسب تقدير مصادر استخبارية، كما تقول الصحيفة؛ فإنّ تدفق الوسائل القتالية والخبراء العسكريين والأموال للقطاع لم يتوقف، متوقعة أنّ القوة العسكرية لحماس ستصل إلى نضج تنفيذي يتيح لها مواجهة ناجعة مع قوات الجيش الصهيوني بدءاً من الصيف القادم.

وأضاف المصدر أنّ هناك قدرة دفاعية حيال نشاطات الجيش الصهيوني في القطاع، وكذلك قدرة على مهاجمة المستعمرات اليهودية في الأراضي المحتلة عام 1948 من خلال صواريخ بعيدة المدى وعمليات برية لقوات تتسلل عبر أنفاق.

وتابعت المصادر ذاتها تقول “إنّ تعاظم قوة جيش حماس محسوب ومخطط كجزء من خطة بعيدة المدى، ومنذ تشكيل حكومة حماس لم يتوقف بناء القوة العسكرية حتى ولو ليوم واحد، لا بسبب المواجهات الداخلية ولا بسبب العمليات العسكرية” الصهيونية.

– صواريخ مطورة

وفي إطار القدرة الدفاعية؛ يضيف التقرير الصحفي العبري، أنه يمكن العثور في المدن ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة على مخازن تجمع فيها الوسائل لوضع العبوات والعراقيل ضد قوات مدرعة من الجيش الصهيوني، مدعياً أنّ هناك أدلة على إدخال صواريخ مضادة للدبابات متطورة يُفترض أن تمس بسيارات قتالية ثقيلة.

وتحدث التقرير كذلك عن إنتاج صواريخ قصيرة المدى مخصصة لضرب سيارات مدرعة، ومحاولة من جانب حركة حماس لإلغاء تفوق الجيش الصهيوني الذي تتحرك قواته بعربات مدرعة، مضيفاً أنّ بناء القدرة الهجومية لحماس يقوم على أساس أنفاق تخرج من قطاع غزة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وعلى أساس سلاح صاروخي.

وحسب التقديرات التي يوردها التقرير؛ فإنّ حماس توجد في مرحلة متقدمة جداً من إنتاج مواد متفجرة صامدة، تسمح لها بجمع كميات كبيرة جداً من صواريخ “القسام”، مقابل المواد المتفجرة القائمة في السلطة والتي “تشيخ” وتفقد قدرتها في غضون وقت قصير نسبياً، مضيفاً أنّ “حماس تجري تجارب على (صواريخ) القسام من مرحلتين يتيح تمديد مدى الصواريخ ببضعة كيلومترات أخرى”.

ويقول تقرير الصحيفة إنّ صواريخ “غراد” روسية الصنع، التي تنتمي إلى عائلة الكاتيوشا قصيرة المدى؛ تُجمّع بشكل واسع في القطاع، مشيراً إلى أنّ كل هذه المنظومة يسيطر عليها جهاز مركب جداً يعنى بتهريب الوسائل القتالية إلى القطاع من سيناء، وشراء الوسائل القتالية من الخارج، وتجنيد الأموال، واقتناء المعرفة من خلال خبراء يصلون إلى القطاع.

– جهاز استخبارات

أما في الكيان الصهيوني؛ فهناك اعتراف رسمي بصعوبة التقدير الدقيق لكمية الأنفاق لتهريب السلاح والمواد المتفجرة، العاملة في محور صلاح الدين (الفاصل بين مصر وغزة). ويزعم التقرير في هذا الصدد أنّ هناك عشرات الأنفاق المتطورة، المشقوقة بشكل مهني، والمزودة بسكك وآليات تسير على دواليب تتيح النقل السريع للمعدات من الجانب المصري إلى أراضي قطاع غزة.

وتشير المصادر إلى أنه في الشهر الأخير فقط، وعلى مسافة كيلومتر واحد فقط؛ اكتُشف اثنا عشر نفقاً، وحسب المصادر العسكرية الصهيونية؛ فإنّ هذه “قطرة في بحر”، إذ أنّ “محور صلاح الدين محروث بالانفاق، ونقل خمسة أطنان من المواد المتفجرة ذات المواصفات في ليلة واحدة أصبحت مسألة اعتيادية”، وفق مزاعم الصحيفة.

وبالتوازي مع القوة العسكرية المادية؛ تقول الصحيفة العبرية إنّ “حماس” تستخدم جهاز استخبارات داخلي لديها يجمع معلومات عن الجيش الصهيوني، وعن طبيعة عمله، وكذلك عن الوسائل القتالية في حوزته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات