الأحد 19/مايو/2024

عائلات قادة المقاومة في صدارة المستهدفين.. عندما تتساوى الدماء على طريق الجهاد

عائلات قادة المقاومة في صدارة المستهدفين.. عندما تتساوى الدماء على طريق الجهاد

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في حربٍ غير متكافئة، لا في العدد ولا في العتاد، دأب العدو الصهيوني على الاستمرار في سياسة اغتيال أبناء قيادات المقاومة، وعلى رأسها قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك في محاولة منه لتحقيق ما عجز عنه في الميدان من مواجهة أبطال المقاومة، ليُعلن -من جهة- عن انتصار هشِّ أمام خصم أعزل، ومن جهة أخرى يحاول أن يَفُتّ في عضد القادة وينال من عزائمهم، حسب ما يتمنى.

لا يستند كيان الاحتلال في صراعه مع الشعب الفلسطيني إلى أي قانون إلا قانون الرغبة في الانتقام؛ حيث إن كل عائلات قيادات المقاومة التي استهدفها لم تكن ضالعة في اشتباك مسلح مع الاحتلال، بل إنهم مدنيون عُزّل وغالبا ما يكون من بينهم نساء وأطفال، بل إن الاحتلال لا يسعى لتبرير جرائمه أمام المجتمع الدولي، ويتباهى بها، نظرًا لما يتمتع به من حصانة أمريكية وأوروبية تحميه من المساءلة القانونية وتدفع عنه في كل المؤسسات الدولية.

بالمقابل، رفعت قيادات المقاومة شعار “الدماء المتساوية”، وهو ما عبّر عنه نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الشهيد الشيخ صالح العاروري الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في نوفمبر الماضي؛ حيث أكد في حديثٍ سابق أن الحركة تسلك نهج “الدماء المتساوية”، وهي صادقة في ذلك، فليست دماء قادة المقاومة -كما قال العاروري- بأغلى من دماء أيٍّ من أبناء الشعب الفلسطيني.

الشيخ صالح العاروري
الشيخ صالح العاروري

عائلة هنية

ومن بين أبرز جرائم اغتيال أبناء قادة المقاومة، نفّذ جيش الاحتلال في أول أيام عيد الفطر المبارك، عملية اغتيال بحق أبناء وأحفاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية؛ حيث استهدف بغارة جوية أبناءه الثلاثة (محمد وأمير وحازم)، بالإضافة لأربعة من أحفاده، ما أدى لاستشهادهم جميعًا، فيما اعتبر جيش الاحتلال هذه الجريمة ضمن سياسة ردع القادة بهدف التنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني في مفاوضات وقف العدوان.

أبناء هنية الشهداء
أبناء هنية الشهداء

وجاء تعليق هنية على هذه الفاجعة، على غير ما يتمنى العدو، ولا ما يتوقع الصديق؛ حيث أظهر رباطة جأش وثبات لافتين، وقال: إن “كل أبناء شعبنا وكل عائلات سكان غزة دفعوا ثمنًا باهظًا من دماء أبنائهم، وأنا واحد منهم.. وما يقرب من 60 من أفراد عائلتي ارتقوا شهداء، شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”.

تاريخ من الاغتيالات

وفي محطات سابقة من تاريخ صراع الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني، دفع عدد من القادة فاتورة جهادهم من دماء أبنائهم، ومنهم سبيل المثال، قدّم الدكتور خليل الحية- رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حماس، وقائد فريقها التفاوضي حاليًا– عددًا كبيرًا من أبنائه وأفراد عائلته، وكذلك الدكتور محمود الزهار، والمهندس عيسى النشار، وغيرهم الكثير من الكوادر في كافة المستويات القيادية للحركة.

كما ارتقى من أبناء قيادات الحركة أيضاً ابنة و8 من أحفاد رئيس المجلس التشريعي بالإنابة الدكتور أحمد بحر (الذي استشهد هو أيضًا في بداية الحرب)، وابن وابنة وزوج وأخت وحفيدة عضو المكتب السياسي فتحي حماد، واثنان من أبناء عضو المكتب السياسي ياسر حرب.

عدد من أبناء الدكتور محمود الزهار استشهدوا بنيران الاحتلال
د. محمود الزهار

كذلك، استشهد ابن عضو المكتب السياسي نزار عوض الله، وابنة وحفيد عضو المكتب السياسي محمود الزهار، ووالدة عضو المكتب السياسي باسم نعيم، وابن نائب القائد العام لكتائب القسام مروان عيسى، و3 من أبناء و8 من أحفاد عضو المكتب السياسي كمال أبو عون، وابن عضو المجلس العسكري للقسام عماد عقل، وابن عضو المجلس العسكري للقسام أبو عمرو عودة، واثنان من أبناء قائد لواء رفح أبو أنس شبانة، وأسرة عضو المكتب السياسي أبو جهاد الدجني كلها.

واستهدفت قوات الاحتلال في حرب 2014 عائلة القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري الحركة حماس، محمد الضيف، ما أسفر عن استشهاد زوجته وابنته ونجله الرضيع.

الهدف والنتائج

يحاول الاحتلال في كل مرة يُنكّل فيها بأبناء وعائلات قيادات المقاومة أن يُشكّل حالة من الردع العام، يمكن من خلالها -حسب تصوره- أن يُشكك المجتمع الفلسطيني في قدرة المقاومة على حماية عائلاتها ومن ثم حماية المواطنين من باب أولى، لكنه يُفاجأ في كل مرة بأن أهدافه لم تؤتِ أكلها، وأن الشعب الفلسطيني متمسك بمقاومته ومن يمثلها، وأن الدماء فاتورة يدفعها الكل الفلسطيني، لا فرق في ذلك بين جندي وقائد، ولا بين سياسي وآحاد الناس.

وفي استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني للدراسات المسحية، قبل شهر أظهر أن هنية سيحصل على 70% من الأصوات إذا ترشح مقابل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما أظهر الاستطلاع تأييدًا كبيرًا لـ “طوفان الأقصى”؛ حيث اعتقد ثلاثة أرباع الفلسطينيين أن هجوم “طوفان الأقصى” وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام.

ومع اتخاذ حالة الحرب الدائرة منحنى الهبوط، فيما لم يحقق الاحتلال أيًّا من أهدافه التي ارتكب في سبيلها أبشع الجرائم على مدار أكثر من 7 أشهر، ومن بينها محاولة تركيع قيادات المقاومة أمام مطالب الاحتلال من خلال استهداف عائلاتهم، بينما بقي القادة متمسكين بمطالب شعبهم، ماضين نحو دحر الاحتلال، في أشرس حرب عرفها التاريخ الحديث، ضاربين أروع الأمثلة في تقديم أغلى ما يملكون على طريق الحرية والجهاد واسترداد الحقوق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات