الأحد 05/مايو/2024

سلوك بايدن وإدارته بعد (طوفان الأقصى) عقَّدَ الأزمة وصعَّبَ الحلول!

رأفت مرة

سقط الرئيس الامريكي جون بايدن سقطة سياسية مروعة يوم السبت 7 تشرين الاول/ أكتوبر، بعدما نفذت كتائب القسام عملية (طوفان الأقصى) المذهلة.
صدم بايدن من هول العملية ونتائجها، وحق له أن يصدم نظرا لطبيعة العملية، ونتائجها الاستراتيجية على الكيان الصهيوني والمنطقة.
نتنياهو سقط أيضا وصدم هو وفريقه العسكري والأمني والسياسي..
لكن سقطة بايدن ليست مثل سقطة نتنياهو..
من الطبيعي أن يصدم نتنياهو وكيانه من العملية، ومن الطبيعي أن يشعر بخطورتها ونتائجها الكارثية عليه، ومن الطبيعي أن يرد عسكريا على غزة وحماس والفلسطينيين.
لكن سقطة بايدن رئيس الولايات المتحدة كانت مختلفة..
سارع بايدن إلى التصدي لعملية (طوفان الأقصى) بنفسه. تلقفها بصدره، جعلها أولوية، تصرف بايدن بطريقة جعلت عملية طوفان الأقصى كأنها موجهة إلى الولايات المتحدة وليس إلى احتلال عمره 75 عاما..
تصرف بايدن بطريقة جعلت أن كتائب القسام ضربت واشنطن ونيويورك وليس (سديروت وناحال عوز)..
تصرف بايدن بطريقة جعلت أن الجيش الذي انهار هو المارينز وليس لواء غولاني وفرقة غزة.
منذ أن سمع بعملية طوفان الأقصى، قدم بايدن دعما سياسيا وعسكريا وأمنيا هائلا لنتنياهو، عزز وضعه الداخلي وأرسل وزير خارجيته بلينكن كي يؤثر على دول المنطقة، وأمن بايدن لنتنياهو دعما مباشرا وقويا من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وضغط على الدول العربية، وعرض فكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة، وأعطى نتنياهو رخصة بالقتل اللامتناهي وباجتثاث حماس، وإعادة رسم خارطة المنطقة بدونها.
تطرف بايدن إلى أبعد حدود، ووصل إلى تل ابيب معتبرا أن المعركة معركته، ثم أرسل قوات عسكرية ضخمة إلى المنطقة للضغط على حماس والدول العربية وأي دولة تفكر في معارضة الموقف الامريكي.
دخول الإدارة الأمريكية بهذا المستوى والعمق من الدعم اللامحدود لحكومة نتنياهو وفر غطاء للجرائم الإسرائيلية للانتقام من الفلسطينيين، وعقد الازمة في المنطقة، وضغط باتجاه محاصرة او منع اي مبادرة للحل، وزاد من قلق دول مثل إيران وروسيا والصين، وهدد عدد من الدول التي تخاف من التصعيد العسكري ونتائجه مثل الاردن ومصر، وتجاهل مصالح السلطة الفلسطينية، وحاصر مجلس الأمن والأمم المتحدة، وحاول طمس مواقف منظمات دولية، وعطل اي جهد انساني لإغاثة قطاع غزة.
سقط بايدن في حفرة صنعها بنفسه، مع فريقه، واتخذ مواقف سمح بموجبها للاحتلال باستخدام العقاب الجماعي والتجويع والطرد والعنف والتدمير الواسع، وتجاوز القانون الدولي، وأدت مواقف بايدن إلى نتائج مروعة من الضحايا والعنف والتدمير والابادة، لدرجة أجبرت الامين العام للأمم المتحدة غيتيرش للتنديد بعنف بهذا السلوك.
سلوك بايدن وادارته عقد الازمة وهدد الامن والسلم والاستقرار في العالم، وأطال أمد المواجهة بين حماس والاحتلال، وزاد من معاناة الشعب الفلسطيني، وهدد بتوسيع دائرة العنف في المنطقة وانضمام قوى أخرى للمواجهة.
سلوك إدارة بايدن هذا أخر التهدئة ورفع من ثمن وقف إطلاق النار ووقف المعركة، وصار بايدن بحاجة إلى تسجيل انتصارات وإلى اثمان للتوقف، تزيد او تختلف عن الأثمان التي يريدها نتنياهو.
وأعطى بايدن لنتنياهو فرصة لإطالة المعركة والتهرب من المساءلة الداخلية حيث ينتظره وفريقه مستقبلا قاتما.
ويخشى من هذا السلوك النازي لإدارة بايدن أن يدفع جهات في المنطقة لاستهداف الوجود الأمريكي بغية تدفيع واشنطن ثمن سياستها.
يعرف بايدن أكثر من غيره ان الكيان الصهيوني يضعف ويتراجع، ويعرف بايدن ان الجيش الإسرائيلي ليس في وضع يسمح له بتحقيق الاهداف المرفوعة.
لذلك فأن الوقت يمضي نحو المزيد من الخسائر المدنية الفلسطينية ومزيد من التعقيد السياسي.
بالتالي لا يوجد حل إلا أن يفهم بايدن ويتراجع عن نازيته ويسمح بإيجاد حلول واقعية..
على بايدن إنقاذ نفسه وادارته والتضحية بمستقبل نتنياهو الذي سينتهي قطعا..
والاقتناع انه لا يمكن استئصال حماس والشعب الفلسطيني..
عودة بايدن عن تطرفه خطوة فاعلة في وقف الأزمة وانقاذ المنطقة..
هل يفعلها؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...