حماس تصنع التاريخ!

اليوم نحن أمام مرحلة تاريخية ومحورية في مسير المواجهة مع الاحتلال الصهيوني. فعلى مدى قرن من الزمان ارتكب الاحتلال الصهيوني جرائم بشعة ضد شعبنا الفلسطيني المظلوم، وللأسف بمباركة من المجتمع الدولي الذي ينافق وينافق هذا الكيان المجرم، ولا يلتفت إلى عذابات وجراحات شعبنا الفلسطيني.
إننا في فلسطين في عملية دفاع مستمرة عن أنفسنا لاستعادة حقوقنا المشروعة التي فشل المجتمع الدولي أن يعيدها لنا، ولذلك خضنا هذه المعركة اليوم تحت شعار أقصانا، لنقول للعالم أننا في سيف القدس الأولى حددنا المسار ووضعنا قوانين التعامل مع جرائم المحتل التي يرتكبها في كل فلسطين، وفيها رأى العالم عدالة قضيتنا، وتراجعت رواية الصهاينة المجرمين، إلا أننا لاحظنا أن البعض يحاول الالتفاف على قضيتنا العادلة، ويحاول أن يطمسها ويذيبها، وأن يتم نسيانها، بل إن البعض وبعد انهيار منظومة صفقة القرن والاتفاقات الإبراهيمية، أراد أن يكافئ الاحتلال الصهيوني بدلاً من أن يجرمه ويحاسبه فذهب إلى ما يسمى بالتطبيع واهماً انه يمكن ان يوفر له الحماية.. إننا لن نسمح لأحد أن يضيع الحق الفلسطيني، ولا أن يلعب بالحق الفلسطيني، لذلك غافل رجال المقاومة اليوم في فجر القدس، بمعركة “طوفان الأقصى”، واجترحت معادلة جديدة في الصراع، يفرض حقائق ميدانية لم تفلح جيوشاً أن تحققها.
فبعد معادلات الرعب وحرب المغاوير، وتحميل العدو الصهيوني تكلفة اقتصادية وأمنية لاحتلاله فخرج من قطاع غزة في ٢٠٠٥، تقوم المقاومة اليوم بمعادلة بطولية باسلة تفرض فيها معادلات عسكرية، فقوات القسام المباركة لازالت حتى كتابة هذه السطور متواجدة على أراضينا المغتصبة في المستوطنات الصهيونية في غلاف غزة العزة، وقد أسرت عشرات الجنود الصهاينة، وغنمت عربات ودبابات صهيونية، واستطاعت صواريخ المقاومة برشقاتها المتواصلة أن تحدث تدميرا حقيقيا في البنية التحتية للمجتمع الصهيوني، وللمنظومة العسكرية الصهيونية، كما نجحت في قتل بعض من رموز الإجرام الصهيوني ومنهم رئيس مجلس المستوطنات المجرم.. وهي بذلك حررت حتى اللحظة جزء من أراضينا المغتصبة، ورفعت علم العزة والحرية عليها.
في ذات السياق كرست المقاومة مفهوم الصدمة والمباغتة، وكشفت ثغرات أمنية في صفوف آلة الحرب الصهيونية حيث استطاعت أن تخترق كل التجهيزات الأمنية والعسكرية التي يتباهى فيها الاحتلال. إن هذا التقدم في معادلة الصراع مع العدو يؤكد على أن نظرية “ادخلوا عليهم الباب” القرآنية، معادلة يمكن تحقيقها وأن التحرير لم يعد حلماً، بل حقيقة ممكنة. ولتتحول المقاومة إلى أيقونة ملهمة للشباب الفلسطيني ولشباب الأمة الإسلامية للوقوف إلى جانبها في معركة التحرير القادمة بإذن الله.
كل ذلك يصب في رفع معنويات شبابنا البطل في كل فلسطين الذين قادوا معركة المواجهة في الضفة الغربية، وكسروا معادلات الأمن التي كانت تمنع السلاح، ليصبح السلاح بين أيادي الشباب في الضفة الغربية من كل الفصائل الفلسطينية.. ويأتي من كل المصادر داخلياً وخارجياً، ويؤكد هشاشة هذا المعتدي الظالم أمثال ابن غفير وسمورتيش ونتنياهو.
في المقابل فإن ما نراه من مواقف مشرفة للأمة الإسلامية رسمية كانت أو شعبية، تشكل رافعة جدية للموقف الفلسطيني في معركة التحرير، وإننا نقول لأمتنا لقد طويت صفحة الكيان الصهيوني، وما هي إلا فترة زمنية قد يكون فيها صعوبات وامتحان صعب، فإننا في المقاومة نفهم تماماً ماذا تعني خوض مثل هذه المعارك ومن هذا النوع، إلا أن من يريد الانتصار عليه بأخذ الأسباب، وكلها أسباب ذات الشوكة.. وإن التجارب الإنسانية وليست المسلمة فقط، تقول إنه بالتضحيات فقط تحصد النصر، فعلينا بالصبر وعلينا بالإقدام ونشر صور البطولة والبسالة التي يقوم بها المقاوم الفلسطيني اليوم في صفوف الأمة كلها، وعلينا محاصرة المحتل الصهيوني ومعاقبته وليس مكافأته، ووقف كل مسلسل التطبيع المخزي.
إن الفعاليات الشعبية من سيريلانكا إلى إندونيسيا وباكستان والجزائر وإيران والعراق وسوريا وكل العالم العربي والإسلامي، وأحرار العالم في القارات الخمس، وتبدل الكثير من المواقف الرسمية لحماية الحق الفلسطيني ومقاومته وإدانة المحتل الصهيوني، لعلامة واضحة على انتصار الدبلوماسية المقاومة لشعبنا الفلسطيني إلى جانب مقاومته الميدانية وانتصاراته العسكرية وكل ذلك يصب في قرب معركة النصر، فعلينا أن نعد أنفسنا لهذه المعركة، بكل ما نملك من وسائل، ومنها تكريس رواية الحق والعدالة للشعب الفلسطيني، وتقديم الدعم الشامل في كل المجالات في معركة التحرير حتى يتم الوعد الحق، (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي باس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا).
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام تقتل وتجرح عددا من جنود الاحتلال جنوبي القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قتل وجرح عدد من جنود الاحتلال، بتفجير منزل شرق خانيونس، جنوبي...

الصليب الأحمر: أوامر الإخلاء تزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية بغزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن التراجع المتسارع في قدرات النظام الصحي في قطاع غزة، في ظل "أوامر الإخلاء"...

الحرس الثوري يدعو سكان تل أبيب للإخلاء وإيران تتوعّد بضربة كبيرة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الإسعاف الإسرائيلي أن عدد القتلى الإسرائيليين في الهجوم الإيراني الأخير ارتفع إلى 11، والمصابين إلى...

الاحتلال ينفذ حملة قمع شرسة ضد الأسرى داخل السجون
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام نفّذت قوات القمع التابعة لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، خلال الأيام الماضية، سلسلة اعتداءات وحشية بحق أسرى...

الأورومتوسطي: مؤسسة غزة الإنسانية شريك مباشر في آلة القتل والتجويع الإسرائيلية
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن "مؤسسة غزة الإنسانية" مسؤولة على نحو مباشر عن تصاعد الجرائم الإسرائيلية...

مقتل جندي اسرائيلي بانفجار عبوة ناسفة بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جندياً قتل جندي إسرائيلي في المعارك الدائرة في قطاع غزة. ونقلت وسائل الإعلام...

باكستان: يجب وقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإيران
إسلام أباد – المركز الفلسطيني للإعلام قال وزير الدفاع الباكستاني خواجه آصف إن العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني توسع ليشمل اليمن والآن إيران....