الإثنين 29/أبريل/2024

الأقصى في دائرة الاستهداف الفعلي.. حرق المراحل ودعوات للفعل والنصرة

الأقصى في دائرة الاستهداف الفعلي.. حرق المراحل ودعوات للفعل والنصرة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

عدوان صهيوني همجي يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، منذ بدء الأعياد اليهودية في شهر سبتمبر الماضي، عبر كثافة اقتحامية غير مسبوقة، ومحاولات لحرق المراحل وصولا إلى التهويد الشامل والإحلال الكامل، وبناء الهيكل المزعوم.

وتواصل قوات الاحتلال فرض إغلاق مشدَّد على مدينة القدس تزامنًا مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، صباح اليوم الأربعاء.

الاحتلال الصهيوني عمد في الأعياد اليهودية إلى تشديد إجراءاته وتكثيف الاقتحامات للمستوطنين في مسعى لكسر رقم قياسي، في إطار محاولات التهويد الشامل

وكما يواصل المستوطنون استفزازاتهم بالبلدة القديمة بالقدس قرب باب المجلس، حيث حملوا القرابين النباتية وأدّوا صلوات وطقوسًا تلمودية، حيث تجوَّلت مجموعات من المستوطنين في طريق الواد قرب باب المجلس بحماية قوات الاحتلال.

ومن المتوقع أن تكون اليوم الأربعاء وغدًا الخميس ذروة عدوان “عيد العُرش” حيث إنهما مخصصان للاحتفال، ما يجعل المستوطنين أكثر حريةً.

وتتعامل “جماعات الهيكل” مع اقتحام غدٍ الخميس باعتباره ختام اقتحام العرش، وقد دعت لاقتحامين مركزيين مع شخصياتٍ متطرفةٍ يهوديةٍ مشهورةٍ.


من جانبها، أوضحت المرابطة خديجة خويص، أكّدت أنه لا يجوز أن يغيب مشهد الرباط عن الأقصى في ظل ما يتعرَّض له من عدوان يهوديٍ. ودعت “خويص” كل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى بالتواجد والرابط لإفشال مخطَّطات الاحتلال ومستوطنيه.

بدوره أكّد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، أن مشاهد العربدة التي ينفذها الاحتلال ومستوطنوه ينذر بما سيحدث للأقصى خلال المرحلةِ القادمة. وحذَّر “عبيدات” من أن يصبح مصير المسجد الأقصى كمصير المسجد الإبراهيمي، الذي يُستباح بالكامل.

وكانت حركة حماس قد أكدت أن ما يجري في المسجدين الأقصى المبارك، والإبراهيمي في خليل الرحمن، يعكس كراهية الاحتلال لكل الأديان والقيم الإنسانية والحضارية، ويعبّر عن غطرسته وصلفه في الاعتداء على شعبنا الفلسطيني. وشدَّدت على أن شعبنا الفلسطيني المجاهد لن يسمح للاحتلال بأن يحوّل المسجدين الأقصى والإبراهيمي إلى ثكنة عسكرية ومزار ديني لشذَّاذ الآفاق من المستوطنين المارقين، وسيتصدَّى لكل سياسات ومخطَّطات الاحتلال الرامية لتهويد المسجدين والسيطرة على مدينة القدس. وأشادت بصمود المرابطين والمرابطات الذين يصدحون بصوت التكبير ويهزون به هشاشة قوات الاحتلال ومستوطنيه.

هرولة المطبعين

وقال نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين، إن العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى في هذه الأيام، هو ديدن هذا الكيان، ويعبر عن طبيعته الوحشية.

وأضاف تكروري في حديث لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” أن ازدياد السحل والاعتداءات على المرابطين والمرابطات في القدس، جاء بعد هرولة المطبعين إلى الكيان، فأعطوه الضوء الأخضر، وأشعروه بعدم اكتراثهم كحكام لهذه الأمة، بما يجري للشعب الفلسطيني وللمقدسات الإسلامية.

اقرأ أيضًا: تكروري: علينا الانتقال لمربع الفعل بشأن العدوان الهمجي على الأقصى

وأوضح أن لا ينبغي أن نبقى نجتر الكلمات بخصوص ما يجري، وعلينا الانتقال إلى مربع الفعل، ويجب أن يكون القول مواكبا للفعل.

وتحدث عن 3 واجبات للرد على جريمة الاحتلال، فأهل فلسطين مدعون بكل قدرهم للانطلاق إلى المسجد الأقصى، وما عدا ذلك هزيمة فيها زوال، والصبر أهون من الزوال.

والواجب الثاني وفق تكروري، هو تحرك فلسطينيي أوروبا، داعيا إياهم للحشد على أبواب السفارات في العواصم ومقرات الحكومات التي تدعم هذا الكيان، كي تعلم هذه البلاد أنها زرعت الإجرام في فلسطين.

وأما الواجب الثالث فهو دعم الفلسطينيين ماديا ومعنويا وإعلاميًّا في كل المحافل، وتقديم كل ما بوسع الأمة والأحرار لنصرة المسجد الأقصى المبارك.

سلسلة تهويدية

أكد الشيخ علي اليوسف -أحد علماء فلسطين- أن العدوان الصهيوني على المسجد الأقصى هو ضمن سلسلة تآمرية تهويدية إحلالية، يريد الاحتلال من خلالها حرق المراحل، واستغلال الأعياد اليهودية لتنفيذ المخطط بالسيطرة على الأقصى.

وقال اليوسف في تصريح لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن هدف الصهاينة الكبير في الأقصى، هو التدمير وبناء الهيكل المزعوم، على أنقاض المسجد.

وأوضح أن الاحتلال يحتل المناطق الشرقية من المسجد أوقات الاقتحام الذي يقم به المستوطنون، ويقومون بطقوسهم التلمودية من نفخ بالبوق والسجود الملحمي، وتقديم القرابين، كل هذا تمهيدًا لمجئ المخلص ليتمكنوا من بناء الهيكل.

وأكد أن العدوان على الأقصى يلبسه الصهاينة الثوب الديني، وهو غير مسبوق ويجب أن يواجه بأمة مترامية الأطرف، وعلى الأمة رفع صوت الأقصى في كل الأمة.

ودعا لمناشط في الدول لتأييد ونصرة المرابطين والمرابطات في الأقصى، مؤكدًا أهمية النصرة بكل المجالات للوقوف إلى جانب المقدسيين.

وقال: الأقصى في خطر كبير جدًا، والقدس ليست للفلسطينيين وحدهم، وإن كانوا في رأس الحربة، فالفلسطينيون يدافعون بدمائهم عن المسجد، وعلى الأمة الوقوف إلى جانبهم، وبذل الدم والمال، وعلينا تحويل المعركة إلى معركة الأمة.

أهداف ثلاثة

أما الباحث في شؤون القدس، زياد ابحيص، فقد قال إن الاحتلال يسعى عبر ما يسمى “عيد العُرش” لتحقيق ثلاثة أهداف، تهدف في مجملها إلى تهويد المسجد الأقصى المبارك، بـ”الاستخدام الاستعماري للطقوس الدينية التوراتية”.

وحذر ابحيص في حديث صحفي من تعرض المسجد الأقصى لعدوان هو الأخطر نوعيًا، لم يُشهد له مثيلٌ من قبل، إذ إن الاحتلال يتخذ من كل عدوان يفرضه منصةَ انطلاق نحو عدوان جديد؛ ليكون خطة إحلالية لا تنتهي إلا بإزالة الأقصى من الوجود، مؤكدا أن الحل في إزالة الاحتلال “عبر معركة لا توجد فيها أنصاف حلول”.

وبيَّن أهداف الاحتلال الثلاثة من “عيد العُرش”، فأولها: إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى لتكريس تعريفه مقدسًا مشتركًا “هيكلًا ومسجدًا في الوقت عينه”، إذ يعتقد أن الاقتراب من تأسيس “الهيكل” المزعوم سيحقق “حلول روح الرب فيه، فيضاف عنصر القداسة للصهيونية”، حسب زعمه.

وعدَّ ذلك خليطًا عجيبًا من الدوافع السياسية والدينية والنبوءات الخلاصية “التي تنقل المعركة إلى الرب ليحسمها، وهو سر هذا الإصرار والسعي والتغاضي حتى عن قراءة المخاطر”.

ورأى أن الهدف الثاني يتمثل في فرض أكبر عدد ممكن من المقتحمين، فعداد الاقتحامات عند جماعات “الهيكل” المزعوم يبدأ من رأس السنة العبرية الذي كان قبل ثلاثة أسابيع، ثم “عيد العُرش التوراتي” وهو أول الأعياد الطويلة (يمتد ثمانية أيام)، ما يسمح بإيجاد زخم للاقتحامات.

ونبه إلى أن الخطير في اقتحامات “العُرش” التوراتي هذا العام أنها بدأت من حيث انتهت عام 2022 الذي حققوا فيه رقما قريبا من ألف مقتحم، عدا عن إدخالهم قرابين نباتية في نهاية العيد، وهذا ما تحقق في اليوم الأول هذا العام، سواء من عدد المقتحمين أو بإدخال القرابين التي طافوا بها حول الأقصى.

ولفت إلى أن الهدف الثالث هو استعراض هيمنة شرطة الاحتلال على المسجد باعتبارها هي من تديره بصفته مقدسًا، فتضع يافطاتٍ ترحيبيةً مكتوبًا عليها “إدارة جبل الهيكل ترحب بكم”، وتعرف نفسها باعتبارها صاحبة المكان التي تديره، وتدفع لإعادة تعريف الأوقاف الإسلامية باعتبار أنها تدير “الحضور الإسلامي” فيه فقط.

وبين أن استعراض الهيمنة يتحقق بحضور قادة شرطة الاحتلال وانتشار أفرادها وتطويق الأقصى ببؤر للطقوس التوراتية.

ويعتقد ابحيص أن الجماعات المتطرفة ترى أنها أمام فرصة تاريخية، فما تستطيع فرضه اليوم قد لا تستطيع فرضه غدًا، لذلك تريد تكريس كل قدر ممكن من الوقائع، في ظل غياب رد الفعل العربي والدولي بما يتناسب مع العدوان غير المسبوق على الأقصى.

وشدد على أن ما يجري يتطلب بناء استراتيجية بأن الأقصى عقدة الصراع، لأن تهويده هدف مركزي لكل أذرع الاحتلال، محذرا من أن الوضع في الأقصى خطير ويؤسس لتزييف في هويته وتحويله لـ”مقدس مشترك”، ما لم تتم المبادرة إلى خوض المعركة بما تستحق.

ولفت إلى أن التجربة تقول إن الرد قد يتأخر كما جاء في هبات فلسطينية عديدة عام 2015 بهبة السكاكين، وهبة باب الأسباط عام 2017، وباب الرحمة 2019، ومعركة سيف القدس عام 2021، لكنها لا تغيب، وما يجري اليوم يراكم الانفجار القادم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات