الإثنين 29/أبريل/2024

الشهيد مهند الحلبي.. 8 سنوات على الارتقاء وبطولته لا زالت حاضرة

الشهيد مهند الحلبي.. 8 سنوات على الارتقاء وبطولته لا زالت حاضرة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
أشعلت عملية ايتمار شرارة انتفاضة القدس في الأول من أكتوبر عام 2015، ثم لم يلبث أن خط شهيدنا مهند الحلبي، ابن بلدة سردا شمال مدينة رام الله، بدمه معالم تلك المرحلة بعدها بيومين ليكون أح أبرز أيقونات انتفاضة القدس وأسماء أبطالها اللامعة.

في مثل هذا اليوم الثالث من أكتوبر عام 2015، سطر شهيدنا مهند محمد شفيق الحلبي، بدمه حكاية نضال شعب يرزح تحت الاحتلال، وأوفى بوعده لصديقه وزميله الشهيد ضياء التلاحمة، الذي همس في أذن والده لحظة استشهاده، وقال له: “سنثأر له إن شاء الله”.

سيرة شهيد

ولد مهند الحلبي (19 عاما) في 17/11/1995 م في بلدة سردا شمال مدينة رام الله، وهو الابن الثاني للعائلة بعد شقيقه الأكبر محمد، وله 4 أخوة، وعرف عنه أنه الأكثر هدوءاً رغم جرأته الواضحة.

كان مهند يدرس الحقوق في سنته الثانية في جامعة القدس أبو ديس، وتعد محطة استشهاد رفيق دربه ضياء التلاحمة نقطة تحول بارزة في شخصيته.

فعقب انتهاء مراسم عزاء الشهيد ضياء التلاحمة والتي كان حاضراً فيها مهند، أحس بالحِمل الثقيل عليه وهو “الثأر والانتقام”، ليس فقط لضياء بل للمسجد الأقصى والاقتحامات المتكررة عليه من قبل المستوطنين.

ولعل كلماته الأخيرة التي خطها على صفحته الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” خير دليل على ما كان يجول في خاطره ويرهق تفكيره وعقله ويستنفر قواه.

فكتب في آخر منشوراته: “حسب ما أرى, فإن الانتفاضة قد انطلقت.. وما يجري للأقصى هو ما يجري لمقدساتنا ومسرى نبّينا.. وما يجري لنساء الأقصى هو ما يجري لأمهاتنا وأخواتنا، فلا أظن أنا شعبي يرضي بالذل.. الشعب سينتفض.. بل ينتفض”.

الثأر والوفاء

في الثالث من أكتوبر 2015 خرج الشهيد مهند الحلبي؛ لتنفيذ عمليته البطولية، وعلى باب الأسباط في المسجد الأقصى امتشق سكينه الحاد وطعن عددا من المستوطنين، ثم خطف سلاح أحدهم وأطلق النار باتجاههم.

أصيب في عملية البطل مهند الحلبي 5 مستوطنين بجروح متفاوتة، وأعلن لاحقا عن مقتل مستوطنين اثنين، فيما ارتقى مهند شهيداً بعد إطلاق النار عليه.

وبعد احتجاز جثمانه أسبوعا، سلمته قوات الاحتلال لأهله فجر الجمعة التاسع من أكتوبر على حاجز “بيت سيرا” العسكري غرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

وشيعت الجماهير الفلسطينية الشهيد مهند الحلبي في رام الله بمسيرة ضمت الآلاف لأول مرة منذ سنوات، طالب خلالها المشاركون بالرد على جرائم الاحتلال ووحدة الصف الفلسطيني ووقف التنسيق الأمني، وردع الاحتلال والمستوطنين بشتى الوسائل.

وبعيد استشهاد مهند، هدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد، لكن بفضل أهل الخير تم بناء منزل جديد لعائلة الشهيد، واعتقل والده حيث أضرب عن الطعام خلال اعتقاله قبل أن يفرج عنه لاحقا.

انتفاضة القدس

وفي الأول من أكتوبر عام 2015، أشعلت كتائب القسام شرارة انتفاضة القدس، حين نفذت إحدى مجموعاتها في مدينة نابلس عملية إطلاق نار قرب مستوطنة “إيتمار”، أدت إلى مقتل مستوطنين صهيونيين اندلعت انتفاضة القدس؛ ردًا على حرق مستوطنين صهاينة لعائلة دوابشة، وتصاعد الانتهاكات والعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على المسجد الأقصى المبارك، وإصرار الاحتلال على تهويده وتدنيسه، استفزازًا لمشاعر الشعب الفلسطيني والمسلمين كافة.

وأعقب عملية ايتمار تنفيذ الشبان الفلسطينيين سلسلة عمليات دهس وطعن وإطلاق نار بطولية في الضفة والقدس كانت عملية شهيدنا مهند الحلبي واحدة من أبرزها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات