الإثنين 29/أبريل/2024

الاعتداء بالرصاص على ممتلكات نائب رئيس بلدية الخليل.. فوضى وفلتان وأصابع الاتهام نحو السلطة

الاعتداء بالرصاص على ممتلكات نائب رئيس بلدية الخليل.. فوضى وفلتان وأصابع الاتهام نحو السلطة

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام

في تكريس لشريعة الفوضى والغاب، تعرضت سيارة الدكتورة أسماء الشرباتي نائب رئيس بلدية الخليل وعيادة زوجها ومنزلهما، إضافة لمقرات تتبع للبلدية، لإطلاق نار كثيف، وذلك مساء أمس الأربعاء.

وقال شهود عيان إن إحدى الدراجات النارية توقفت أمام منزل الشرباتي والذي يقع داخل مربع أمني لقوات السلطة بالخليل، وأطلق الرصاص بشكل كثيف على المركبة، ولاذ بالفرار.

وعلقت الشرباتي على الحادثة من خلال نشر صورة للمركبة على صفحتها على فيسبوك، وأرفقتها بالتعلق الآتي: “إطلاق النار على سيارتي الآن بعد العديد من التهديدات.. كلمة واحدة وبس.. لا للتوظيف بالخاوة”.

وأكدت نائب رئيس بلدية الخليل أسماء الشرباتي أن جريمة إطلاق النار على سيارتها الليلة الماضية، جاء تتويجاً لمجموعة تهديدات تلقتها في الآونة الأخيرة.

وأوضحت الشرباتي أن قرارات المجلس البلدي تتخذ بالإجماع داخل المجلس، بما في ذلك ملفات التوظيف، مشددةً على أنه لا ضعف أو تراجع رغم التهديدات وإطلاق النار.

وأفادت مصادر أن مطلقي النار هم في الغالب مجموعة من الزعران ممن ترفض البلدية توظيفهم في قسم النظافة نظرا لعدم كفاءتهم.

وأشارت المصادر الى أن تهديدات عديدة تعرضت لها الدكتورة الشرباتي، حيث تتعرض لحملة تحريض يتورط فيها بعض أعضاء مجلس البلدي للخليل ممن يتبعون لحركة فتح، فضلا عن تحريض مستمر من موظفين ينتمون للمكتب الحركي لحركة فتح، وفق موقع الشاهد.

وترفض الشرباتي الرضوخ لتوظيف أحد الأشخاص ممن لا تنطبق عليه المواصفات المطلوبة تلك الوظيفة.

وقبل ساعات من جريمة إطلاق النار تجاه سيارة الشرباتي، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه مجموعة من أعضاء المكتب الحركي لفتح داخل البلدية وهم يهددون زوج الدكتورة أسماء الشرباتي الدكتور أمجد الحموري داخل عيادته.

ووفق ما ظهر في الفيديو، فإن المعتدين هم نجم الجمل وهو موظف في بلدية الخليل ومن كوادر حركة فتح داخل البلدية، وعمار الجمل وعليه عدة قضايا إطلاق نار وترويع للمواطنين، وحمزة الجمل وهو أيضا موظف في البلدية ومن كوادر المكتب الحركي.

 ودعت بلدية الخليل المواطنين للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي ستنفذها قبل ظهر اليوم أمام مبنى البلدية احتجاجاً على إطلاق النار على نائب رئيس البلدية أسماء الشرباتي الليلة الماضية.

البلدية دعت المؤسسات والعائلات والعشائر في الخليل للمشاركة في الوقفة التي ستنفذ الساعة 12 ظهراً، من أجل الضغط على السلطة لمحاربة الفساد وفوضى السلاح وإنهاء ظاهرة العربدة.

واستنكرت نقابة العاملين في بلدية الخليل العمل الهمجي لإطلاق النار على نائب رئيس المجلس البلدي لبلدية الخليل، وتهديد أعضاء المجلس البلدي من قبل خارجين عن القانون.

واهابت النقابة بـ”أبناء البلد الغيورين للوقوف إلى جانب بلدية الخليل”.

وندد رئيس نقابة العاملين رامي الجنيدي، بما وصفه بـ”العمل الجبان الخارج عن الدين والأخلاق”، مؤكدا أن هذه الحادثة تعد تعديا صارخا على كل معاني الكرامة الإنسانية.

وطالب الأجهزة الأمنية بضرورة ملاحقة المعتدين بأسرع وقت واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، معتبرا المساس بمباني البلدية بمثابة مساس بكل العاملين في بلدية الخليل، وكافة مؤسسات المدينة.

وتصاعدت وتيرة الفوضى والفلتان الأمني في الضفة، إذ لا يكاد لا يمر ساعات حتى يعلن عن جريمة أو اعتداء من عناصر خارجة عن القانون بغطاء من أجهزة السلطة.

هذا وتتصدر مدينة الخليل جرائم الفلتان الأمني وعمليات القتل، وأصبحت الجرائم في المدينة بشكل يومي، في ظل تقاعس أجهزة السلطة وانصرافها لملاحقة المقاومة.

ويومًا بعد يوم؛ تتسع بقعة دائرة الفلتان الأمني الذي يقف خلفه ويمده بالسلاح عناصر السلطة لمناطق الضفة، فيما تضرر اقتصاد المدينة بشكل كبير في ظل حالة الخوف الذي تعيشها المدينة، وفق تقارير حقوقية.

الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين قال: الاعتداء جاء بتواطؤ من السلطة ولا استبعد أنها جاءت بتوجيهات من الأجهزة الأمنية، حيث هناك توجه لخلق حالة فلتان أمني في الخليل موجهة ضد المحسوبين على حركة حماس.

وأشار عز الدين في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه يُلمس تواطؤًا من السلطة من خلال البيانات الهزيلة لوزارة الحكم المحلي والقائم بأعمال المحافظ، كما أن سيطرة حركة حماس على البلدية بعد فوزها بالانتخابات الأخيرة يزعج السلطة التي تفقد السيطرة في شمال الضفة.

وأوضح أنها (السلطة) تحاول التعويض بإحكام سيطرتها على الخليل وجنوب الضفة من خلال إطلاق يد العبث والفلتان الأمني.

وأكد أن السلطة تحاول إقناع المجتمع الفلسطيني أن غيابها سيؤدي إلى الفلتان الأمني، وهي تحاول إذكاءه من خلال الفوضى، وكأنها تقول أن الأمور ستكون أسوأ بدونها.

وانتخبت الصيدلانية أسماء الشرباتي في شهر نيسان/ابريل من العام الماضي، نائبا لرئيس بلدية الخليل، لتكون أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس البلدية في فلسطين.

والشرباتي حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والماجستير في التنمية والتعاون الدولي، والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، وتعمل محاضرة في العديد من الجامعات الفلسطينية، ومدربة في المهارات الإدارية والشخصية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات