الإثنين 29/أبريل/2024

الإعدامات الميدانية .. جرائم صهيونية تفشل في إرهاب ثوار فلسطين

الإعدامات الميدانية .. جرائم صهيونية تفشل في إرهاب ثوار فلسطين

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام
مع كل جريمة قتل وتصفية يقترفها الاحتلال الصهيوني، يفجّر براكين غضب ينبثق معها عشرات الثائرين ليكملوا المشوار حتى النصر والتحرير.

فمن جنوب قطاع غزة إلى شمال الضفة المحتلة وشرقها، عاد الاحتلال الصهيوني ليمارس ساديته في القتل والإعدام الميداني، محاولاً عبر مجزرة دموية فرض الترهيب على شعب أخذ قراره بانتزاع حريته وحرية أرضه.

وخلال أقل من 24 ساعة استشهد 6 شبان، وأصيب أكثر من 40 آخرين بجروح بينهم حالات خطيرة، مساء أمس وفجر اليوم الأربعاء في خانيونس ومخيم جنين وأريحا.

إعدام الثائر يوسف رضوان

وأظهر مقطع فيديو نشره نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي، قوات الاحتلال وهي تطلق النار تجاه الشاب يوسف سالم رضوان (25 عامًا) وهو يحاول الابتعاد عن السياج الأمني شرق خانيونس وتصيبه من الخلف في رأسه وظهره ما أدى إلى استشهاده في عملية إعدام دموية مساء أمس الثلاثاء.

وأكد شاهد عيان فضل عدم ذكر اسمه لمراسلنا أن قوات الاحتلال أعدمت الشاب يوسف رضوان بقنص جبان استهدف مؤخرة رأسه رغم أن كل ما كان يجري في المنطقة إشعال إطارات سيارات ورفع أعلام فلسطين وترديد هتافات لمناصرة المسجد الأقصى.

مجزرة في جنين

أما المجزرة التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين، فقد استخدمت فيها طائرة انتحارية بهدف إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى.

واستشهد 4 شبان أحدهم طفل وأصيب 30 بجروح جراء عدوان الاحتلال على مخيم جنين.

ووفق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال (فلسطين)، فإنه باستشهاد الطفل رأفت عمر أحمد خمايسة (15 عامًا) من مدينة جنين، أمس الثلاثاء، ارتفع عدد الأطفال الشهداء إلى 46.

وقالت الحركة العالمية: إن قوات خاصة إسرائيلية قتلت الطفل “خمايسة” من مسافة 10 أمتار، عندما اكتشف وجودها في إحدى حارات مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية.

وأضافت: “تصادف وجود الطفل خمايسة، وهو من سكان مدينة جنين، عند منزل جده (والد والدته) في المخيم، مع تسلل وحدات خاصة إسرائيلية إلى المخيم مساء أمس الثلاثاء؛ حيث أطلق أحدهم النار عليه ومنع إسعافه أو وصول مركبة الإسعاف للمنزل الذي أُدخل إليه من قبل أحد المواطنين”.

ووفق التقرير الطبي الأولي الصادر عن مستشفى “ابن سينا” التخصصي، الذي نقل إليه الطفل خمايسة، فإنه وصل المستشفى “غير واع، ولا توجد عليه أي علامات للحياة”، وكان هناك مدخل لرصاصة في منتصف بطنه ومخرج من الصدر من الجهة اليمنى العلوية.

أما باقي الشهداء في مخيم جنين، وهم: عطا ياسر عطا موسى (29 عاما) ومحمود علي نافع السعدي (23 عاما)، ومحمود خالد عرعراوي (24 عاما)، فقد استشهدوا خلال الاشتباكات والتصدي لقوات الاحتلال.

الابن سيكمل المشوار

وأكد والد الشهيد القسامي محمود عرعراوي أن بندقية مخيم جنين ليست للبيعِ والمساومة، وأن ابنه الشهيد سيورثها لابنه من بعده، يحملها لمقارعة الاحتلال.

وشدد في تصريحات صحفية أن بندقية المقاومة الطاهرة ستورثها الأجيال تلو الأجيال، وأنها ستبقى تزغردُ بالرصاص نحو الاحتلال، وأن محاولات اقتلاع المقاومة ستفشل.

وأوضح أن الشهادة في سبيل الله أكبر فضل ومنّةٍ من الله عز وجل، وأن المقاومة شرف لكل فلسطيني.

وبيّن أن شقيق “محمود” قد أصيب خلال اجتياح جنين وفقد بصره، مؤكدًا أن الشعب والمقاومة متمسكون بطريق المقاومة حتى دحر الاحتلال.

أما في أريحا فقد استشهد الشاب ضرغام محمد يحي الأخرس (19 عاما)، صباح اليوم الأربعاء، متأثرا بإصابته الحرجة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم عقبة جبر بأريحا.

الشهيد ضرغام الأخرس

ووفق معطيات إعلامية، فقد استُشهد منذ بداية العام الجاري، 246 شهيدًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأراضي 48، بينهم 47 طفلا، و11 من الإناث و8 مسنين.

ازدواجية معايير

وقال صلاح عبد العاطي مدير الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني إن الاحتلال يصعد وتيرة جرائمه بحق الفلسطينيين ويركز على عمليات القتل والإعدام الميداني بدم بارد مثلما حدث في جنين وأريحا وقطاع غزة.

وأضاف عبد العاطي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن جرائم القتل التي اقترفتها قوات الاحتلال تأتي وسط حالة تصعيد تشمل تكثيف حملات المصادرة للأراضي والاستيطان الاستعماري وعمليات الضم والتهويد لمدينة القدس والضفة الغربية، إضافة إلى فرض عقوبات جماعية علي الفلسطينيين.

وشدد على أن قوات الاحتلال لم تكن لتتجرأ على اقتراف جرائمها بحق المدنيين والأعيان المدنية، لولا صمت وعجز المجتمع الدولي واستمرار سياسية الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير التي تعطي لدولة الاحتلال حصانة من المسائلة الجنائية الدولية.

فشل صهيوني

ويؤكد الباحث القانوني والكاتب السياسي أحمد أبو زهري، أن قوات الاحتلال تلجأ لعمليات الإعدام الميداني والتصفية الجسدية في جرائم ترقى لجرائم وحرب ضد الإنسانية.

وقال أبو زهري لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن الاحتلال يسعى كعادته عبر المجازر إلى فرض حالة تهريب وتخويف ضد شعبنا، مشددا على فشل هذه السياسة في تحقيق أهدافها، مدللا على هذا الفشل، بحالة الغضب التي تفجرها هذه المجازر وهو ما يظهر خلال جنازات التشييع أو من خلال عمليات الثأر الفدائية، أو انضمام المزيد من شباب فلسطين إلى مسار الثورة والانتفاضة ضد الاحتلال.

وشدد على أنه ليس هناك خيار أمام الاحتلال إلاّ الرحيل، فشباب فلسطين الثائر مصمم على المضي في مسار ودرب المقاومة حتى تحقيق الأهداف الكبرى في الحرية والاستقلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات