الجمعة 26/أبريل/2024

الوضع الصحي بعين الحلوة.. واقع مرير بفعل الاقتتال الأخير

الوضع الصحي بعين الحلوة.. واقع مرير بفعل الاقتتال الأخير

صيدا – المركز الفلسطيني للإعلام

واقع صعب خلفته أحداث الاقتتال الدموي في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، على مختلف الصعد؛ فالمرضى من أبناء المخيم في عين عاصفة القهر والمعاناة، حيث توقف عمل العيادات في المخيم بعد وقف أونروا عملياتها.

عشرات المرضى الفلسطينيين، تكدسوا اليوم الاثنين، في عيادة صيدا التابعة لـ “أونروا”، لتلقي معايناتهم الطبيّة وإجراء مراجعات دورية، الكثير منهم من أصحاب الأمراض المزمنة، في مشهد أثار مخاوف الأهالي، وسط مطالب للوكالة بحل إسعافي يخفف الضغط عن العيادة، وفق موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين.

7-1.jpg

مشهد اليوم، نتج عن إغلاق الوكالة عيادتيها الأولى والثانية، جراء المعارك التي شهدها مخيم عين الحلوة، واحتلال مسلحين لمجمعات ومراكز “أونروا” منذ أواخر تموز/ يوليو المنصرم، ما دفع الوكالة لإنشاء عيادة متنقلة في مدرسة الصخرة التابعة لها يوم 17 آب/ أغسطس الفائت، لتستقبل المرضى من يوم الاثنين إلى الجمعة من كلّ أسبوع.

اقرأ أيضًا: عين الحلوة.. صمتت البنادق واستمرت الأزمة الإنسانية

كما قامت الوكالة، بدمج عيادات عين الحلوة المغلقة، مع عيادة منطقة صيدا، ما أحدث ضغطاً حرم الكثيرين من الحصول على معايناتهم الصحية وأدويتهم، بعد انتظار استمرّ لساعات وهم في معظمهم من كبار السنّ.

إحدى المُراجعات للعيادة، تقول إنّها تعاني من مرض القلب وقامت قبل 5 أسابيع بإجراء عملية توسعة شريان، وتحتاج إلى مراجعات دورية وصرف الأدوية اللازمة، ومنها أدوية الضغط والمسيّل.

وأضافت، أنّها لم تتمكن من مراجعة عيادة الوكالة وصرف الأدوية منذ اندلاع المعارك في المخيم، فيما عجزت عن مراجعة عيادة صيدا بسبب الازدحام، والسماح لعدد قليل من المراجعين بالدخول بعد تسجيل أسمائهم وانتظار دورهم.

مراجع آخر للعيادة، أوضح أنّ الذهاب لمراجعة الطبيب في عيادة صيدا، قد يساهم في مفاقمة المرض.

وأشار إلى أنّه مريض سكري ولم يتمكن من صرف الدواء اليوم لمجيئه متأخراً. لافتاً إلى أنّه كان يجب أن يكون عند باب العيادة منذ الفجر كي يصرف الدواء، وهو إنسان مريض ولا يقدر على تحمل هذا التعب.

ووصف ما يحدث للاجئين الفلسطينيين جراء الوضع في عين الحلوة، بالإذلال، وطالب وكالة “أونروا” بتنظيم عملها الصحي، وتخصيص نقاط مخصصة لصرف الدواء وإبلاغ الناس الذين يريدون استلام أدويتهم للتوجه إليها، بينما تبقي العيادة للمراجعات الطبية والمعاينات، وفتح عيادة مؤقتة تستوعب الأهالي.

وجدير بالذكر أن معارك مخيم عين الحلوة أحدثت أضراراً كبيرة في مراكز وكالة “أونروا” في مخيم عين الحلوة، سواء التعليمية أو الصحية، وقدرت الوكالة تكلفة إعادة تأهيلها بـ 15 مليون دولار، كتقدير أولي لتجاوز أضرار مبانيها وبعض الخدمات في المخيم.

عيادات متنقلة

وفي تعقيبه على ما يجري، أكد محمد الشولي مسؤول اللجان الأهلية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، أن الواقع الصحي في المخيمات الفلسطينية في لبنان سيء جدًا، ومكلف أيضًا، فالمريض الذي يحتاج علاجًا، أو عملية أو أي خدمة طبية، يدفع تكاليف مادية كبيرة.

وأضاف الشولي في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه من الطبيعي حدوث ازدحامات كبيرة في عيادة أونروا في منطقة صيدا، بعد إغلاق عيادات مخيم عين الحلوة، بعد الأحداث التي جرت مؤخرًا.

وأكد الشولي أن عيادة منطقة صيدا لا تكاد تكفي مراجعيها، فما بالكم عندما يتوافد عليها مراجعي عيادات مخيم عين الحلوة، وفق قوله.

وقال: تستطيع أونروا الاستفادة من بعض المرافق المتاحة والآمنة، وتقديم الحد الأدنى من الخدمات الطبية، مشددًا أن البعض ممن يحتاج دخول مستشفى أو إجراء عملية، لا يمكنه ذلك إلا بالحصول على تحويلة من عيادات أونروا.

وأضاف أنه في ظل الأزمة الاقتصادية والنزوح والواقع الاجتماعي الصعب، يزداد العبئ على “أونروا”، لكن عليها سد هذا الاحتياج بالحد الأدنى، وفتح عيادات متنقلة وميدانية طارئة لتقديم الخدمات للمرضى لا سميا أصحاب الأمراض المزمنة.

وأكد أن أونروا أغلقت عياداتها نظرًا لتعرضها للقصف والأضرار، كما أن الواقع الأمني يحول دون فتحها، فواقع المخيم ما يزال مأزومًا، وما فيه من مظاهر عسكرية، والوكالة لا تخاطر بموظفيها، إلا أن عليها الاستعاضة عن ذلك بفتح عيادات ميدانية طارئة.

وأوضح أنه يمكن فتح هذه العيادات في المناطق الآمنة، وفي مدارس أونروا القريبة من المخيم حيث يتواجد الآلاف من النازحين.

وقال يمكن الاستفادة من عيادة مركز سبلين المهني حيث يعيش فيه عدد كبير من النازحين.


الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات