الجمعة 26/أبريل/2024

الشيخ سامي المصري.. الإمام ورجل الإصلاح الذي قتلته رصاصات الجريمة

الشيخ سامي المصري.. الإمام ورجل الإصلاح الذي قتلته رصاصات الجريمة

الداخل المحتل – المركز الفلسطيني للإعلام

أحدثت جريمة اغتيال الشيخ سامي عبد اللطيف المصري، بالرصاص بعد خروجه من بيت عزاء في بلدة كفر قرع بالداخل المحتل، صدمة مدوية في صفوف فلسطينيي الداخل، مع تفشي الجريمة وتقاعس شرطة الاحتلال وتواطؤها مع منظمات الإجرام.

ونعى  فلسطينيو الداخل المحتل بغضب وحزن إمام مسجد قباء في كفر قرع، الشيخ سامي عبد اللطيف المصري، والذي يعد من أبرز رجال الإصلاح في الداخل، منذ أكثر من عشرين عاما.

والشيخ سامي من أبرز وقيادات الحركة الاسلامية الشمالية في الداخل، التي حظرتها “إسرائيل” عام 2015، كما أنه أبرز قيادات العمل الإسلامي والدعوي، المعروفة وسط فلسطينيي الداخل.

اقرأ أيضًا: رائد صلاح يحمل الاحتلال مسؤولية الجريمة بالداخل.. وإضراب شامل في كفر قرع

وقال الشيخ كمال الخطيب، وهو رفيق الشيخ عبد اللطيف ومن أقرب الشخصيات له: “إن الشيخ من أبرز رجال الإصلاح، وقد أفنى عمره في الإصلاح ذات البين منذ عشرات السنين”.

وأضاف “الإمام ترك مشاريعه ومصالحه الكبيرة التي يديرها هو وإخوته في كفر قرع وهو معروف بذلك، وتفرغ للعمل الدعوي والإصلاحي بين أبناء الشعب الفلسطيني، ومنح هذا العمل الشريف عشرات السنين من عمره”.

وحمل الخطيب في رثاء حزين للشيخ الإمام، “إسرائيل” وجهاز “الشاباك” المسئولية عن الجريمة، مؤكدًا أنها تقف وراءها، ووراء الفتنة التي زرعتها وسط الفلسطينيين بالداخل، بإدخال عصابات الإجرام بينهم منذ عام 2000.

اقرأ أيضًا:  الجريمة في الداخل المحتل تتصاعد وهنية يوجه رسالة هامة

أما الشيخ مشهور فواز فقد نعى رفيقه الشيخ سامي وقال: “لم أتخيّل ولو لحظة أنّ هذه آخر لحظات تجمعني بك قبل ثلاثة أيّام في بيتك وأنت تصرّ عليّ بوجبة الغَداء، وما زلت تلحّ حتى خضعت لإلحاحك وأكرمتنا في بيتك”.

وأضاف: وكأنّك تقول لي: كُلْ يا شيخ مشهور فهذا آخر غِذاء لي معك في الدّنيا، ليكون الغِذاء الثّاني إن شاء الله تعالى معًا في الجنّة بصحبة الأنبياء والشّهداء والصّالحين، وحسن أولئك رفيقًا”.

ومضى يقول: شيخنا الحبيب لم أفهم معنى الكلمات الصّادقة ومقصدها، الّتي نطقت بها إلّا الآن بعد استشهادك! وأنت تتحدّث عن صدق الدّاعية وأمانته ومصداقيّته وشفافيّته ووضوحه، بلا مجاملة ولا مداهنة.

اقرأ أيضًا: حماس تنعى ضحية جريمة القتل في الداخل المحتل الشيخ سامي عبد اللطيف

وتابع: ما أجملها من كلمات وكأنّها وصايا من يغرف من عالم الحقيقة الغيبيّ، لا من عالم الحسّ المادّيّ.

وأكمل: لن أنسى كلّ كلمة أنطقك الله تعالى بها وهي تخاطب وجداني بشكل خاصّ ومشاعري، وتضمّد جرحًا غائرًا في جوفي أبحث عمّن يضمّده.

وأكمل: شيخنا الإمام الشّهيد أبو العبد الشّيخ سامي أحببناك حَيًّا وأحببناك مَيْتًا، لما زيّنك الله تعالى به ظاهرًا وباطنًا من صدق ووضوح وأمانة وجرأة وحكمة، كانت آخر كلمات قلتها لي: هذا الأسبوع أنا مسافر خارج البلاد! وها أنت حقًّا قد سافرت بعيدًا إلى عالم الحياة الحقيقيّة، وتركتنا خلفك في دار الفناء حيث الفتن والابتلاءات.

وختم قائلًا: ولكن نبشّرك أنّنا على الحقّ الّذي تحبّه باقون وثابتون، طبت حَيًّا ومَيْتًا أيّها الشّيخ الكريم الصّادق، وعلى الحوض الملتقى بإذن الله تعالى.

ويرى الإعلامي حامد اغبارية أن الشيخ الشهيد سامي مصري ليس شخصًا عاديًا، لذلك فإن اغتياله بهذه الطريقة البشعة ليس مسألة عادية كذلك، وفي التالي فإن التعاطي معها يجب ألا يكون عاديًا.

ويرى اغبارية أن جريمة اغتيال المصري تحمل مؤشرًا خطيرًا له تبعاتُه وآثاره، موضحًا: “عندما يُقتل شخص بحجم الشيخ سامي ودوره الممتد عبر عقود فإن هذا يؤكد وجود أيد تعمل في الخفاء وتحرك الحبناء الذين يحملون السلاح لمحاصرة كل جهد وكل مشروع وكل مبادرة للنهوض بمجتمع الداخل وإخراجه من أزمة العنف والجريمة”

ويؤكد في تصريح صحفي أن المستفيد الوحيد هو سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهي التي وهي التي تغذي حالة العنف ولا تحرك ساكنًا، مع أنها تملك كل الأدوات والإمكانات لفعل ذلك.

ويرى اغبارية أن على قيادات الداخل المحتل الآن إعلان حالة الطوارئ ووضع خطة استراتيجية، وأولى الخطوات هو التخطيط لعصيان مدني تدريجي، يبدأ بإغلاق السلطات المحلية ووقف الخدمات ومقاطعة المؤسسات الرسمية والامتناع عن دفع الضرائب وما يتبع ذلك من خطوات تصعيدية. 

وظهر السبت قتل إمام مسجد قباء الشيخ عبد اللطيف في بلدة كفر قرع، هو الضحية الثالثة خلال 24 ساعة، بسبب جرائم إطلاق النار المتواصلة في الداخل الفلسطيني المحتل.

وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل التي ارتكبت في بلدات الداخل الفلسطيني المحتل منذ مطلع عام 2023 إلى 158 ضحية؛ بينهم 9 نساء، وهي حصيلة قياسية غير مسبوقة مقارنة بالسنوات السابقة.

وتشهد كفر قرع بالداخل الفلسطيني المحتل إضرابًا عامًا وشاملاً، فيما لم يفتتح العام الدراسي الجديد، ردًا على جريمة قتل الإمام والشيخ سامي عبد اللطيف.

وشمل الإضراب المؤسسات الرسمية والمحلات التجارية، كما أنه لم يفتتح العام الدراسي صباح اليوم في المدينة، تنديدًا بالجريمة.

وجاء الإضراب بقرار من لجنة المتابعة وفعاليات رسمية وشعبية وقيادات وممثلي هيئات في كفر قرع، في اجتماع عقد عقب الجريمة مساء أمس السبت.

وكانت قيادات في لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية قد استنكرت جريمة إطلاق النار التي أودت بحياة الشيخ وإمام المسجد في كفر قرع سامي عبد اللطيف.

واتهمت قيادات الداخل والفلسطينيين عامة أجهزة الاحتلال الأمنية بالوقوف وراء حريمة قتل الشيخ عبد اللطيف، وما سبقه من جرائم قتل مستفحلة في الداخل، أودت بحياة العشرات منذ بدء العام الجاري، ضمن مخطط لتفتيت النسيج الاجتماعي لفلسطيني الداخل.

وتعتزم لجنة المتابعة عقد اجتماع اليوم الأحد في كفر قرع لمناقشة استفحال الجريمة في المدينة وبأراضي عامة48، وذلك في أعقاب مقتل 3 فلسطينيين منذ ساعات مساء الجمعة اثنين منهم من كفر قرع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...