الجمعة 26/أبريل/2024

بعد 54 عاما على حرقه.. هل دخل المسجد الأقصى أطوارًا حاسمة؟!

بعد 54 عاما على حرقه.. هل دخل المسجد الأقصى أطوارًا حاسمة؟!

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

54 عامًا مرت على إحراق المسجد الأقصى المبارك، وبعد مرور هذه السنوات، يتعرض المسجد لهجمة قد تكون هي الأكبر منذ احتلاله في مسعى لتهويده.

حرائق بأشكال متعددة

وقال نائب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، ناجح بكيرات، إنّ 54 عامًا مرّت على إحراق المسجد الأقصى المبارك، ولا تزال نيران الحرائق تشتعل فيه بأشكالٍ أخرى، وبدعمٍ مكشوف من حكومات الاحتلال المتطرفة.

ورأى بكيرات اليوم الاثنين في تصريحاتٍ تابعها المركز الفلسطيني للإعلام أنّ حادثة إحراق المسجد الأقصى على يد متطرف أسترالي الجنسية، تركت ثلاث رسائل لا تزال صداها في واقعنا حتى اليوم.

ولفت إلى أنّ أهم هذه الرسائل وأولها، أنّ نيران الاعتداءات الإسرائيلية، لا تزال مشتعلة في المسجد الأقصى، وتمددت لتشمل فلسطين كلها.

أما الرسالة الثانية للحريق، تتمثل في عقيدة الحرق التي تتملك فكر الدولة العبرية، والتي طالت العمران والإنسان، فالحريق لم يتم يتوقف عند “الأقصى” بل أتبعه مجزرة المسجد الإبراهيمي عام 1996، ثم إحراق الطفل محمد أبو خضير من القدس عام 2014، وعائلة دوابشة قضاء نابلس عام 2015، وفق بكيرات.

وأوضح أنّ الرسالة الثالثة تُعبّر عن الموقف الأسطوري للفلسطينيين في الدفاع عن مقدساتهم، والرباط في باحاته، ومقاومة هذه الأعمال الإرهابية التي يستهدف فيها الاحتلال، الإنسان والعمران معًا.

وأكد بكيرات، أنّ الأمر لم يختلف بين مرحلة إحراق “الأقصى” في الماضي، والأوضاع التي يمر بها حاليًا، مضيفًا: “قديمًا كانت تستخدم سلطات الاحتلال، المتطرفين لتنفيذ مخططاتها في استهداف المقدسات، أما اليوم فهي تُباشر ذلك بنفسها”.

وبيّن أنّ “الجماعات المتطرفة التي حرقّت الأقصى بالأمس، تمنح اليوم، الأوامر للمستوطنين؛ لحرق حوّارة وترمسعّيا وقرى الضفة الغربية، التي تحترق ليل نهار على مرأى ومسمع جيش الاحتلال وحكومته”.

وتابع بكيرات أنّ هذه “العصابات المتطرفة أنشأت داخل دولة الاحتلال ما يُعرف بدولة المستوطنين، التي تسيطر على الأرض والمقدسات، وتستهدف الإنسان في الضفة الغربية والقدس”.

ونوّه إلى أنّ هذه الجماعات المتطرفة تجتمع على هدف واحد وهو تصفية المسجد الأقصى؛ لصالح أوهامها المزعومة بإقامة الهيكل المزعوم.

واقع مؤلم

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي يقول: إن “المسجد الأقصى يمر هذا العام بواقع مؤلم وأكثر خطورة، ليس لأن الاحتلال استطاع الوصول لمرحلة متقدمة في سيطرته عليه، بل لأننا كفلسطينيين ما زلنا لا نملك خطة استراتيجية ترفع الاعتداء والظلم عن المسجد”.

ويضيف الهدمي، في حديث صحفي، أن “هذه الذكرى الأليمة تتجدد كل عام، لتؤكد أن حريق المسجد الأقصى ما زال مستمرًا، فلم يعد الأمر يقتصر على الاقتحامات فقط، بل أصبحنا نشاهد الصلوات التلمودية العلنية وعقود الزواج والنفخ بالبوق، وغيرها”.

ويشير إلى أن الاحتلال لم يعد يجعل قضية بناء “هيكل أسطوري” مزعوم مكان الأقصى قضية سرية، بل باتت هي العنصر الأهم لإقناع يهود العالم بالهجرة إلى فلسطين.

ويوضح أن الاحتلال بات يتحدث باستمرار عن بناء “الهيكل” المزعوم، “ونرى خطواته المتلاحقة نحو السيطرة على المسجد المبارك، وإبعاد كل أشكال الرعاية الأردنية والفلسطينية عنه”.

ووفقًا للهدمي، فإن “الاحتلال مستمر في مخططه الاستراتيجي، بينما نحن لم نعد أي خطة فاعلة لوقف الهجمة الإسرائيلية على الأقصى وحمايته، وكل ما يجري مجرد ردود فعل على زيادة اقتحام المسجد في الأعياد اليهودية”.

ويتابع أن “الاحتلال يُعزز سيطرته على المسجد يوميًا، ويزيد ويُطور من أساليب وأشكال الاعتداء عليه، ونحن ما زلنا ننادي بالرباط فقط، والذي أصبح يفقد قدرته على مواجهة مخططات الاحتلال، وخاصة حين يُغلق مداخل القدس وأبواب البلدة القديمة والأقصى”.

ويؤكد الهدمي ضرورة التفكير في تطوير أساليب وطرق لحماية المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال، ومحاولته السيطرة عليه، وتقدّمه نحو تحقيق هدفه في بناء “الهيكل” مكانه.

مناسبات صعبة مقبلة

أما الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات فيؤكد أن المسجد الأقصى “تنتظره أيام ومناسبات صعبة وقاسية خلال المرحلة القليلة المقبلة، سيكون فيها التصعيد غير مسبوق من الجماعات التلمودية، لتنفيذ أوسع اقتحام، لأجل إحداث نقلة نوعية، تُكرس التقسيم الزماني والمكاني، وتفرض قدسية يهودية على طريق إقامة الهيكل عمليًا”.

ويضيف أن “الأقصى يشهد في الآونة الأخيرة، ولاسيما بعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف سعيًا محمومًا لتهويده وتكريس وقائع جديدة فيه، تخرجه عبر سياسات الإحلال الديني، من قدسيته الإسلامية الخالصة الى القدسية الدينية المشتركة، بعد استكمال طقوس ما يعرف بإحياء الهيكل المعنوي”.

ويشدد على أن الأمر يحتاج الى مواجهة ومجابهة تتجاوز بيانات الشجب والاستنكار الخجولة والمملة ومذكرات الاحتجاج والاستجداء على بوابات البيت الأبيض والمؤسسات الدولية.

يوما لأجل الأقصى

بدوره، أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري أن الحرائق لا تزال مشتعلة في المسجد الأقصى منذ إحراقه في الحادي والعشرين من آب/ أغسطس 1969، لكنها تأخذ أشكالًا متعددة.

وخاطب الشيخ صبري  العالم العربي والإسلامي في ذكرى الحريق المشؤوم بضرورة نصرة المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن الحرائق لا زالت مشتعلة ومستمرة بحقه بصورة متعددة منها الاقتحامات والحفريات وإبعاد الشباب عن الرباط في المسجد الأقصى وتحديد الأعمار للمصلين.

وذكّر خطيب المسجد الأقصى المبارك، الأجيال الفلسطينية بما حل بالمسجد الأقصى من حريق وما يحلّ الآن بالمسجد، مؤكدًا أن القدس والأقصى هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث المساجد التي تُشدّ إليها الرحالُ .

وبيّن أن الهيئة الإسلامية العليا خصصت ذكرى إحراق المسجد الأقصى ليكون يومًا للمسجد الأقصى لتذكير المسلمين بالمسؤولية بما يجري فيه من عدوان وبأنّ الأقصى لأهل فلسطين وحدهم بل للمسلمين في أرجاء المعمورة.

وأكد الشيخ عكرمة أن المسؤولية مشتركة لحماية المسجد  الأقصى لأن شأنه شأن المسجد الحرام في مكة المكرمة وشأن المسجد النبوي في المدينة المنورة.

وتوجّه الشيخ عكرمة للحكومات والشعوب العربية والإسلامية لنصرة المسجد الأقصى وطالبهم بتوفير الحماية للمسجد الأقصى المبارك .

وشكر الشيخ عكرمة منظمة التعاون الإسلامي التي خصصت يوم حريق المسجد الأقصى من كل عام ليكوم يومًا للأقصى.

شد الرحال

ودعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، المواطنين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك وإعماره؛ تزامنًا مع الذكرى السنوية لإحراقه على يد سلطات الاحتلال.

وقال حسين في بيان يوم الاثنين، إنه رغم مرور (54 عامًا) على إخماد الحريق، فإنه ما زال مشتعلًا في المسجد الأقصى والقدس، في ظل استمرار عمليات التهويد، التي انطلقت من حارة المغاربة الملاصقة للمسجد في الأيام الأولى لاحتلال المدينة.

وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تعبأ بالمقدسات الإسلامية، وما يتم في القدس من اقتحامات وحفريات وتغيير لأسماء الشوارع العربية واستبدالها بأسماء عبرية، إضافة إلى الاستيلاء على منازل المواطنين المحيطة بالمسجد الأقصى محاولة لفرض أمر واقع تهويدي.

وبين أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال هذا كله إلى تنفيذ مخطط المستوطنين المتطرفين الرامي لوضع اليد على المسجد الأقصى المبارك، وهو تنفيذ عملي لمؤامرات التقسيم الزماني والمكاني.

وأوضح أن هذا المخطط يندرج في إطار مسلسل التطرف الذي تنتهجه السلطات المحتلة ومتطرفوها للمس بالقدس والمسجد الأقصى المبارك، بهدف إطباق السيطرة عليهما، وبناء “الهيكل” المزعوم، محذرًا من تداعيات هذا العدوان ونشوب حرب دينية شعواء.

وأشار إلى أن المسجد الأقصى بساحاته وأروقته هو ملك للمسلمين وحدهم، ولا يحق لغير المسلمين التدخل في شؤونه، وأن أهل فلسطين الذين هبوا لإطفاء الحريق سنة 1969، ودافعوا عن المسجد بالغالي والنفيس، فإنهم سوف يبقون السدنة والحراس الأوفياء لمواجهة الأخطار التي يتعرض لها كافة.

ودعا الشيخ حسين، المواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى الأقصى ضرورة شد الرحال إليه وإعماره على مدار العام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة بن غفير بحادث سير

إصابة بن غفير بحادث سير

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إثر تعرضه لحادث سير....

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، في حين منعت قوات الاحتلال، العشرات من الشبان...