الإثنين 29/أبريل/2024

لماذا تواصل السلطة قمع مواكب الأسرى المحررين بالضفة؟

لماذا تواصل السلطة قمع مواكب الأسرى المحررين بالضفة؟

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

 مشاهد القمع التي تمارسها أجهزة أمن لسلطة تعكس حالة من الخوف الكبير من كل فعل وطني قد يؤدي إلى “اهتزاز عرشها”، حتى وصلت لفكرة مهاجمة حفلات استقبال الأسرى المحررين.

ورغم اختلاف انتماءات الأسرى المحررين الذين يُنظم لهم ذويهم مواكب وحفلات استقبال، إلا أن السلطة وعناصرها تستقبلهم بالهراوات وقنابل الغاز والاعتقال بدلًا من تكريمهم واحتضانهم وحتى أداء التحية العسكرية لتضحياتهم.  

وبات تطور جرائم أجهزة السلطة ضد هذه الاستقبالات تتوسع بالضفة، ما أدى إلى تعاظم الغضب الشعبي من تجاوزاتها والتنغيص المستمر على فرحة الأهل والمحبين فور وصولهم إلى بلداتهم وقراهم.

وتسببت في غالبية الاعتداءات التي سجلت رقمًا قياسيًا في عام 2023، بإيقاع عشرات الإصابات بجروح متفاوتة وخسائر مادية بالغة لدى عائلة الأسير المحرر.

آخر هذه الجرائم كان في عنبتا بمحافظة طولكرم، إذ هاجم عشرات من عناصر الأجهزة الأمنية حفل استقبال الأسير محمد طارق ملحم أطلقوا النار وقنابل الغاز المسيلة للدموع صوب جموع المهنئين الذين حضروا لاستقباله.

جرائم متكررة

وملحم أحد كوادر حركة الجهاد الإسلامي واعتقله الاحتلال بتاريخ 15 مارس 2022 عقب مداهمة منزله وتحطيم محتوياته.

لكن هذه الحالة سبقها عشرات خلال الأشهر الماضية، دعت لإصدار بيانات تنديد واستنكار صارمة من غالبية الفصائل والهيئات الحقوقية، لكن السلطة حاولت تبرير خطيئتها بمعطيات ومبررات واهية.

وتتجاهل رئاسة السلطة الدعوات لضرورة حماية الحريات العامة في الضفة الغربية ووقف انتهاكات أجهزتها الأمنية انتهاكاتها واعتقالاتها السياسية للمقاومين والنشطاء.

الناشط الحقوقي عمار حسين قال إن قمع أجهزة السلطة لمواكب الأسرى المحررين قوبل بالقليل من بيانات الإدانة الخجولة ما شجع السلطة على اقتراف المزيد من الجرائم والاعتداء على حفلات استقبالهم بكل وقاحة.

وذكر حسين في تصريح تابعه المركز الفلسطيني للإعلام أن أجهزة السلطة تنتهك بهذه الاعتداءات المعايير الحقوقية التي تكفل للحق بالتجمع السلمي والتعبير عن الرأي والانتماء السياسي، بل تتجاوز كل القيم الوطنية التي تعطي مكانة استثنائية للأسرى تقديرًا لتضحياتهم.

ودعا لتشكيل آلية ضغط فاعلة ضد “آلة الشر” التي تحرك أجهزة السلطة لأبعد مدى ضد شعبها طالما هي متعلقة بأوهام التنسيق الأمني والمصالح الشخصية المرجوة من الاحتلال.

أزمة قديمة جديدة

مدير مجموعة محامون من أجل العدالة مهند كراجة رأى أن أجهزة أمن السلطة تستهدف كل سياسي حر يدافع عن الشهداء والأسرى في الضفة الغربية المحتلة.

وأكد كراجة في تصريح صحفي أن السلطة لديها أزمة تتواصل منذ عام 1994 بملف قمع الحريات والاعتقالات السياسية وقمع المدافعين عن حقوق الإنسان.

وأشار إلى أن اعتداءات الأجهزة الأمنية لم تنحصر على مدينة بعينها أو أبناء تنظيم واحد كحركة حماس، بل اعتقلت نشطاء من حركة فتح وآخرون من الجهاد الإسلامي واليسار.

وأوضح كراجة أن الاستهداف لكل ناشط سياسي حر له موقف وطني ويرفض القمع، مبينا أن شعبنا بكل أطيافه موحد على قضاياه الوطنية، وأبرزها الأسرى واستقبالهم.

خشية من المناسبات الوطنية

النائب في المجلس التشريعي فتحي قرعاوي قال إنّ السلطة تخشى كل المناسبات والفعاليات الوطنية المتضمنة هتافات ضدها رفضًا لسياساتها، لجنازات الشهداء واحتفالات استقبال الأسرى المحررين.

وأوضح قرعاوي في بيان وصل المركز الفلسطيني للإعلام أن السلطة بسياساتها تؤكد أنها لا تريد أن تسمع صوتًا غير صوتها، ولا يظهر أحدًا غيرها على الساحة، حتى لا تريد أن يكون هناك ظلال لأي مخلوق على وجه الأرض غيرها.

ونبه إلى أنّ أفعال السلطة تؤسس لشيء غير جيد لشعبنا وتخلق حالة غضب وسخط شعبي تجاهها. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات