الإثنين 29/أبريل/2024

عباس يحيل معظم المحافظين للتقاعد.. توقيت مفاجئ وتساؤلات عن السبب!

عباس يحيل معظم المحافظين للتقاعد.. توقيت مفاجئ وتساؤلات عن السبب!

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

اهتم النشطاء الفلسطينيون، عبر منصات التواصل الاجتماعي، بقرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المفاجئ بإحالة 12 محافظا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة إلى التقاعد.

والمحافظون المحالون للتقاعد في قطاع غزة هم؛ محافظ شمال غزة صلاح أبو وردة، محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، محافظ خانيونس أحمد الشيبي، محافظ أريحا أحمد نصر.

وفي الضفة الغربية؛ أحيل إلى التقاعد كل من محافظ جنين أكرم الرجوب، محافظ نابلس إبراهيم رمضان، محافظ قلقيلية رافع رواجبة، محافظ طولكرم عصام أبو بكر، محافظ بيت لحم كامل حميد، محافظ الخليل جبريل البكري، محافظ طوباس يونس العاصي، ومحافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل.

كما أصدر عباس مرسوما رئاسيا بتشكيل لجنة رئاسية، تضم عددا من الشخصيات القيادية ذات الاختصاص لاختيار مرشحين لشغل منصب محافظي المحافظات الشاغرة، وتنسيبها للرئيس لإصدار قرار بشأنها.

وبذلك يكون محافظو رام الله والبيرة وسلفيت في الضفة الغربية، هم المستثنيين من قرار عباس، في حين توفي محافظ محافظة وسط قطاع غزة عبد الله أبو سمهدانة عام 2020 ولم يعين بديلا عنه.

القرار الرئاسي كان محط اهتمام النشطاء الذين طالبوا بإجراء تعديلات في مناصب المحافظين الذين تخالف مدد بقائهم في مناصبهم القانون الفلسطيني المنظم بالخصوص. 

وانتقد نشطاء فلسطينيون عبر منصات التواصل الاجتماعي، بقاء المحافظين لسنوات طويلة في مناصبهم، وغلب طابع السخرية على تفاعلات النشطاء.

وأبدى نشطاء تخوفات من هوية المحافظين الجدد الذين سيتم تعيينهم، خاصة وأن بعض النشطاء اعتبروا القرار بمثابة عقاب للمحافظين لفشلهم في وقف حالة المقاومة.

عبر وسائل الإعلام

طريقة إبلاغ المحافظين بإحالتهم للتقاعد لم تعجبهم، إذ عبر بعضهم عن امتعاظه من الطريقة ووصفها بالفشل الإداري، حيث تبلغوا بالقرار عبر وسائل الإعلام.

محافظ نابلس إبراهيم رمضان قال: “لا مشكلة لدينا بالتقاعد، لكن أسلوب إبلاغنا كان من الممكن أن يكون أفضل، ولم نكن نعرف عن الموضوع لا من القريب ولا من بعيد، ونحن تحت التعليمات لا فوقها”.

وتابع: “هم أحرار (في إشارة للرئاسة الفلسطينية) وأعتقد أني راضٍ عن أدائي كمحافظ وأن نابلس خرجت من الأزمات التي مرت فيها خلال فترة عملي”.

وأضاف رمضان مستنكرًا: “المحافظ ليس بالولد الصغير، وآلية الإخبار كان يجب أن تكون أفضل، ونحن تعودنا على الالتزام وسنبقى ملتزمين لكن بنفس الوقت تعودنا أن نحترم بعضنا البعض، وبالنهاية سنبقى نحترم القيادة وتحديدً الرئيس عباس”.

وقال محافظ رفح أحمد نصر، إنه علم بإعفائه من قبل أحد أفراد الأمن، “سألني إن كان خبر إقالتي صحيحًا، فقلت له لا أدري. ثم بعد ساعتين وصلت رسالةٌ إلى مكتبي بإقالتي”.

واعتبر أحمد نصر طريقة إعلامهم بالخبر بعد نشره في الإعلام “غير صحيحة وغير لائقة بالمطلق، وتعبر عن فشل إداري. فقد كان من المفترض الاجتماع بنا وشكرنا إذا أحسنّا أو إقالتنا ومحاسبتنا إذا أخطأنا” وفق قوله.

أما محافظ أريحا جهاد أبو العسل أيضًا أكد أنه لم يكن على علم بالقرار من قبل، ولم يعلم به إلا اليوم، وقال: “نحن جنود لهذا الوطن، والرئيس صاحب هذا القرار. ومن حق الرئيس أن يضع من يريد ومن يشاء، ونحن ملتزمون بقرار الرئيس”.

كذلك أكد محافظ غزة إبراهيم أبو النجا، إنه لم يبلغ بالقرار من أي جهة رسمية، وإنما علم به من خلال وسائل الإعلام فقط، وقال، إن “القرار من حق الرئيس عباس ولا جدال في هذا الأمر (..) ولكن كان الأجدر بالمحافظين لما لهم من دور، أن يصار لعقد اجتماع أو لقاء بحضور مستشار الرئيس لشؤون المحافظات الفريق إسماعيل جبر، لمناقشتهم في الأمر”، وفق قوله.

محافظ شمال غزة صلاح أبو وردة أثنى على قرار عباس بإحالتهم للتقاعد، وطالب بإلغاء منصب المحافظ “لأن وجوده هدر للمال وغير مجدي” حسب تعبيره.

من جانبه، رفض محافظ جنين أكرم الرجوب التعقيب على قرار إقالته أو الإدلاء بأي تصريح حول بلوغه سن التقاعد. وقال: “انسوا الموضوع.. لا تعليق لدي”.

أما محافظ طولكرم عصام أبو بكر فرفض التعقيب على طريقة إحالتهم للتقاعد، وقال: “نحن جئنا بمرسوم رئاسي ونحترمه، وبنروح في مرسوم. نحن تحت تعليمات فخامة الرئيس، ولا أريد التعقيب أكثر من ذلك فنحن ملتزمون”.

كذلك رفض محافظ طوباس يونس العاص التعقيب على طريقة التبليغ بالقرار، وقال: “لا يوجد أي تعليق نحن عسكر وننفذ تعليمات القيادة فقط لا أكثر ولا أقل”. وأضاف العاص أنهم كانوا “مهيّأين نفسيًا” للقرار، “لأن هناك فاصلٌ زمنيٌ للمحافظين للخدمة فيه، ولا أريد التعليق أكثر من ذلك”.

الأسباب

وحتى لحظة كتابة التقرير، لم تتضح خلفية القرار “غير المسبوق” لعباس أو الأسباب التي دفعته لذلك مع تصاعد الخلافات والشقاق داخل أروقة السلطة وفتح، لكن يبدو أنها نتيجة الفشل الكبير في ملفاتهم الموكلة لهم.

إذ أن غالبية هؤلاء المحافظين تسببوا على مدار سنوات مضت بهجوم كبير على السلطة وحركة فتح وفشلوا في القضاء على المقاومة أو حتى إشعال الفوضى في قطاع غزة ضد حركة حماس.

وتسارعت خلال الأشهر الماضية وتيرة الخلاف بين عدد من الشخصيات القيادية في حركة فتح، حول خلافة محمود عباس، في وقت قالت مصادر (إسرائيلية) إنه يجري “تكديس الأسلحة” في الضفة تحضيرًا للصراع على الخلافة.

وتلقت بعض الشخصيات المتنافسة ضربات “قاسية” كتوفيق الطيراوي الذي جُرد من منصبه القوي في جامعة الاستقلال الأمنية، والنائب محمد دحلان الذي فُصل قبل سنوات.

في وقت خطى حسين الشيخ خطوات كبيرة على طريق الظفر بالمنصب، بعد تعيينه أمينًا لسر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

وتأتي هذه التغييرات عقب اللقاءات الأمنية التي عقدها حسين الشيخ مع مسؤول الشاباك مؤخرا، وحالة الهجوم التي تشنها الأجهزة الأمنية ضد المقاومة في سياق الخطة الأمنية التي جرى الكشف عنها للقضاء على الحالة الثورية والمقاومة خاصة في مخيم جنين.

وجوه جديدة ونتائج متوقعة

في حين قال الكاتب والمحلل عصمت منصور، إنه يعتقد أن أسباب الإحالة للتقاعد تتلخص في الفشل على الأرض، وبعد الناس عن السلطة، وفقدان السيطرة، وعدم ثقتهم فيها.

وأضاف في تصريح لمراسلنا أن هناك خشية أن يكون القرار كتبني لخيار فرض السيطرة الأمنية، والذهاب لمواجهة مع المقاومين.

وأوضح أن الوجوه الجديدة إن كانت صقرية أمنية فهذا يعني أن هناك خشية من التصادم مع المقاومين في الضفة، وهذا سيقود إلى نتائج كارثية.

أما إن كانت وجوه إيجابية سياسية، فيتوقع منصور أن تكون النتائج أفضل.

صراع السلطة

بدوره، وصف ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية السابق بفتح ورئيس الملتقى الوطني الديمقراطي، إقالة رئيس السلطة للمحافظين، بـ”أنها تعبير عما هو موجود في السلطة من أزمة”، قائلا: “بتروح خيارة وبتيجي خيارة أصغر منها”، معتبراً أن ما يجري ضمن صراع الخلافة.

وأضاف القدوة في تصريح صحفي: “يحاولون إظهارها على أنها تأتي في سياق الحيوية؛ لكنّها تعبر عن الأزمة الحقيقية الحاصلة، وفي الطريق يعيّن من هو أقرب لمن يبحث عن حظوظه في الرئاسة”.

وأكمل: “هذه الإجراءات كلها تعبر عن “قلة أدب”، وليس فقط عن مسار أزمة

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات